نعمة السديري لـ"هي": نستقبل فنانين سعوديين بشكل يومي ... وغاليري "الآن" بعيد عن التكلف

نعمة  بنت عبدالمحسن السديري معروفة بأنها صاحبة الغاليري المعاصر الأصغر سنا والأكثر حداثة في الرياض. تُعدُّ لاعبة أساسية كلما ذكر الفن السعودي في كتاب أو مقال. نعمة افتتحت مساحة "الآن" الفنية Alaan Artspace  قبل ثلاث سنوات لتكون ملتقى للفنون عبر معارض وفعاليات ومكتبة فنية مهمة.

وقرر الغاليري تلبية لطلب الناس التركيز على تأمين دار لشباب الرياض المبدعين والموهوبين في تصميم الإكسسوارات والأزياء والمجوهرات. وذلك من خلال مفهوم المتجر المؤقت الرائج "كريت"CRATE  الذي نظم منذ فترة معارض تحت عنوان "ماذا نرتدي في رمضان".

تحدثت الزميلة أمبرين أحمد Ambreen M Ahmed إلى مديرة المساحة الفنية الموهوبة لنعرف المزيد عنها وعن طموحاتها للغاليري الذي أسسته بالتعاون مع شقيقها.

- هلا أخبرتنا أكثر عن نفسك؟    


فيما يتعلق بعملي في مساحة "الآن" الفنية، أنا آتية من خلفية فنية، فقد درست الفنون الجميلة، وكنت فنانة إلى أن سافرت إلى الولايات المتحدة، حيث عشت لفترة وتخرجت في جامعة جورج واشنطن. واصلت العمل على فنّي حين عدت إلى الرياض. وأردت التعاون مع فنانين آخرين على مشاريع متنوعة، لكنني لم أجد منبرا أو منصة لذلك.
ولطالما تساءلت: لماذا لا تكون هناك مساحة للفنانين كي يلتقوا ويتعارفوا ويتعاونوا، ثم أدركت أنني لست مضطرة لانتظار أحد لينفذ الفكرة، فلماذا لا أنفذها بنفسي؟ وهكذا ولدت فكرة "الآن" التي تهدف إلى  ابتكار مكان متعدد المهام لا يكون فقط صالة فنية، بل يشتمل أيضا على المجلس الشبيه بمقهى مع مكتبة ومساحة تعليمية تثقيفية. ننظم الكثير من المحاضرات والحوارات وورش العمل، ولدينا مطعم أيضا. أعرف تمام المعرفة الثقافة في الرياض، وأعرف أن الكثير من سكانها قد لا يتحمسون لقطع مسافة لزيارة معرض فني. فأردت ابتكار مساحة يجتمع فيها الناس، ويمضون بضع ساعات في ممارسة نشاطات مختلفة.


- هذا ما فعله متحف "تيت" أيضا للتحول إلى مساحة يتشجع فيها الناس على تمضية الوقت ..


نعم بالضبط، نحن غاليري تجاري بمهمة متحف. وحين نظمنا ورشة العمل لاحظنا النقص في المتاحف، فلدينا متحف تاريخي واحد. الفجوة كبيرة بين الصالات الفنية التجارية والمتاحف، وليس هناك ما هو بين الاثنين ليكون قاعة فنية ومنبرا تعليميا. إحدى مهماتنا الأساسية تعزيز التعليم، فمن دونه لن يكون هناك فن. لسنا مجرد غاليري يبيع الأعمال الفنية. مهمتنا أكبر والتعليم هو الجزء غير الهادف للربح من عملنا، ونحن ندعمه.
تدعمون بشكل أساسي المشهد الفني في الرياض.
ندعم الفنانين الشرق أوسطيين. معرضنا "مقيم" تضمن أعمال فنان مصري يسكن في الرياض، والعمل مع فنانين يقيمون في الرياض ببساطة سهل، لأنهم قريبون وأستوديوهاتهم هنا.


- إلى أي مرحلة وصل الفن السعودي؟


لطالما كان الفن السعودي حاضرا على الرغم من أن الأضواء الإقليمية والدولية بدأت تسلط عليه منذ نحو 8 سنوات. مبادرة "حافة الصحراء" وضعت الفن السعودي على الخريطة. للأسف ينقصنا التعليم الفني الصحيح. فهناك الكثير من الفنانين الذين يعملون منذ وقت طويل، لكن عملهم تغير بشكل جذري حين بدأ الناس بالتعرف إلى الفن السعودي والاهتمام به.
أنا أعمل مع فنانين يافعين يحصلون على معظم معلوماتهم وتعليمهم من الإنترنت. مبادرة "حافة الصحراء" انتقائية جدا. وتسليط الضوء على المشهد الفني السعودي في الإعلام العالمي جعله يبدو وكأنه ولد قبل 10 سنوات، لكنه موجود وحاضر منذ فترة طويلة. نستقبل فنانين سعوديين يوميا، ونتعاون مع فنانين موهوبين يعملون وينتجون منذ سنين. لكن الشهرة العالمية وصلت الآن.


كيف تختارين القيمين على المعارض والفنانين المشاركين في الغاليري؟


ماري تيلينغ هي القيمة الدائمة. تسافر كثيرا في إطار عملها. نراجع الملفات ونتصل بالفنانين على أساس إمكاناتهم. البعض يملك أفكارا رائعة، لكنهم لا يستخدمون المواد المناسبة، والإنتاج مرحلة مهمة جدا.
خصصنا أيضا جانبا من "الآن" لمشاريع الفنانين الشباب، وأسميناه "حائط الفن" لعرض مواهبهم وأعمالهم الفنية. فنقدم في هذا الركن أعمال فنان شاب أو أكثر من فنان في كل فترة دعما لهذه المواهب الصاعدة. والتشارك على مواقع التواصل الاجتماعي يشجعهم.


ما الكتب الموجودة في مكتبتكم الفنية؟


الكتب متعلقة بالفن والتصميم من التصوير إلى الهندسة المعمارية مرورا بالأدب والشعر، بدأت أجمع الكتب قبل أن نفتح الغاليري. لدينا أيضا مكتبة لوثائقيات وأفلام عن الفن. كما نخطط لعرض أفلام الفنانين أيضا.


لماذا تقف نساء كثيرات وراء المشهد الفني الصاعد في الخليج؟


درست علم الإنسان، وأحب أن أدرس الثقافة وأحللها. المرأة كانت مسؤولة عن ديكور المنزل، وأعتقد أن الفن لطالما كان مرتبطا بالمرأة، هذا تفسيري. أحب أن أنظر إلى الجمهور خلال حواراتنا، في محاضرة أحمد ماطر، لاحظت أن عدد الرجال أكبر، لكن في محاضرة سارة عبدالله كان عدد النساء أكبر. هناك الكثير من الرجال في عالم الفن أيضا، شريكي مثلا هو أخي.

كيف أثر افتتاح مساحة "الآن" الفنية في حياتك؟


هناك إيجابيات وسلبيات، بدأت مسيرتي المهنية فنانة. كنت دائما أستمتع بالعمل على أشياء وقطع، وهو ما كان يشعرني بأن لدي مهمة أكبر. حين يكون الإنسان فنانا لديه مهمة، لكن حين يصبح صاحب غاليري تصير المهمة أكبر. وأخصص الكثير من وقتي لغاليري "الآن"، حيث ألتقي بناس رائعين. مشروعنا جديد نسبيا، وحين أنظر إلى تطورنا وتقدمنا منذ الافتتاح أفرح وأفتخر.


ما القطعة الفنية أو اللوحة التي نجدها في منزلك؟


أشتري أعمال الفنانين الشرق أوسطيين. لولوة الحمود صديقة رائعة لغاليري "الآن". أملك أعمالا لمنال الضويان، ومنير الفاطمي، وبعض من الفنانين الإيرانيين.


نظمتم في الغاليري حوارا عن جمع الأعمال الفنية. ما نصيحتك لهواة جمع الأعمال الفنية؟


باعتباري عاشقة للفن، لن أعرض يوما قطعة لا يمكنني أن أشتريها. إذا لم تكوني مقتنعة بشرائها، فلن تستطيعي بيعها. أنا في الواقع أعيش مع القطع الفنية التي أشتريها. اعشقي الأعمال الفنية التي تملكينها. واحرصي على أن يكون زوجك يحب الفن أيضا. وقبل اقتناء أي قطعة، عليك أن تعرفي الفنان الذي أبدعها، وأن تقرئي عنه وعن الغاليري الذي يمثله.
الحوار الذي نظمناه كان بهدف تشجيع الناس على استكشاف الفن. عليك أن تحبي الفن الذي تتحدثين عنه. إيهاب ممدوح نظم أول معرض له معنا، ولم يكن أحد قد اشترى أعماله في السابق. فأخذنا ذلك بعين الاعتبار حين حددنا أسعار الأعمال. أردنا تشجيع الناس على الشراء.  تقريبا 90 في المئة من سكان الرياض لا يشترون الأعمال الفنية، والذين يشترونها يسافرون إلى لندن وباريس ودبي لهذا الهدف. نريد تشجيع الناس على الشراء في الرياض. وقد ركزت محاضرة على التعوّد على الغاليري. مقاربتنا في إدارة الغاليري بعيدة عن التكلف، ونريد للناس ألا يشعروا بالرهبة حيال المكان.


كيف تصفين دعم عائلتك لهذا المشروع؟


ترعرعت في منزل ينبض بالفن. والدي كان يرسم وهو صغير، ووالدتي وجدي شعراء. أتينا بالفكرة أنا وأخي معا، والآن هو يساعدني على المستوى الاستشاري، فلديه عمله الخاص. و زوجي يدعمني كثيرا كذلك. يلتقي بالعديد من الأجانب في مكتبه، فيصطحبهم إلى الغاليري، ليريهم ما نقدمه من فن وثقافة.

من الفنانون الذين تنصحيننا بمتابعة مسيرتهم وترقب جديدهم؟


هناك الكثير من الأسماء، لكن من بين التي أذكرها الآن إيهاب ممدوح، وعبدالله العثمان، وأحمد ماطر، ولولوة الحمود.


ما الفن؟


الفن هو كل ما أعرفه، لكوني فنانة وصاحبة غاليري، أراه من وجهة نظر مختلفة تماما، وأعشق الفن الذي يحفزني على التفكير، فالفن دائما ما يجعلني أفكر.

لمزيد من المعلومات حول المعارض والفعاليات المقبلة في الغاليري، يمكنكم زيارة www.alaanart.com