لقاء مع الحسناء الفرنسية Laetitia Casta

حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
 
التقيت الحسناء ليتيسيا كاستا Laetitia Casta مرة جديدة في باريس، ومرة بعد مرة تفاجئني بجمالها الأخاذ الذي يبدو خياليا، ويجسّد أقصى درجات الأنوثة، وتذهلني بشخصيتها التي قد تبدو غامضة بأسرارها العميقة عمق البحر السابح في أزرق عينيها، وفي كل مرة وبعد أن أتحدث معها للحظات أكتشف كم هي ناضجة وحكيمة ولطيفة وراقية. 
 
سألتها إذا كانت تتذكرني من العام الماضي، فأجابت: "بالطبع أتذكرك.. ومن الصعب نسيان شخص مثلك، وأتمنى أن تكون أنت أيضا قد تذكرتني"... ومَن ينساها؟ 
 
أخبرت ليتيسيا في بداية لقائنا أنني أتابع أخبارها دائما، ولا أنسى دورها في فيلم "أربيتراج" الذي انحفر في ذاكرة كل من شاهده. فشكرتني، وضحكت بخجلها الواثق!.. تحدثنا بعدها في أمور الحياة وتغيراتها والصعوبات التي علينا تحملها. ولعل أجمل ما قالته لي: «على الإنسان أن يفكر في نفسه، وألا يضيّع نفسه في العطاء، وخاصة إذا كان والدا، فعلينا الاعتناء بأنفسنا لأجل أولادنا لأنهم يحتاجون إلينا، وهم أهم ما في الحياة».
 
وأخبرتني المزيد عن مشاريعها المستقبلية، وعن تعاونها مع الدار الفرنسية العريقة "نينا ريتشي"Nina Ricci ، بوصفها وجها لعطر الجديدL’Extase . 
 
عملت سابقا مع ماركات عالمية كثيرة. هل هي المرة الأولى التي تعملين فيها مع شركة "بودج" Puig؟
نعم هي المرة الأولى.
 
كيف بدأ هذا التعاون؟ 
اتصلوا بي، واقترحوا مشروع هذا العطر. فقلت لنفسي لِمَ لا؟ وحاولت أن أشارك في هذا العمل بطريقة مشوقة، فلا أكون مجرد وجه للعلامة، بل أكثر من ذلك. فأتوا بفكرة عطر يتحدث عن المرأة ويغوص في خيالها وتفكيرها. وقالوا: إنهم يحبون حياتي وخياراتي وحريتي. فوافقت على خوض هذه التجربة. 
 
واللافت أن جدتي كانت ترش عطر "نينا ريتشي لير دو تان"، فرأيت أنه من الجميل أن أعمل مع هذه الدار الصغيرة المحترفة والمعروفة بحرفيتها العالية. 
 
‏Nina Ricci  دار كلاسيكية جدا. لذا تفاجأت حين سمعت أنك ستعملين معها لأنك مختلفة وجريئة وشابة. 
 
الكلاسيكية صفة مستمرة معنا جميعا، لا أتأثر بأحد ولا يحدني شيء، فأفعل ما أريد وما أراه مناسبا. 
 
قبل هذا المشروع، كيف كنت تنظرين إلى دار "نينا ريتشي"؟ هل كنت تملكين ابتكاراتها؟
كنت متأثرة بجدتي التي لم تكن ترش سوى عطر الدار الأول. وكان العطر الوحيد الذي وضعته طوال حياتها، لأنه كان هدية من جدّي. 
 
وماذا عن أزياء الدار؟
أزياء الدار جميلة ومفعمة بالأنوثة. أتمنى أن يأتي أحد إلى الدار، ويساعد في إيصال بشكل أكبر وأوضح فكرة "نينا ريتشي" ومفهومها. 
يعمل فريقها اليوم على انتشار أوسع لهذه العلامة في العالم. فالمشاركة في أسبوع الموضة مجازفة، لأنها جديدة نوعا ما على الدار.
 
ما القصة وراء الفيلم القصير الذي تعاونت فيه مع الدار؟
أرداوا التحدث عن المرأة وعن أنوثتها وحسيتها ورغباتها. فحتى في مجتمعنا الغربي الذي يبدو منفتحا، لا يزال هذا الموضوع محظورا بعض الشيء. أحاسيس المرأة مهمة جدا لأنها تؤثر في نموها وتكوين شخصيتها وما ستعطيه من مشاعر وطاقة. للرجل أحاسيس وللمرأة أيضا. إنه شيء طبيعي. 
 
كيف تصفين هذا العطر؟ وهل أعجبك؟
تحدثت إلى صانع العطور الذي ابتكره، وقال لي شيئا أثار اهتمامي حقا، وفاجأني. فسألته إن كان صنع عطر لشخص تعرفه جيدا أسهل من تكوين عطر موجه للجميع. فقال لا، ففي الواقع حين تعرف شخصا عن قرب يصبح الأمر معقدا لأنك تعرف الكثير عنه، وسيصعب عليك أخذ خطوة إلى الوراء ورؤية الصورة العامة. لكن حين تصنع عطرا لنساء كثيرات، مثل هذا العطر تعمل على موضوع معين. فاسم العطر  تتخيله انفجارا من الألوان والسكر. من الضروري أن يكون عبيرا جريئا وواضحا وظاهرا. وهكذا هو حقا، فهو عطر قوي وسكري وحلو كشيء ستودّ أكله. وبالطبع هو حسي جدا. 
 
وما رأيك بهذه القارورة المميزة والفريدة؟
إنها جميلة جدا. هي شبيهة بحقيبة يد، فتنبض بالأنوثة الرقيقة التي عودتنا عليها دار "نينا ريتشي" مع ابتكاراتها البارزة بأنوثتها ورقتها.