"هي" تحاور سيدة الأعمال الخليجية الدكتورة شيماء نواف فواز

حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
 
سيدة الأعمال الإماراتية الدكتورة شيماء نواف فواز تتطلع بثقة وتفاؤل نحو المستقبل، وتعتمد في حياتها العملية على التجارب المميزة التي اكتسبتها من والديها، وعلى خبرتها الدولية التي اكتسبتها من خلال الدراسات الأكاديمية في واشنطن، حيث حصلت على دكتوراه من جامعة جورج واشنطن، وماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن لإدارة الأعمال في المملكة المتحدة، وتعمل نائبة لرئيس الرعاية الصحية لـ (مبادلة، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة) وكانت مديرة الاستثمارات الدولية في مركز دبي المالي العالمي، وهي عضوة مجلس إدارة: مدارس الشارقة الأمريكية الدولية، وعلى الرغم من عشقها للعمل العام حرصت على تأسيس مشروعها الخاص الذي تقول عنه إنه فريد من نوعه.
 
ماذا تخبرينا عن نفسك؟ وكيف تقدمين نفسك للقراء؟ 
أنا شابة إماراتية تحاول إثبات ذاتها بالعلم، حيث حصلت على درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة جورج واشنطن، وبالعمل حيث عملت حيثما كنت بتفان وإخلاص من أجل وطننا الحبيب، وحققت هوايتي ورغبتي  الشخصية بإنشاء مشروع «جوسب»، وأحاول جاهدة أن أكون  تعبيرا صادقا لما تتيحه دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة من فرص للعلم والمستقبل الواعد لكل أبنائها. 
 
ما المحطات الشخصية الرئيسة على المستوى الشخصي والعلمي والعملي؟ 
على المستوى الشخصي أستمتع كثيراً برحلات السفر مع العائلة، فهي تعني المزيد من المحبة والتواصل مع أخوتي ووالدي.  
 
على المستوى العلمي كان سفرنا أنا وأختي لمياء إلى الولايات المتحدة والدراسة هناك محطة مهمة لاكتساب خبرات حياتية مهمة، وبداية مشوار علمي طويل أنجزناه بنجاح، والحمد لله. 
 
على المستوى العملي كل مكان عملت فيه محطة مهمة، أستطيع فيها خدمة وطني بتفان وإخلاص، والمساهمة ولو بقليل لرد بعض ما أعطاه لنا من فرص للتعليم والعمل. 
 
حدثينا بالتفصيل عن تجربتك في العمل مديرة للاستثمار الدولي بمركز دبي المالي العالمي؟ وهل مازالت مستمرة؟ 
كانت تجربة مفيدة وثرية لما تعنيه مكانة دبي في عالم الاستثمار، كانت زاخرة بالعمل والدراسة، حيث درست لدرجة الماجستير في  تخصص الاقتصاد من مدرسة لندن لإدارة الأعمال، وحصلت عليها بتفوق لأن شرط النجاح في أي عمل هو معرفة كل ممكن عنه والتخصص فيه. 
 
من خلال خبرتك إلى أين تتجه أنظار المستثمرين حاليا وإلى أي البلدان؟ وفي أي المجالات؟ 
أعتقد أن أنظار المستثمرين تتجه بقوة ودائما إلى الإمارات، وخاصة بعد فوز دبي باستضافة إكسبو 2020 وما تعنيه الكثير من المشاريع من أجل هذا الحدث العالمي المهم، والذي سوف يعود بالمردود العالي على الاقتصاد الوطني للإمارات، وأعتقد أن قطاع البناء والتشييد ما زال هو الأهم في مجالات الاستثمار. 
 
كيف تنظرين إلى سيدات الأعمال والمستثمرات العربيات عموما، والخليجيات خصوصا وتعاملاتهن مع الأسواق المالية والعقارية؟ 
حققن مكانة قوية في الاقتصاد المحلى لدولهن، ففي الإمارات هناك 14 ألف سيدة أعمال تدير 11 ألف مشروع، يصل حجم استثماراتهن إلى ما يزيد على 12 مليار درهم، وتسهم في الاقتصاد القومي بنسبة 25 في المئة تقريبا، ومن بين أقوى 100 امرأة في عالم الاقتصاد في الوطن العربي حصدت الإماراتيات 23 مركزا، وأعتقد أن لهذه الأرقام دلالة قوية في حد ذاتها تؤكد جدارة المرأة في مجال الاستثمار.
 
ما مواصفات سيدة الأعمال الناجحة في رأيك؟ 
أن تكون لديها روح المغامرة، والقدرة على الاستمرار والصبر والمثابرة على الرغم مما سيقابلها من معوقات، وأيضا أن تكون لديها دراية تامة بالعمل الذي ستختاره، والكفاءة لتنفيذه، وأن تكون لديها القدرة العقلية والفكرية لاستيعاب المتغيرات في ظروف العمل أو السوق، ووضع الخطط التنافسية، وأن تكون لديها مهارات التعامل مع البشر، وقدرة على الابتكار، وأن تحب إنجاز العمل والنجاح فيه. 
 
إلى أي مدى تستمتعين بعملك؟ 
إلى أقصى مدى، لأنني أحس بأنني جزء من منظومة قوية تبني الوطن وترسم له مستقبلا مشرقا، بإذن الله، وبأنني أفعل ذلك بانتماء قوي للوطن، مما يدفعني لمزيد ومزيد من العمل لدرجة الاستمتاع، وخاصة أنني من خلال أسفاري المتعددة واطلاعي على كثير من أحوال بلاد مختلفة أشعر بالفخر بوطني وعطائه الكبير لكل أبنائه، وأشعر بالامتنان لقيادتنا الرشيدة التي رأت أن الإنسان في بلادي أغلى ثروات الوطن، فجعلتنا من أسعد شعوب الأرض. 
 
حدثينا باختصار عن عملك الخاص «شركة جوسب»، وما أهدافها ورسالتها وأهميتها؟ 
أنا وقبل «جوسب» كنت وما زلت مهتمة بالأعمال الخاصة للعائلة من منشآت صناعية ومؤسسات تعليمية رائدة، وهي مدارس الشارقة الأمريكية في دبي وأم القيوين والشارقة، وجميعها تتمتع بالاعتراف العلمي من مؤسسات ومنظمات تعليمية قديرة، وأتابع عن قرب الاتجاهات التربوية الحديثة بالمدارس، وخاصة أنني استفدت كثيرا من خبرة أبي وأمي في هذا المجال.  
                      
أما عن «جوسب»، فهي تهدف أولا إلى إنشاء اسم تجاري عال يخص الإمارات ويدعو الكثير من الشباب إلى المبادرة والابتكار بدلا من استنساخ ما هو موجود وتقليده، وكذلك توفير مكان لائق يتجاذب فيه الناس الأحاديث ويتواصلون في ما بينهم، ويستمتعون بتذوق حلوى شهية أو وجبات خفيفة  متميزة من حيث النوعية وجودة المواد المستخدمة لإعدادها، فهي كلها مواد طبيعية وصحية، وأهميتها أنها تقدم نوعية جديدة من الطيبات تحمل بعضا من مذاقنا الشعبي إلى جانب العالمي، وأيضا تختلف عن الأطعمة التقليدية وغير الصحية في معظمها، ونحاول من خلالها أن تكون سلسلة كافيهات محلية تتنافس مع غيرها من أجل الجودة ومتعة زوارها. 
 
هل سبق أن تعرضت لخسارة بسبب شراء أو بيع أو نصيحة؟ 
حتى الآن لم يحدث، والحمد لله، فوتيرة العمل تمضي بشكل مُرضٍ حتى الآن، مع أن طموحنا أكبر، ونتمنى أن يتحقق هذا عند افتتاح فرع دبي في منطقة الوصل جميرا في نوفمبر الجاري، وفي مدينة أبوظبي في جاليريا مول مع بداية العام الجديد.   
 
هل أنت راضية الآن عن عملك الخاص؟ وأيهما الأهم لك المردود المادي أم المعنوي؟ 
بالطبع المردود المعنوي لأن تأسيس «جوسب» جاء برغبة مني في ترسيخ اسم محلي على الساحة العالمية إلى جانب الأسماء العالمية، وليس الاستثمار في المقام الأول، ورغبتي في أن يشاركني الناس هذا الاهتمام ويستمتعوا بتناول حلوى بمعايير صحية عالية، ويكفيني إقبال الناس على «جوسب»، ولكن باعتباره مشروعا يجب أن ينجح ويحقق مردودا ماديا كدليل على هذا النجاح.
أفضل لحظة كانت يوم افتتاح «جوسب»، فقد تحول جزء من الحلم إلى حقيقة، وأسعدني حسن استقبال الناس، وخاصة فئة الشباب، وتشجيع الكثيرين منهم لي، والثناء على منتجاتنا، والاحتفاء بنا فاجأني كثيرا وشجعني على المضي قدما.            
                                            
ماذا عن نشاطك الإنساني والخيري؟ وهل ستستمر «مبادرة جوسب» الاجتماعية؟                                              
بالطبع ستستمر المبادرة عبر التواصل مع المجتمع من خلال مبادرات اجتماعية وتعليمية وإنسانية تعبيرا عن هدف أصيل منذ التأسيس، هذا عن «جوسب»، أما عني، فقد أنعم الله علي بألا أنقطع عن عمل الخير، وخاصة أن الوالدة تسهم في كثير من مشاريع الخير في كل وقت، وكان هذا من أهم ما تعلمناه ونحن صغار: نعمة عمل الخير والعطاء. 
 
ماذا عن حياتك الاجتماعية؟ 
يأخذ عملي ومتابعة «جوسب» وقتا طويلا، وتبقى عطلة نهاية الأسبوع الفرصة الكبرى لقضاء الوقت مع الأهل والصديقات. 
 
برأيك كيف يتم تمكين المرأة الخليجية من من أداء دورها الفعلي وتسهيل الطريق أمام مشاركتها الحقيقية في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ 
الاهتمام بالمرأة بدأ منذ تأسيس الدولة حين أطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رؤيته الثاقبة بأن الإنسان هو أغلى ثروات الوطن، ودعم وجود المرأة وتعزيز دورها الحيوي في التنمية بقوله: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة تحتل موقعها المتميز المجتمع».. وكفلت الدولة هذه الرؤية في مواد الدستور 14،17،35 وعبر المساواة والعدالة الاجتماعية لكل المواطنين، واستمر تمكين المرأة في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حين أطلق في العام 2004 الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، وتسلمت المرأة أعلى المناصب، فهي وزيرة، وسفيرة، وطبيبة ...، وكذلك قدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كل الدعم للمرأة، وفي هذا الإطار قال: «أنا أحرص على أن تكون المرأة في المقاعد الأمامية، وفي المركب الذي يقود شعبنا لشاطئ السلامة والازدهار».
 
أعتقد أن الكرة الآن في ملعب المرأة، ويبقى على المرأة أن تثبت بالعلم والعمل جدارتها لتلك المكاسب، وأن تشارك بفاعلية في تحقيق النهضة الوطنية، فالمجال مفتوح أمامها لتحقيق ذاتها، وترسيخ مكانها على ساحة العمل العام والتطوعي.   
 
أين الرجل في حياتك، وكيف تتمنين زوج المستقبل؟ 
أبي هو القدوة والمثل في حياتي، أما عن زوج المستقبل، فلا مجال للتمنيات لأن اختيار رفيق الحياة مسؤولية مهمة، ولا أرسم إطارا معينا من المواصفات أو الصفات، فإن هذا الأمر يعتمد على التوافق والقبول.   
 
من الأشخاص الأكثر تأثيرا في حياتك؟ وما طبيعة هذا التأثير؟ 
أبي وأمي، فأمي هي الدكتورة عائشة السيار أول من حصلت على شهادة دكتوراه في الدولة، وكانت أول امرأة عملت في وزارة التربية والتعليم، ولها دور مهم في المجتمع، وأبي الدكتور نواف فواز الخبير التربوي، والذي عمل  خبيرا من قبل الأمم المتحدة في وزارة التربية والتعليم، فهما من تأثرت بهما كثيرا، فقد حفزني تحصيلهما أعلى درجات العلم على طلب العلم، وتحقيق الذات والاهتمام بالشأن العام والمشاركة فيه بتفان وإخلاص.