المصممة زينة زكي لـ هي: تصاميمي المحتشمة سر نجاحي

حوار:زينة عبد الجليل
تصوير: عبد الله رمَال
 
استطاعت المصممة العراقية زينة زكي أن تحجز لها مكانة مميزة بين عدد من المصممين العرب، بل والعالميين بفضل تصاميمها الراقية والناعمة، والتي تلائم المرأة الباحثة عن الحشمة، اختارت «دبي» بوابة لانطلاقها في عالم الموضة والأزياء.
 
«هي» كانت في لقاء مع صاحبة علامة «جوليا دوماني» التي استضافتنا في منزلها المشع بالطاقة الإيجابية، وكان معها اللقاء التالي:
 
بداية نود أن نعرف سبب اختيارك "جوليا دوماني" اسما لعلامة أزيائك؟
جوليا دوماني هي إحدى الملكات الإيطاليات ذات الأصول السورية، وكانت ذات جمال آخاذ، وقد حكمت في فترة من الفترات، وأحببت الاسم كثيرا لأنه يرمز للقوة والجمال.
 
حدثينا عن بداياتك في التصميم.
 تربيت في أجواء مفعمة بالتصاميم، فوالدي مهندس تصميم داخلي، ووالدتي كانت تمتلك سلسلة من بوتيكات الأزياء في الكويت، ولطالما رافقتها لدى حضورها لعروض الأزياء في ميلانو وباريس ونيويورك، وعندما بلغت سن الـ 12 قمت بتصميم فساتين للحوامل، ولاقت إعجابا كبيرا، حينها تشجعت كثيرا على التصميم، وفي سن الـ 17 وفي حفل تخرجي في المدرسة، قررت تصميم الفستان الذي سأحضر به الحفل، وفزت آنذاك بمسابقة أجمل فستان، وبسبب تنقلاتي الكثيرة وزواجي في سن مبكرة لم أستمر في مجال التصميم، حتى قدومي إلى دبي عام 1994، حينها أخذت الأمر بجدية، وقمت بافتتاح أول محل لي في إمارة الشارقة.
 
ما أكثر أنواع الأقمشة التي تفضلين استخدامها في تصاميمك؟
شخصيا أحرص على التنويع في خامات الأقمشة المستخدمة في تصاميمي، ولا أحصر نفسي في خامة واحدة فقط، ولكل تصميم قماش خاص به، لكني أميل نوعا ما إلى الدانتيل نظرا لرقيه ونعومته، كما ركزت في المجموعة الأخيرة على الجلد، وليس استخدامه بشكل كامل في التصميم، وإنما تطعيم بعض التصاميم من خلاله لإضافة نوع من الجدية عليه.
 
عُرفتِ في بدايات انطلاقتك بتصاميم الهوت كوتور، لكنك ابتعدتِ عنها في السنوات الأخيرة، ألا تفكرين في العودة إليها مجددا؟ 
إبداعات الهوت كوتور مثل البحر، لا يمكن أن تنتهي، وكان يمثل بالنسبة لي تحديا كبيرا كي أتميز في صفوف المصممين العالميين، لكن كوني زوجة وأما لأربعة أولاد لم أستطع إيجاد الوقت الكافي للعناية بهم، أو الجلوس معهم، وانعدمت حياتي الاجتماعية نظرا لقضاء وقت طويل في المشغل، حيث أحرص على متابعة أدق التفاصيل بنفسي، ولم أستطع الاعتماد على مصممين آخرين، لذا فضلت الابتعاد والاتجاه إلى التصاميم العصرية، والتي تتناسب مع أسلوب حياتنا.
 
إلى أي مدى أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في التعرف عن قرب إلى ذوق المرأة العربية وتلبية متطلباتها؟
إلى حد كبير، خصوصا أنها تجمع متابعين من جميع الدول العربية، وبالتالي تعرفني إلى ذوقهم، وما الذي يرغبون في مشاهدته في تصاميمي، كما ساعدتني على الانتشار بشكل أسرع.
 
ألا تفكرين في الاتجاه لتصميم العباءة؟
المصمم الذي يعمل على تصميم الهوت كوتور، سيكون بمقدوره تصميم تصاميم أخرى، باستطاعتي تصميم العديد من خطوط الأزياء، لكني أفضل التركيز على خط الأزياء العصرية في الوقت الحالي.
 
من السيدة التي يليق بها ارتداء "جوليا دوماني"؟
السيدة الرومانسية، المتأثرة بالعصور القديمة، الواثقة من نفسها.
 
ما أكثر الألوان الدارجة لهذا الموسم؟
الألوان العسكرية، مثل: الكاكي، والعنابي، والبرتقالي المائل إلى الأصفر، الأزرق المطفي، إضافة إلى ألوان الميتاليك.
 
معظم تصاميمك تلائم المرأة المحافظة والباحثة عن الاحتشام، هل نستطيع القول إن هذا ما ميَّز أزياء "جوليا دوماني"؟
أتوقع ذلك، لأني من الناس الذين يبحثون عن التصاميم المحتشمة في السوق، وأجدها بصعوبة تامة، لذا قررت الاتجاه إلى هذا الخط مع لمسة عصرية، لأن تصاميمي تخاطب المرأة العربية الباحثة عن الاحتشام والأناقة في الوقت ذاته.
 
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقليد بعض المصممين العرب تصاميم المصممين العالميين، برأيك هل هو فقر في الابتكار أم محاكاة للتصاميم؟
برأيي هو فقر في الابتكار وخلق تصاميم جديدة، ويجب على كل مصمم وضع بصمته الخاصة، وعدم الاكتفاء بتقليد الآخرين، يجب على كل شخص أن يبدع في مجاله، ويسعى لإثبات هويته الخاصة.
 
إلى أي مدى قد تتأثر زينة زكي بالتصاميم العالمية؟
باعتباري مصممة، توجد بعض القواعد التي يجب علي اتباعها، ويجب علي الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء، كي لا أغرد خارج السرب، يمكن أن أستوحي منها بطريقة مختلفة، مع وضع لمستي الخاصة عليها.
 
مَن مِن المصممين تتابعين تصاميمهم باستمرار؟
أحب كثيرا تصاميم إيلي صعب، وستيفان رولاند، وجورج شقرا، وجورج حبيقة.
 
برأيك هل تلائم تصاميمك شكل وجسد المرأة العربية؟
إلى حد ما نعم، لأن تفاصيل جسد المرأة العربية تختلف عن الأوروبية، وأحرص كل الحرص على تقديم تصميم يلائم شكل جسدها المكتنز في بعض المناطق، كما أقدمه بكل القياسات.
 
هل توجد فنانة ترغب زينة زكي في أن ترتدي من تصاميمها؟
كل نجمة أكن لها الحب والتقدير، وشاهدت تصاميمي على العديد من النجمات العربيات والعالميات، لكن لا يوجد اسم معين يخطر في بالي حتى هذه اللحظة.
 
نرى أن الأواني الفاتحة والبيضاء تطغى على ديكور منزلك، لِمَ اخترتِ هذه الألوان تحديدا؟
الألوان الفاتحة مع دمجها باللون الأبيض منبع للطاقة الإيجابية، لأن حياتنا تتسم بالعملية، لذا ارتأيت أن يكون منزلي ملاذا هادئا، مريحا للأعصاب من خلال الألوان الهادئة التي تمثل شخصية زينة زكي.
 
نرى تصاميم مميزة للعرائس تنتشر في زوايا منزلك، حدثينا عنهم.
أطلق على هذه العرائس اسم "الحنين إلى الماضي"، فهي تمثل تصاميمي للهوت كوتور، وعندما أنظر إليها أتذكر تلك الأيام. 
 
ما سر رشاقة زينة زكي؟
بعد إنجاب أولادي، ازداد وزني كثيرا، لذا قررت اتباع حمية غذائية مع ممارسة الرياضة بشكل يومي، والأهم في ذلك أنني تعلمت أن أحب نفسي، وهو ما دفعني إلى أن أرى نفسي بشكل أفضل، والفضل يعود لابنتي دانيا التي تشجعني على ممارسة الرياضة، كما أضع الميزان بجانبي، وأقوم بوزن نفسي بشكل يومي، حتى أحرص على عدم زيادته.
 
ما نصيحتك للمرأة العربية لدى اختيارها لأزيائها؟
لكل امرأة مظهرها الخاص بها، لكن يجب عليها ألا تتأثر بخطوط الموضة بحذافيرها، لأنه ليس كل ما تجلبه لنا الموضة يلائم شخصية امرأة بحد ذاتها، بل يجب عليها اختيار ما يظهرها جميلة غير مبتذلة، وما يناسب شكل جسمها.
 
خلال مسيرتك الطويلة، إلى من تنسبين الفضل في وصولك إلى ما وصلتِ إليه اليوم؟
لا أستطيع تحديد اسم شخص واحد، فكل شخص دعمني بطريقته الخاصة، من بينهم والدي، وزوجي، وصديقاتي، وشقيقاتي، لكل منهم دوره المهم في حياتي الذي لا أستطيع إنكاره.