المصممة الشيخة مادية الشرقي لـ "هي": ممتنة لدعم عائلتي لي والشغف سرّ النجاح

 

بدأ عشقي للموضة منذ نعومة أظافري. فقد كانت تسحرني جدّاً رؤية الخياطيين في منزلنا وهم يصنعون الفساتين الراقية لوالدتي وشقيقاتي. أمّا ولعي بالأزياء فراح ينمو ويترسّخ على أثر التحاقي بمعهد "إسمود" الفرنسي للتصميم حيث تعلّمت عن الناحية النظرية لتصميم الأزياء، وبعدما تدرّبت على يد المصمّم اللبناني عبد محفوظ الذي أكسبني معرفة عميقة في عمليّة التصميم.

 

لم تظهر موهبتي على حقيقتها إلاّ عندما بدأت الدراسة، مع أنّني لطالما كنت مهتمّة بعالم الموضة والأزياء. ففي معهد "إسمود"، انصبّ التركيز على الرسم والتصميم اللذين كانا تقنيّين جدّاً، إنّما بمثابة خبرة مهمّة على كلّ مصمّم أن يختبرها.

 

شعرت بدعم وتشجيع كبيرين من أصدقائي وعائلتي لأنّهم أقنعوني بأن أصبح مصمّمة أزياء وآمنوا دوماً بموهبتي. كنت أشكّ في نفسي كثيراً في البداية، ولكنّني عرفت أنّها المهنة المناسبة لي نظراً إلى الأصداء الإيجابية التي لاقتها مجموعتي الأولى. منذ ذلك الحين، ساندني أصدقائي وأفراد عائلتي حقاً وأنا ممتنّة جدّاً لذلك.

 

أحبّ السفر كثيراً إذ أنّه من أكثر المصادر إلهاماً بالنسبة إليّ قبل مرحلة التصميم. في هذا السياق، تسحرني باريس جدّاً لأنّها مدينة متألقة بالفطرة وأناقتها سرمدية، وهذا ما أحاول إضفاءه على أزيائي. كما أنّني استمتع جدّاً بالرسم عندما أسافر. 

 

أردت ابتكار مجموعة مستوحاة من الستينيّات إنّما بنفحة عصريّة. لهذا السبب زيّنت القطع بلوحة من ألوان الباستيل الهادئة.

 

أميل إلى ألوان الباستيل مؤخّراً لأنّها فائقة الأنوثة وتتماشى تماماً مع القصات التي اخترتها لهذه المجموعة. وفي ما خصّ الأقمشة، استعملت الجبهام بنمط المربّعات الزهريّة والبيضاء بغية تجسيد طابع الستينيّات. هذا وقد حافظت على بساطة قصّاتي عبر استخدام قماش الجاكارد كأساس، لكنّني زيّنته بالدانتيل والأورغنزا مطلقة العنان لإبداعي.

 

امرأة "مادية الشرقي" هي بالتأكيد "ماري أنطوانيت" هذه الأيّام، كونها تشعّ شباباً وقوّة! 

 

النصيحة الوحيدة التي أسديها إلى المصمّمات والمصمّمين الطموحين هو المضي قدماً والمكافحة من أجل تحقيق أحلامهم مهما كانت العقبات التي تواجههم. فقد يحاول العديد من الأشخاص إحباط عزيمتهم، لكن عليهم أن يتقبّلوا الإنتقاد بغية تحسين أنفسهم وعملهم.