هي تحاور المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب

حاورته : مي بدر
 
أشهر نساء العالم ترتدي تصاميمه، فيشتهر بلمسته الراقية وإبداعاته الرقيقة الناعمة التي صارت رمزا للأنوثة الكلاسيكية، والتي تتخطى بجمالها حدود الزمان والمكان. ها هو إيلي صعب اليوم يطلق مجموعة العطور الفاخرة "لا كوليكسيون ديز إسانس"La Collection des Essences  المستوحاة من أزيائه الراقية، بالتعاون مع العطار الفرنسي الشهير "فرنسيس كوركدجيان" Francis Kurkdjian. 
 
المجموعة الجديدة تتألف من أربعة عطور مركزة للرجال والنساء. وكما يختار دائما أفخر أنواع الأقمشة والمواد في أزيائه، حرص إيلي صعب على استعمال أروع المكونات وأفضلها في هذه العطور. العطر الأول "إسانس نوميرو 1 روز" Essence No. 1 Rose  أريج بـ "ألف وجه" يمزج بين ورود كثيرة من الورد الدمشقي إلى البلغاري، أما عطر "إسانس نوميرو 2 غاردينيا"Essence No. 2 Gardenia  فعبير أزهار وأخشاب بحيث تغني أزهار الغاردينيا والفل المصري، فيرد الصدى خشب الصندل الهندي. خارج حديقة الأزهار، نتنشق العطر الثالث "إسانس نوميرو 3 أمبر"Essence No. 3 Ambre  الذي يحتفل بفساتين إيلي صعب الفاخرة مع لمسات العنبر وصمغ أوبوبوناكس والبتشولي وخشب الصندل. وأخيرا العطر العربي بامتياز "إسانس رقم 4 عود"Essence No. 4 Oud  ينبض بمزيج شرقي من الفلفل الأسود والعود وصمغ البنزوين. 
 
التقينا إيلي صعب في دبي التي زارها لإطلاق رباعية عطور "الكوتور". فسرعان ما انعكس شغفه في التصميم والإبداع وتقديره لأنوثة المرأة على حديث هذا المبدع العربي الذي يعتبر أكثر من أسهم في الارتقاء بالموضة الشرق أوسطية إلى مستوى العالمية. 
 
ما هي القصة وراء ابتكار هذه القوارير الأربع؟ 
هذا الابتكار إتمام لما بدأناه. قمنا بأول مشروع عطور من "إيلي صعب" منذ بضعة أعوام، وكان موجها لامرأة "إيلي صعب" التي تشبه أزياءه بشخصيتها وإطلالتها. فكانت النتيجة منتجا يشبه قدر الإمكان ما نقدمه من أزياء. ووصلنا اليوم إلى إطلاق مجموعة من 4 عطور. هذا المشروع الثاني أوسع، وهو مجموعة تترجم نظرتي لكل من العود والعنبر والغاردينيا والورد. ولم ينته بعد، فسنطلق عطورا أخرى أيضا. 
 
العطر شيء شخصي جدا. هذا المشروع موجه للناس الذين يحبون العطور، ويسمح لهم بخلط ومزج روائح مختلفة مع بعضها. هي عطور أساسية نقدمها بالطريقة التي أنا أحبها أن تكون. 
 
كيف ترتبط هذه العطور الأربعة بفساتينك؟
العامل الذي يربطها سيكون دائما "إيلي صعب" ورؤيته وابتكاراته وما يقوم به وكيف يحب أن تكون الأشياء. في مشروع العطور الأول كان هدفنا أن يصبح هناك منتج من دار "إيلي صعب" سهل المنال فيمكن للكل الوصول إليه والحصول عليه. 
 
لكننا اليوم مع المشروع الثاني اخترنا التخصص. بدأنا ندخل في عالم العطور ودمغتها وخلاصاتها، فنغوص في صلب الموضوع. ما لم يحدث مع الثياب حدث مع العطور، فصارت هناك قاعدة اسمها "إيلي صعب بارفان"Elie Saab Parfums . فلم نكتف فقط بعطر واحد، بل تطورنا وتوسعنا لإنتاج اليوم أربعة عطور تلقى نجاحا باهرا حول العالم. هي قصة جديدة نرويها بأسلوب جديد. 
 
إيلي صعب لم يعد فقط مصمما للفساتين الراقية، بل دخل في مجالات كثيرة. هل من الممكن أن نراك في المستقبل تقدم ابتكارات للرجل؟
طبعا، هذه المرة وفي هذه المجموعة هناك أكثر من 3 عطور يمكن للرجل استعمالها. فنتوجه إلى المستهلك اليوم كمجموعة عطور إيلي صعب، وليس فقط كإيلي صعب مصمم الثياب.  
ما هو أكثر عطر أحببته في هذه المجموعة؟
بمجرد أن هذه العطور الـ 4 أطلقت اليوم، يعني أنني وافقت عليها كلها وأحببتها. أنا فكرت عربيا بشكل أساسي في هذا المشروع. غير أننا نرى اليوم الكثير من الأمريكيين والأوروبيين يضعون عبير العود، فيشكل اليوم تيارا بحد ذاته. حاولت أن أقدم كل عطر من عطور المجموعة بالطريقة التي سأحب أنا أن أضعه. 
 
هل ترى أن كل عطر من هذه العطور يتناغم مع مناسبة معينة أو فترة من اليوم، بحيث يستخدم أريج الورد في الصباح والعود في المساء مثلا؟
 يمكن المزج بينها في آن واحد، فيخلط الإنسان بين الورد والعود مثلا، أو بين الغاردينيا والعنبر، فيرى أن هذه الخلطات متناغمة وجميلة. فيمكن لكل شخص أن يتعامل معها على طريقته ومزاجه وذوقه. 
 
لا بد من أنه كان هناك تباين في الآراء ووجهات النظر بينك وبين فرنسيس كوركدجيان العطار الذي تعاونت معه، هل فرضت عليه رأيا معينا؟
قد تعاونت معه في كل عطوري، واخترت العمل معه على هذا المشروع أيضا. فرنسيس فهم توجهي وماذا أحب. له رأيه دائما ولي رأيي، التشاور والتعاون يؤديان إلى النتيجة الفعالة. هو شخص متعاون جدا وفهم ذوقي ويعرف كيف أحب أن تكون الأشياء.
 
هل هناك عطر شاركت في تصنيعه أكثر من غيره؟
شاركت في تصنيع الكل. لكنني كنت متعصبا بعض الشيء في عطر العود، فكنت أريده أن يكون أجمل عبير عود في السوق. 
 
نلاحظ أن عطر العود من "إيلي صعب" أخف من غيره ويختلف عن العود الموجود في السوق. 
 
أنا صعب الإرضاء حين يتعلق الأمر بالعطور. أحب أن أشم العود على غيري، لكن لا أستطيع أن أضعه على بشرتي. العود الذي في مجموعتي يمكنني أن أضعه، لأنه خفيف وممزوج مع روائح أخرى. فليس عطرا ثقيلا. العطر برأيي جزء من الثقافة والتراث. لا يستطيع كل الناس أن يضعوا عطرا بشكل يومي قبل الخروج من المنزل، وأنا كذلك. 
 
هناك تقارب بين مزيج العطر والحمض النووي لعلامة "إيلي صعب"، ففي تطريزي رقة، وفي خلطات العطور رقة أيضا. حرصت على تنفيذ عطور العنبر والورد والعود وكأنني أطرز فستانا. فحين يرى الناس فساتيني يشعرون بأنها غير مطرزة. وأنا أحب العطور التي تمر مرور الكرام في الذهن، فالعطر الجيد يدخل الفكر لبرهة ويتبخر. 
 
هل انعكست مقاربة "الهوت كوتور" على المكونات؟
نعم طبعا، فحرصنا على استعمال أفضل أنواع المكونات وأجودها من الورد وغيرها.
 
كيف تم تصميم الزجاجة؟
حاولت ألا تكون القارورة نسائية أو رجالية. فلا تكون هويتها سوى قارورة عطر. كل قوارير المجموعة هي ذاتها، والقوارير الآتية التي ستنضم إلى المجموعة ستكون بالشكل ذاته. 
 
هل تبحث عن المكونات العربية في عطورك؟ 
نعم، وقد استعملت سابقا شذا الأرز وعبير ماء الزهر. 
 
ما رأيك بمشهد الموضة العربي؟ وإلى أين ذاهبون؟
نحن ذاهبون إلى مكان رائع. من يتابع مسيرتي يعرف أنني أطمح منذ بدايتها إلى أن تصبح المنطقة العربية منطقة تؤثر في موضة العالم وأزيائه فتكون لنا كلمة نقولها. كما أريد عنصرا شابا ناشطا، ولدينا اليوم في عالمنا العربي شباب يسيرون في اتجاه سليم على المستوى العالمي.
 
ما هي نصيحتك للمصممين العرب الشباب؟
أنصحهم أولا بألا يستخفوا بعالم تصميم الأزياء، وألا يعتبروه مهنة سهلة. فهذا المجال يحتاج إلى الصبر والتركيز والتضحية. ليس سهلا أن يطلق المصمم مجموعة جديدة كل شهرين. يجب ألا يصمموا الأزياء فقط لتمرير الوقت، بل يجب أن يحبوا هذه المهنة ويعشقوها. فإذا لم يعشق المصمم مهنته، لا يمكنه أن يتحمل إيقاعها ونمطها. 
 
وثانيا أقول لهم: حاولوا التميز بنظرة ومقاربة فريدتين، فيقول الناس عن المصمم منذ بداية مشواره إنه يملك هذه النظرة الخاصة به. على كل مصمم أن يتميز بهويته. 
 
هناك تقنية خاصة داخل فساتين إيلي صعب إلى جانب التقنية التي تنعكس على مظهر الفستان الخارجي. فنشعر بأنك بتصاميمك تحترم جسد المرأة. هلا أخبرتنا عن السر؟
 
إلى جانب القصة وعملية التصميم التي أشتهر بها، يهمني كثيرا أن أرى المرأة محترمة. احترام أنوثة المرأة وإطلالتها شيء أساسي في كل ما أقدمه. من السهل القيام بتصميم مبتذل، لكنني لم أقدم المرأة يوما بهذه الطريقة. احترام أنوثة المرأة شيء يهمني كثيرا