حوار عن المرأة والعائلة والعمل مع طبيبة العيون الدكتورة ريم عثمان الرئيسة التنفيذية للمستشفى السعودي الألماني بدبي

حوار: عدنان الكاتب  Adnan Alkated

العمل نكهة الحياة ومتعتها وأريد لبناتي أن يشعرن بضرورة العمل وبقيمة المادة والوقت

 

العمل يطور شخصية المرأة ويساعدها في تحسين العلاقة مع زوجها عند استثمار ذلك بذكاء

على الزوجة أن توازن بين العمل والأسرة وألا تسمح لنفسها بالانجراف في العمل

 

التحدي الأكبر في حياتي الحفاظ على التوازن في علاقتي بزوجي باعتباره رئيسي في العمل وهو متشدد معي أكثر من غيري حتى لا يقال إنه أعطاني تسهيلات باعتباري زوجته

 

أغلب الرجال اليوم يدعمون عمل زوجاتهم لضرورات مادية وأيضا من أجل التوافق الفكري وتطوير شريكة حياتهم

 

 

الدكتورة ريم عثمان ترعرعت في سوريا، حيث تخصصت في طب العيون، عملت في السعودية في مستشفى الدكتور سليمان الفقيه طبيبة عيون لأكثر من ثلاث سنوات، لتنتقل بعدها إلى العمل في المستشفى السعودي الألماني في جدة. وفي عام 2006 انتقلت إلى دبي حين كان المستشفى السعودي الألماني قيد الإنشاء، وهي اليوم رئيسته التنفيذية. هي زوجة وأم لثلاث بنات، وتوفق بنجاح باهر بين الجزء الشخصي والعملي من حياتها. كان لقاؤنا متنوعا غنيا بالنصائح الذهبية في العمل والعائلة والحياة

تحدثنا في بداية اللقاء عن مشوارها الذي أوصلها اليوم إلى هذا المركز المرموق. فأخبرتني أن والدتها هي التي شجعتها على السفر والاعتماد على نفسها وبناء مستقبلها بيدها. وتعتبر بداية مشوارها المهني الذي انطلق من مستشفى الدكتور سليمان فقيه تجربة غنية وأساسية عرفتها على جنسيات مختلفة، وأكسبتها استقلالية غالبا ما تفتقدها المرأة العربية بسبب ظروفها الاجتماعية والتقاليد. ثم قالت لي: دعم زوجي المهندس صبحي بترجي لي ساعدني كثيرا على النجاح وإثبات وجودي.

أخبرتني بعد ذلك عن التحاقها بمنهج الماجستير في إدارة الأعمال في الجامعة الاسترالية، بعد أن رأت أنها ما زالت تريد الاستكشاف والتعلم. واستطاعت وهي تتعلم أن تعتني بأسرتها، وتربي بناتها. فعندما التحقت بالجامعة كانت حاملا بابنتها الأولى، وعند تخرجها كانت قد أنجبت ابنتها الثالثة. لذا كانت ثلاث سنوات من التعليم وتكوين الأسرة في الوقت نفسه. وبما أن زوجها من الرواد في مجال الأعمال، كان دائما بمنزلة أستاذ يعلمها الدروس التطبيقية، ويعطيها تدريبا يوميا من خلال اجتماعاته والاتصالات الجماعية والرسائل الإلكترونية. فكانت تحب أن تتعلم المزيد عن عمله وعالمه، فتتناقش معه، وهو ما كان يسعده ويشعره بأنه يتحدث مع شخص من مستواه

بعد أن أنهت دراستها، اختبرها هذا المهندس الذكي أكثر من مرة، رغم أنه كان يثق بقدراتها

عندما انضمت إلى مجموعة المستشفى السعودي الألماني، عملت بداية بدوام جزئي في منصب Senior Executive، حيث قامت بتحليل التقارير المالية، وأسهمت في تدقيق حسابات أعمال المستشفيات. وكانت عضوة في لجنة مشروع المستشفى السعودي الألماني في دبي، وعندما فتح المستشفى أبوابه التحقت به رئيسة لقسم التنفيذ والتخطيط وطبيبة عيون بدوام جزئي. وبعد 9 أشهر تمت ترقيتها إلى منصب الرئيسة التنفيذية، وكان ذلك تحديا كبيرا لها ربما لأنه لم يلق ترحيبا من الجميع، فكان هناك نوع من التخوف من عدم توفر الخبرة الكافية، وخاصة أن المستشفى كان في مرحلة الإنشاء، وتلك من أصعب المراحل.

وهنا سألتها عن أهم العراقيل والتحديات التي واجهتها؟ فأجابت:

التحديات كثيرة مثل كيفية تطوير خطط عمل المستشفى، ومسألة التشغيل والتوظيف، والخطط التسويقية، وتحديد الاستراتيجية، وتحديد الشركاء العمليين للمستشفى، وتفعيل النظام، وتكوين ثقافة خاصة بالمستشفى، وإنشاء وتعزيز اسم المستشفى. في مجال الصحة الثقة هي أهم عامل، لأن الإنسان عندما يلجأ إليك يؤمنك على صحته، لذلك من المهم جدا تعزيز اسم المستشفى لتعزيز الثقة لدى الناس. قد تكون مهمتي أسهل قليلا بحكم أن مجموعة المستشفى السعودي الألماني متواجدة كمجموعة قائمة بذاتها خارج الإمارات، لكن بغض النظر عن ذلك نحتاج إلى تعزيز اسم المجموعة المحلي، حيث إن ذلك يجعل المرضى يلجؤون إلينا بتوقعات كبيرة جدا، فيتوقعون أن يكون مستوى المستشفى بمعايير عالمية. وذلك جعل التحدي أصعب، وفرض علينا ذلك أن نقوم في زمن قياسي بتحقيق ما لا يستطيع غيرنا من المستشفيات تحقيقه قبل 3 أو 4 سنين

والحمد لله استطعنا أن نحقق ذلك في خلال سنتين، بفضل توقعاتنا العالية التي فرضها علينا اسم المجموعة، وأنا فخورة بذلك وبأننا استطعنا أن نحقق الكثير من النجاح الذي شهد به الجميع للمستشفى.

سألتها عن التغييرات في حياتها العامة والخاصة بعد أن أصبحت الرئيسة التنفيذية. فقالت لي: إن العمل نكهة الحياة ومتعتها، وهذا هو ما يجعل الإنسان ينجح في عمله بغض النظر عن نوع العمل

ربما من أهم أسباب حب الدكتورة ريم لعملها أنه حقق لها الاكتفاء الذاتي، فأغنى حياتها

وعندما غصت معها في النقاش لمست كم تعتز بأهمية ما تقدمه وتسعى لتحقيقه، ليس لنفسها ولأسرتها فحسب، بل أيضا لعائلتها بمفهومها الإنساني الواسع، ولمجتمعها وللبلد الذي احتضنها. وكم من مرة أكدت لي خلال اللقاء أن هدفها الأساسي في الحياة هو إرضاء الله تعالى في كل تصرفاتها وكل ما تقوم به من أعمال، بما فيها أعمال الخير التي تقوم بها سرا وترفض الحديث عنها.

أخبرتني الدكتورة ريم عن "ورداتها" الثلاث، وحرصها على تربيتهن. فهي تعتبر أن سر التوفيق بين حياتها العملية والشخصية يكمن في جودة الوقت وكيفية تسييره. فعلى الرغم من أنها وبسبب العمل لا تمضي وقتا طويلا معهن كما كانت تفعل سابقا، إلا أنها تحرص على إمضاء أوقاتا نوعية معهن بعد العمل، وعلى إيصال الرسالة التي تود إيصالها إليهن وبشكل هادف أكثر، فبناتها يرين أن أمهن امرأة ناجحة بامتياز، خصوصا وأنها تعمل لخدمة المجتمع، وأنها دكتورة تعالج المرضى، وأنها تعمل لتكسب المال الذي سيمكنها من تامين متطلبات كثيرة. وقد أكدت لي مرات عدة أنها تريد لهن أن يشعرن بقيمة المادة والوقت وضرورة العمل

وننتقل بعدها للحديث عن حياتها الزوجية، وعن زوجها شريكها في الحياة الزوجية وفي العمل.. أنا أعرف عن قرب أنهما لطالما كان من هواياتهما التحدث عن العمل وتبادل الآراء والأفكار. فهذا الزوج الناجح (الذي يدير مملكة صحية متكاملة قائمة بذاتها وتنتشر في بلدان كثير) يعتبرها (رغم خبرته الطويلة وقوته التي لا يستهان بها كرجل أعمال) سندا له ودعامة أساسية في إدارة أحد أهم وأكبر مستشفياته، وهو سعيد جدا بعملها، ما ساعد في تدعيم الحب بينهما وتمتين العلاقة الزوجية

ومن أجمل ما قالته د. ريم الأم والزوجة: طبعا يجب على المرأة والزوجة أن توازن بين العمل والأسرة وتكرس حياتها للزوج وللأولاد وخصوصا خلال الإجازات، فلا تسمح لنفسها بالانجراف في العمل وإهمال عائلتها. فالتوازن بالنسبة إلي مهم لتفادي الاضطرابات في الحياة الخاصة، وللحفاظ على الاستقرار الأسري. وقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة من طريقة العمل ومن الحياة العملية لرجال الأعمال وللسيدات العاملات وخصوصا القياديات، حيث إن معظم أعمال زوجي تتم عبر الإيميلات أو البلاكبيري، أو بنظام المحادثة الجماعية أو الاتصال الجماعي Conference call. فلا يضطر إلى الغياب عن عائلته لفترات طويلة بفضل هذه الوسائل.

وردا على سؤالي عن حياتها الشخصية وروتين عملها اليومي؟ أجابت:

يبدأ روتيني اليومي بالاستيقاظ في الصباح الباكر، واللعب مع بناتي، وتناول الفطور معهن. وحين يذهبن إلى المدرسة، أستعد للذهاب إلى العمل الذي أعود منه عند السادسة مساء. وفور عودتي إلى البيت أمضي "الوقت الذهبي" من الساعة السادسة إلى الثامنة والنصف مساء مع بناتي، وأحدثهن، وأتابع معهن شؤون الدراسة. ولا أفضل تدريسهن، لكن أتابع تطورهن وأعطيهن الملاحظات. فأنا أريدهن أن يعتمدن على أنفسهن فقط. حين تنام بناتي، أمضي الوقت المتبقي قبل النوم مع زوجي

في ظل هذا الروتين الحافل، لا أنسى اتباع نظام حياة صحي ومتوازن، فأمارس عدة أنواع من الرياضة وخصوصا السباحة، وأمضي عطلة نهاية الأسبوع بالاستراحة والاستمتاع مع عائلتي

وعندما سألتها عن علاقتها بزوجها، وكيف تأثرت هذه العلاقة كونه رئيسها المباشر. أجابت وهي تبتسم: إنها علاقة حساسة جدا تحتاج إلى الكثير من الذكاء من قبلي كزوجة، وفيها الكثير من التحديات

ترى الدكتورة ريم أن الحفاظ على التوازن بين علاقتها بزوجها باعتباره زوجها، وبين علاقتها معه كرئيس في العمل هو التحدي الأكبر في حياتها. فهو لا يريدها أن تستغل منصبها كزوجة في العمل، ويتوجب عليها أن تثبت نجاحها "ليس 100/100 فحسب، وإنما 200 / 100. وأنا أعلم عن قرب أنهما يفصلان تماما بين العمل والبيت، لكن قد يستكملان الحديث عن أمور العمل في البيت أحيانا

وتؤكد د. ريم ذلك قائلة: لكن هناك اتفاق واضح بيننا، وهو إن كان طرف منا متعبا ولا يرغب في التحدث عن العمل، فما عليه سوى إبلاغ الطرف الآخر الذي يتعين عليه احترام ذلك مباشرة

وتؤكد أنه يبقى متشددا معها أكثر من غيرها حتى لا يقال: إنه أعطى تسهيلات للدكتورة لأنها زوجته

كيف تتعاملون مع من حولكما في العمل؟ وكيف تتعاملون مع مرؤوسيكم؟

تعامل المهندس مع الكل يتميز بتواضع شديد، فهو شخص ودود ويحب الناس، وكل من يقترب منه يفاجأ بتواضعه وبشغفه وبعمله وبخدمة الناس. وهذه الصفات انتقلت إلي، صحيح أنني كنت أكتسبها من قبل، لكن من خلاله صرت أحب المستشفى السعودي الألماني كما يحبه، وصرت أنا أيضا أحب خدمة الناس أكثر. بسبب حبي له واحترامي له، لا أعتبره زوجي فحسب، وإنما أيضا أستاذي وصديقي ومعلمي في العمل. وغالبا ما يتأثر الإنسان بصفات معلمه الإيجابية

أعتمد دوما على سياسة الباب المفتوح أمام كل الموظفين من أصغرهم إلى أكبرهم، وبإمكانهم أن يتواصلوا معي بواسطة الرسائل القصيرة في أي وقت، وكذلك الأمر بالنسبة للمهندس

في كل فروع مجموعة مستشفيات السعودي الألماني، سواء في السعودية أو في صنعاء أو في دبي أو في القاهرة مستقبلا، هناك على الجدران لوحات معدنية مكتوب عليها أرقام الهواتف الخاصة بجميع المديرين، وهي سياسة أقرها المهندس صبحي البترجي منذ أكثر من 15 سنة، تنطلق من فكرة أنه حين يكون الرئيس موجودا على مدار الساعة، سيتعين على كل الموظفين التواجد على مدار الساعة

تضيف د. ريم: في مجال الصحة تحديدا لا يمكننا أن ننتظر المشكلات حتى تقع لكي نتخذ إجراء، وإنما ينبغي على الفور حل المشكلات المتعلقة بالمرضى وبالموظفين أيضا. وهذا يترك دائما جوا من الشفافية في المستشفى، ما يخلق مناخا صحيا. وهذا ليس فقط كلام الدكتورة ريم فقط بل هي سياسة عامة اتبعها المهندس الخبير صبحي بترجي صانع إنجازات "مملكة مستشفيات السعودي الألماني".

في الاجتماع الدوري العام الذي نقوم به مع الموظفين كل شهر، أنبه الموظفين على أنهم أفراد من عائلتي، فأنا لا أحتاج إلى موظفين يأتون للعمل فقط من أجل راتب آخر الشهر، ويعملون من خوفهم أو اضطرارهم، وإنما أحتاج إلى موظفين يؤمنون برؤية المستشفى وأهدافها، ويحبون عملهم ويعتبرون نجاح المستشفى نجاحا لهم. ما يهمني في المستشفى هو المناخ العائلي الذي يقول لي الناس عنه: إنهم لا يجدونه في أي مستشفى آخر. نجاحنا يأتي دائما من أصغر موظف في المستشفى إلى أكبر طبيب وأكبر مدير في المستشفى. فالمريض أحيانا يأتي إلى المستشفى للعلاج، وللإقامة، بما فيها النوم والأكل والعلاج في الوقت نفسه، لذا كل الموظفين بمن فيهم عمال خدمات التنظيف والتدبير وخدمات توفير الطعام وموظفو الأمن والأطباء والممرضات والإداريون مسؤولون عن إرضائه

حين قلت لها إنه من النادر أن تتولى امرأة رئاسة مستشفى بهذا الحجم، وافقتني الرأي، وقالت: من النادر جدا أن تجد امرأة تتولى منصب المدير التنفيذي لمستشفى الرعاية الصحية التخصصية بمستوى كبير وبمعايير عالمية، وخاصة في القطاع الخاص، حيث تواجه تحديات أكبر تتمثل في الشؤون المالية ومجلس إدارة يتعين عليك الرجوع إليه، أي أن هناك توقعات كبيرة لدى الآخرين عليك الالتزام بها حتى تتمكن من الاستمرار في عملك. الحمد لله أنا سعيدة، لأنني كنت بمستوى هذا التحدي، واستطعت أن أثبت نفسي. ورؤيتي دوما للمستشفى تعتمد على أنه مستشفى الإحالات والرعاية الصحية التخصصية Referral & Tertiary، بمفهوم مستشفى One Stop Shop بمعنى أنه ليست هناك حالة يرفضها المستشفى بحجة أنها حالة صعبة أو الخشية من علاجها. فأحيانا تأتينا حالات معقدة ومزمنة، وتأتينا إحالات من مستشفيات ثانية، ومن بلدان ثانية لتلقي العلاج في المستشفى.

وهنا قاطعتها لأسألها: في أي مجال من العمل تعتقدين أنك تركت بصمتك بصفتك امرأة أولا، وطبيبة ثانيا؟ فأجابت:

باعتباري امرأة يهمني أنني خلقت ذاك الجو العائلي في المستشفى. ويهمني أيضا أنني أثبت بأنه طالما كنت مؤهلة، فسوف تنجحين، أما من افتقر إلى المؤهلات، سواء أكان رجلا أم امرأة، فلن يستطيع تسيير الأمور. أنا دائما أشبه المدير التنفيذي بقائد أوركسترا، لديه فريق من العازفين الذين يعملون، ويتوقف النجاح على مدى قدرته على قيادة الفريق بانسجام، وإلا فسوف يكون هنالك نشاز في المعزوفة. كذلك الحال بالنسبة للمدير التنفيذي، فالمستشفى هو فريق فيه 35 إلى 40 جنسية بخلفيات مختلفة وأديان مختلفة وطبقات مختلفة. فريق عمل كهذا كيف لك أن تجعله يعمل في انسجام وتناغم؟ للتغلب على هذا التحدي يجب خلق نظام جيد يكون سهل الاستعمال وغير قاسٍ. فعندما يكون هنالك فريق عمل يشتغل في حب ووئام، ويعتمد على نظام عملي تسير الأمور على أساسه بشكل روتيني، لن يكون هناك ضرورة للتدخل في كل صغيرة وكبيرة، لأن النظام كفيل بأن يوفر الانسجام.

كما عملت على خلق ثقافة التواصل وحل المشكلات بين الموظفين وبين الموظفين والمراجعين، وثقافة التواصل لحل المشكلات بشكل فوري.. 

خلال إحدى زياراتي إلى المستشفى سألت أحد الموظفين الكبار عن الدكتورة ريم فأجاب: مديرتنا التنفيذية امرأة ديناميكية، وتأخذ القرارات بشكل سريع وبكفاءة، لأنها تعتبر أن التأخر في اتخاذ القرارات يجعل الموظفين في ضياع، وإن كان قرارا يفتقد إلى الكفاءة يفقدهم الثقة

وعندما واجهتها بما قاله الموظف ابتسمت وقالت: الأمر يتعدى أن تكون لديك القدرة على اتخاذ القرار إلى جعل الموظفين أيضا قادرين على اتخاذ القرار بأنفسهم. وسوف تستغرب حين ترى كيف أن موظفا صغيرا يتحول إلى موظف متميز بمجرد أن توليه المسؤولية، وتعزز لديه الثقة بالنفس. وأحرص دائما على إبداء التقدير للموظفين الذين أثبتوا أنفسهم.

وبصفتي طبيبة فإن علاقتي بالأطباء هي علاقة الند للند. هم عنصر أساسي، ففي النهاية المريض بحاجة إلى طبيب جيد، لذلك أحاول تفهم وضع الأطباء ومشكلاتهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم

ووجودي في المستشفى، امرأة وطبيبة، دعم إسهام المستشفى في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate social responsibility. 

لدينا فعاليات أسبوعية لخدمة المجتمع، وشراكات استراتيجية مع شركات غير هادفة للربح، وبرامج توعية مثل حملة الوقاية من سرطان الثدي، وحملات خاصة لأمراض الجلد وغيرها. وكوني مديرة تنفيذية، أشرف على ثلاث مراحل متزامنة، وهي: مرحلة المؤهلات، والكفاءة الطبية التي نوفرها للمرضى، ومرحلة التعليم والتدريب الذي نقدمه للموظفين، للحفاظ على مستواهم المهني، وثالثا خدمة المجتمع. ليس كل ما يوفره المستشفى هو فقط بهدف الربح، وإنما أيضا لتوعية الناس لخدمة المجتمع. وهذا انطلاقا من إيماني بأن العمل الاجتماعي هو أيضا مهم تماما كالعمل الطبي.

الدكتورة ريم لا ترى أي حدود للأحلام وللطموح. وحول هذا تقول: مع وجود دعم من الأسرة وفريق العمل ودبي التي أعتبرها مناخا صحيا جدا للمرأة العاملة، حلمي أن يكون المستشفى السعودي الألماني بدبي المستشفى رقم واحد في الشرق الأوسط. حلم المهندس صبحي إنشاء مدينة صحية متكاملة في المستشفى السعودي الألماني بدبي. فنحن الآن بصدد التخطيط لبناء المستشفى التخصصي الأول التابع لنا. الأحلام كبيرة والطموح أكبر، والعزيمة والنشاط أيضا أكبر، ونرجو الله أن يعطينا الصحة لنتمم كل ذلك. على صعيد الحياة الخاصة، أحلم بالاستقرار والصحة لبناتي ولزوجي وطول العمر لزوجي، وأن تدوم الصحة والسعادة في البيت <

 

سألت الدكتورة ريم عن المستشفى بعد نحو سنتين من تأسيسه؟ وهل هي راضية عن طريقة العمل؟ فأجابت:

الحمد لله، أنا راضية جدا عن طريقة العمل وسيره، وأنا دائما عندما يوجه إلي هذا السؤال من قبل الناس، أقول لهم أخبروني أنتم عن رأيكم، لأنني أنا لا أستطيع أن أقيم نفسي

أخبرتني د. ريم أن العديد من العمليات التي تمت في المستشفى كانت تحصل للمرة الأولى، سواء على مستوى الإمارات أو المنطقة، مثل عملية جراحية للفك هي الأولى في العالم قام بها جراح فرنسي زائر. وأحيانا يأتيهم مرضى تقريبا في حالة الشلل، فيقومون بإعادة تأهيل مكثفة لهم، وقد استطاع أحدهم مغادرة المستشفى، وهو يمشي على رجليه

الدكتورة ريم تسعى إلى المساهمة في تعزيز موقع الإمارات على خريطة السياحة العلاجية في العالم. وتعتبر الآن أنه لا داعي لإرسال أي مريض إلى الخارج، لأن القطاع الصحي في المستشفيات الخاصة والحكومية على أعلى مستوى، والأطباء الموجودون على أعلى مستوى. وحول هذا تقول: لدينا برنامج مكثف للأطباء الزائرين الألمان والسعوديين، وكان هنا منذ شهرين الدكتور الشهير خالد البترجي، وكل شهرين هناك دكتور ألماني بتخصص مختلف يأتي إلينا بزيارة لفحص المرضى. وهكذا لم نعد بحاجة إلى إرسال المرضى إلى الخارج.

ما هو أفضل ما يميز المستشفى السعودي الألماني؟ أي لماذا يجب أن يأتي الناس إليه؟

الناس يأتون إلى المستشفى من أجل الخدمات الطبية المميزة أولا وأخيرا. وبما أن الوعي لديهم صار كبيرا في ما يخص الخدمات الطبية، وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجميع يعرف حقوقه وواجباته وما هو الأحدث في مجال الطب

أعتمد على طاقم طبي يعمل بدوام كامل وبالتزام وولاء للمستشفى ولخدمة مرضاهم. وإضافة إلى الخدمة الطبية المميزة، يأتي الناس إلى المستشفى كونه على أحدث المعايير العالمية، سواء من ناحية البنية التحتية أو البناء أو تجهيز الغرف أو مستوى النظافة أو الأجهزة الطبية الحديثة. فخلال سنة واحدة تمكنا من الحصول على ثلاث تقديرات، وهي JCIA و  CAP وMTQUA. ونحن المستشفى الوحيد سواء في الإمارات أو في السعودية الذي تمكن من الحصول على هذا الكم من التقديرات في سنة واحدة.