هي تلتقي VIKTOR & ROLF للتعرف على أسرار عطرهما الجديد

هي: هبة نعمان 
 
حين تلقينا الدعوة لحضور عرض "فيكتور آند رولف هوت كوتور"Viktor & Rolf Haute Couture في باريس لكشف النقاب عن عطر الدار الجديد، كنا نترقب مفاجأة تنتظرنا. الدار الهولندية معروفة عبر السنين بمجموعات الكوتور الخيالية والجريئة مع الأفكار الدراماتيكية والحالمة التي تعكس حالة الوحدة بين هذين العقلين المبدعين. كان عرضا مذهلا حقا. لا أعتقد أننا رأينا شيئا مثله من قبل. 
 
دار «فيكتور آند رولف» الطليعية تجسد التألق الخيالي والكوتور الجريء والأناقة غير المتوقعة. شكل العقدة الذي تتميز به القارورة هو تصميم رمزي يضاف إلى إرث الدار الغني والعريق، كما يجسد جوهر روح الكوتور. العقدة مرحة وجدية، رقيقة وقوية، تاريخية وعصرية. ارتداء عقدة يمثل تجربة شخصية تزيينية، بينما حل عقدة عن غلاف يعكس مناسبة احتفالية، وهو ما أراد المصممان أن تختبره كل امرأة تتدثر بالعطر. 
 
تحدثنا إلى المصممين لاكتشاف مصدر الإلهام وراء عطرهما الجديد، ولمعرفة المزيد عن طريقة تفكير الدار الفاخرة في لقاء أكد لنا إبداع دار "فيكتور آند رولف". 
 
هلا أخبرتمانا أكثر عن مصدر الإلهام وراء عطركما الجديد "بونبون"؟
اخترنا الاسم أولا. تصورنا عطرا لذيذا لا يقاوم سيحسبه المرء صالحا للأكل. فكرنا بالسكاكر التقليدية الفاخرة، وتساءلنا عن رائحتها، وعن رائحتها حين تمتزج بالبشرة. هكذا بدأت رحلة البحث الطويلة عن العطر المثالي. 
 
كيف اخترتما هذا الاسم؟
كان الاسم المثالي لتجسيد شيء مترف وتقليدي ولذيذ، كما أنه كلمة شبه عالمية تعني "جيد". كان له الرنة المثالية، وأحببنا شكله مكتوبا، فتكامل مع جمالياتنا الموجودة في عالم العطور والموضة. 
 
لماذا قررتما إطلاق "بونبون" خلال عرض الهوت كوتور؟ وهل عرفتما منذ البداية أنكما ستطلقانه من هذا المنبر؟
نعم، كنا نعلم منذ البداية أن المشروعين الإبداعيين سيدمجان، وأن واحدا أنتج الثاني. صورة "بونبون" العامة جذابة وساحرة، لكن هادئة في الوقت نفسه، فجسد إديتا في الإعلان ملون بدقة بعقدة "بونبون"، وكأنها ترتدي العطر كلباس أو كبشرة ثانية. وقد نقلنا هذا المفهوم إلى عالم الهوت كوتور. المجموعة تكاد تزيل الحدود بين البشرة والقماش. 
 
هل كانت لديكما فكرة دقيقة عن رائحة عطركما الثاني "بونبون"، أم أنكما اكتفيتما بالعمل عن كثب مع العطارين من البداية حتى النهاية؟
كانت لدينا فكرة واضحة، فأردنا له أن يشبه السكاكر برائحته. أردناه أن يكون آسرا ولذيذا، وأن يحمل نفحات الكارميل. عشقنا النعومة الزبدانية لبعض المكونات التي شممناها فأضفت نوعا من الراحة والجاذبية. من هنا انطلقت عملية شاقة لإيجاد المزيج المثالي. 
 
 ماذا عن القارورة الجميلة؟ كيف ابتكرتما التصميم؟ وما هي المراحل التي اشتملت عليها عملية إنتاجها؟
القارورة تعبير مادي عن العقدة، وهي رمز من رموز الموضة التاريخية في إرثنا. كما تجعلك العقدة تفكرين في أغلفة السكاكر، ما يربطها مباشرة بالاسم. في بداية الأمر، لم يكن ممكنا ابتكار قارورة كهذه مع "جناحي" العقدة، خاصة إذا أردنا أن يمر السائل في كل أجزاء الزجاجة، الأمر الذي كان مبتكرا ولم يسبق لأحد القيام به. عملنا مع حرفيين محترفين ومعروفين من "بوشيه دو كورفال"Pochet du Courval  على عملية دقيقة وصارمة، واستطعنا تحقيق نتيجة مذهلة مع الحد الأدنى من التنازلات. أصبح المستحيل ممكنا في النهاية. 
 
بعدما جلسنا على مقاعدنا لمشاهدة العرض في المستودع الباريسي المهجور، لاحظنا أن خشبة العرض لم تكن الخشبة الطويلة التقليدية التي اعتدنا عليها، بل مسرحا مربعا، الأمر الذي زاد حماستنا وفضولنا لمعرفة ما ينتظرنا. أطفئت الأنوار، وسمعنا أصوات وطء خفيف لأٌقدام بدأت الاصطفاف وراء شاشة كبيرة ما لبثت أن رفعت ليظهر صف من راقصات الباليه الأنيقات والواقفات على رؤوس أصابعهن. واحدة تلو الأخرى، افترقن وتنقلن بخفة عبر خشبة العرض المربعة، ووقفت كل منهن لبرهة أمام الكاميرات. أما المجموعة، فتلونت بالدرجات اللحمية والوردية المستوحاة من عالم الباليه، واشتملت على فساتين منسابة مع عقد وفراشات مرسومة يدويا زينت برقة ودقة كل قطعة. يمكنني القول: إننا لم نر أو نختبر يوما عرضا كهذا، عرضا ساحرا ومؤثرا بأصواته وحركته وألوانه. 
 
قارورة "بونبون" مدهشة بكل ما للكلمة من معنى. إنها متعة للعينين. هي رمز لدار الكوتور "فيكتور آند رولف" مفعم بالأنوثة والجمال، ونابض بالجاذبية والصفاء. تعاونت الدار مع حرفيي "بوشيه دو كورفال" لابتكار هذه القارورة الفريدة. تم تلوين حواف العقدة بالدرجات الوردية بتقنية تدرج دقيقة انسجمت مع تصميمها المميز. بعد أكثر من عام من العمل، برهن الحرفيون مع هذه الزجاجة المذهلة أن كل شيء ممكن. قارورة "بونبون" الراقية تأتي في علبة فاخرة ملونة بدرجة توت العليق ومطبعة بالعقد السوداء وبختم "فيكتور آند رولف" 
 
بعد انتهاء العرض، تم كشف النقاب عن إعلان العطر الجديد "بونبون"Bonbon  على الجدار الخلفي. وجه العطر "إديتا فيلكيفيتشوتي" Edita Vilkeviciute بجسدها المزين بالشرائط المرسومة يدويا وأمامها قارورة "بونبون" المصممة على شكل عقدة نظرت إلينا من الأعلى، فيما حمل إلينا النوادل أطباقا من حبات الشوكولاته المقطوعة على شكل عقد، والمحشوة بالكاراميل المنكه بالدراق، ليختبر الحضور نكهات العطر وطعمه بدلا من رائحته. 
 
أريج "بونبون"Bonbon  لذيذ جدا. كان المصممان الهولنديان يبحثان عن عطر يلهب الحواس عبر شذا لا يستطيع الإنسان مقاومته إلى درجة أنه سيحلم بالتهامه، كانت المهمة صعبة، لكن فيكتور ورولف نجحا فيها. نفحات الكاراميل تفاجئ اليوسفي والبرتقال والدراق مع لمسات رقيقة من الياسمين. والقارورة الوردية المصممة على شكل عقدة، والتي تعبق بعطر يذكر برائحة علبة الشوكولاته، هي بمنزلة حلم تحقق لكل امرأة. 
 
كنا محظوظين بالتحدث إلى الأنفين اللذين ابتكرا هذا العبير المذهل، وهما العطاران "سيرج ماجولييه" Serge Majoullier، و"سيسيل ماتون" Cecile Matton لمعرفة المزيد عن المكونات التي استخدماها، والأبحاث التي قاما بها خلال عملية ابتكار "بونبون". 
 
هلا أطلعتمانا على ما طلبه منكما فيكتور ورولف لابتكار العطر الجديد "بونبون"؟
قصدنا فيكتور ورولف باحثين عن عطر لذيذ يثير الشهية، فيكون سكريا جدا وأنيقا جدا. كان علينا دمج روح الهوت الكوتور في عطر شهي، وهي فكرة غير تقليدية وجديدة طبعا.
 
اقترحنا عليهما روائح مختلفة، لكنهما أغرما بخلطة منسجمة آسرة ترتكز على الكارميل. فأخذنا "شريطا" من  الكارميل الشهي، وحولناه إلى "عقدة راقية" أنيقة وطليعية ومفعمة بأقصى درجات الأنوثة. 
 
كيف أجريتما عملية اختيار مكونات هذا العطر؟ هل اضطررتما إلى البحث عن روائح جديدة له؟
لهذا العطر، التحدي كان يكمن في ابتكار شيء أنيق من شيء شهي. النفحات الشهية اللذيذة تستعمل عادة كوجه للعطور. لذا مع روح "فيكتور آند رولف" الطليعية في ذهنينا، قررنا تجاوز حدود اللذيذ لبناء عطر يعبق بالكارميل كمكون أساسي من الطبقة العليا حتى القاعدية. 
 
ثم عملنا كثيرا على قوامه، فهو في البداية منعش مع اليوسفي الحيوي والدراق اليانع. ثم يصبح ناعما وسلسا حين تتداخل فيه الأزهار البيضاء. أخيرا تمتزج فيه أنواع الخشب، فيصبح داكنا وكثيفا مثل السكر المحروق. 
 
أخبرانا المزيد عن عملية الابتكار وعن المدة التي استغرقها إتقان العطر.
تدخل المصممان فيكتور ورولف كثيرا في عملية تطوير العطر. لديهما حاسة شم مرهفة، ويعرفان تماما ماذا يريدان. الفكرة كانت واضحة ، وما كان علينا إلا ترجمة رؤيتهما إلى عطر. الابتكار استغرق سنتين ونصف السنة. 
 
كيف تصفان العطر الجديد في  3 ميزات؟
يسبب الإدمان، راق، متعة خالصة<