أمل ودلال فقيه سعوديتان في مطبخ الأكاديمية
هي: منى سعود سراج Mona Seraj
تصوير : غدير أبو زيد
أمل عادل فقيه، شيف سعودية، درست فن الطبخ في العاصمة البريطانية لندن بمعهد Le Cordon Bleu، وحصلت على دورات مختلفة في الطبخ من الولايات المتحدة، كما حصلت علىgranddiploma في المطبخ الفرنسي والحلويات الفرنسية، وفي عام 2012 عرضت عليها أختها دلال فقيه أن تقوما معا بفتح أول فرع في السعودية لأكاديمية الطهاة الصغار بالوكالة لــ young chefs academy، وهي أكاديمية تُعلم الأطفال في المراحل الابتدائية وما قبلها أساسيات الطبخ، فأرادت أمل أن تبدأ بتدريس الصغار هذا المنهج، على أن تتوسع الفكرة مستقبلا لتشمل إنشاء أكاديمية للكبار، وقد شاركتا في عدد من المعارض، منها معرض شباب الأعمال، ومعرض الأم والطفل، والاحتفال باليوم الوطني في أحد المركز التجارية.
«هي» التقت الشيف أمل وأختها دلال عادل فقيه مؤسستا أكاديمية فن الطبخ للأطفال في السعودية، لتحكيا لنا عن تجربتهما وما حققتاه.
بداية ما الهدف من إنشاء أكاديميَّة فنِّ الطبخ؟
الطهي فن وحرفة، وتبدأ كموهبة عند البعض، ولا بد من صقلها، فرسالتنا واضحة في تعليم الأطفال فنون الطهي، والاستمتاع بجميع جوانبه المختلفة، بأسلوب تعليمي ترفيهي لهذه الفئة، انطلقت الأكاديمية بتسجيل 40 طفلا أحبوا الفكرة، ويحصل الذين يتخطون المراحل المختلفة على شارات وجاكيت الشيف حتى يصلوا لمرحلة الـ Master Chef.
وهل هذا أول مشروع لأمل ودلال؟
دلال سبق أن كان لديها محل بيع ملابس من ماركات عالمية مختلفة، وهو ما ساعدها على معرفة الجوانب الإدارية والتواصل مع السوق، أما بالنسبة إلي، فإن الأكاديمية تعد أول مشروع وتجربة أخوضها، وذلك بفضل من الله ثم دعم الجميع من حولي وإيمان الأهالي بأن لوقت أبنائهم أهمية لا بد من استثمارها بكل شكل خارج أوقات الدراسة الرسمية، والخروج بهم إلى أنشطة محفزة مفيدة مختلفة تجعلهم يتطورون ويحبون روح العمل الجماعي والمساعدة، وربما حب هواية قد تتحول إلى مهنة مستقبلا.
كيف تخطيتم العقبات و محاذير المجتمع و ردة فعله؟
غالبا ما تكون هناك مخاوف من ردود فعل المجتمع، خاصة في البداية، لكن مع مرور الوقت تلمسنا بعض الإيجابيات والتقبل، أما العقبات، إن جاز لنا تسميتها، فهي استنكار البعض لدراستي تحديدا فن الطهي، باعتباره شيئا غير مهم كي أبذل فيه مجهودا ووقتا. مع العلم أن تعليم الطبخ يتطلب صبرا وتحملا وتركيزا ومهارة، ومن خلاله يتعلم الفرد كثيرا من المهارات، مثل حب المبادرة، ومشاركة الغير، وتعلم ثقافات البلدان من خلال أطباقهم المختلفة، والآن، ولله الحمد، تحول إلى تغيير في ثقافة المجتمع من حولنا، وإدخال عنصر تعليمي وتثقيفي وترفيهي جديد للأطفال، وقريبا للكبار بطرق مدروسة منظمة تحت مظلة جهة رسمية عالمية.
أهم ثلاثة مبادئ تؤمن بها أمل فقيه ؟
الإتقان،والشغف، والمثابرة،أهم ما أحرص عليه في عملي.
وما أهم ثلاثة أسس لنجاح أي مشروع صغير بالنسبة لدلال فقيه ؟
الصبر، وأخذ النصيحة من أهل الخبرة، والعمل الجماعي، لأن يد الله مع الجماعة.
دافعكما الأول للنجاح؟
أولا التوكل على الله، ثم الفضل يعود للطريقة التي نشأنا عليها، فوالدنا المهندس عادل فقيه ووالدتنا السيدة مها أحمد فتيحي يحرصان دائما على زرع مبدأ أن النجاح يأتي بتوفيق من الله، ولا بد من الجهد والعمل، وأن الإتقان هو المفتاح الرئيس للنجاح، وحبنا لما قمنا به ونقوم به حاليا هو خطوات مهدت لنا السبل، وثبتت أقدامنا أكثر لننطلق نحو المستقبل، ونحمل معنا رسالة وهدفا لغيرنا بإيجابية.
هل تقدِّم الأكاديميَّة دورات متخصصة في أنواع طبخ معيَّنة؟
بالطبع، تقدم الأكاديمية دورات عديدة ومختلفة في المطابخ العالمية، حسب الفئة العمرية، ولاحقا سوف تكون هنالك دورات لمن هم أكبر من 18 سنة في أساسيات الطبخ والأطباق الشهيرة من مختلف أنحاء العالم، وقد بدأنا بشكل بسيط في هذه الدورات، ولله الحمد لقيت نجاحا وإقبالا يجعلاننا اليوم نثق بأننا على الطريق الصحيح، وأن المجتمع من الأطفال والكبار بحاجة إلى شيء جديد ومفيد.
فنُّ المطبخ والإتيكيت متلازمان كيف وفقتما بين الاثنين؟
الطبخ والإتيكيت وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصلهما أبدا، وكثيرا ما نجتهد في حصصنا التي نقدمها أن نعلم ونغرس في الأطفال تعاليم ديننا الحنيف، فهو أشمل وأعم من أي تعاليم أخرى، وهي طريقة تجعلنا نحقق أهدافا سامية ناضجة لجيل المستقبل.
ما الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعيَّة في إيصال أفكاركما؟
في بداية مشوارنا كنا نركز أكثر على علاقاتنا العامة، لكن مع مرور الوقت وتوسع المشروع بدأنا نستعين بوسائل التواصل الاجتماعي، لما لها من دور كبير في إيصال مشروعنا وأفكارنا لأكبر عدد ممكن من الناس، بل هذه الوسائل دعمت من وجودنا، وأوصلتنا إلى شرائح أعم وأشمل من الناس، والأهم في ذلك أنها أعطتنا ردود فعل ودعما أو نقدا ربما جعلتنا في محاسبة دائمة لأفكارنا وحصصنا وخططنا المستقبلية كذلك، فمشاركة الناس لآرائهم والاستماع إليهم أمر مهم مهما كنا ناجحين ومتميزين.
أمل ماالمعجزة التي تؤمنين بها وكيف تحققينها؟
لا شيء يقف أمام طموح شخص وأحلامه إلا نفسه، لذلك أنا أؤمن تماما بأن المعجزات خلقت لمن يحلم بها، وأنا من الذين يؤمنون بأن الأحلام ممكنة مع الإصرار والصبر.
ومن هو الشيف القدوة بالنسبة لك؟
هو كل إنسان لديه شغف بالطبخ، وله أسلوبه الخاص في ابتكار أطباق مختلفة وجديدة دائما، ومن هنا أستغل هذه الفرصة لأحيي زملاء لنا، وهن بسمة الخريجي، ولولوة العزة، وريان العايش، فلديهم شغف وحب المثابرة، أتمنى للجميع التوفيق دائما.
- يعاب على فتيات المجتمع السعودي والخليجي عموما التقليد في أفكار المشاريع وتكرارها الذي يقتل الإبداع .. اخترتن مجالا صعبا محرجا للبعض ومكلفا للآخر ويتطلب الانضباط والمثابرة للإتقان .. كيف ترون تكرار المشاريع؟
تقول دلال: إذا كان الشخص مؤمن بما يفعله ويحب ما يفعله فسيعمل جاهدا بكل ما لديه ليبقي مشروعه ناجحا ومتجددا. توافقها أمل قائلة: إن حب الطهي لدي ليس هواية مؤقتة، فأنا درسته كمؤهل تعليمي، والعمل عبادة، فلا يوجد إحراج في أي نوع من أنواع العمل إن كان مقرونا بالاحترافية، فالله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، والرزق أولا وآخرا منه تعالى، وما علينا إلا المثابرة والإتقان.
يقال إن المشاريع الصغيرة من الصعب أن تستمر أكثر من ٣ إلى ٥ سنوات، لأنها غير مدروسة، وقد لا تتطور أو أن السوق لم يعد في حاجة إليها أحيانا.
كما ذكرنا آنفا أن الأكاديمية "فرانشايز" franchise مدروسة وخططها واضحة ومجربة، ولهذا لم نقم نحن بابتكار كل شيء فيها، واخترنا أن نأخذ الخبرة والتجربة، ونخوضها على أساس مدروس.
بداية كان توجهنا أن نفتح صفوفا أيام المدرسة، لإضافة جانب ترفيهي، وبعد مدة اختلف الوضع، واتضح أن السوق يحتاج إلى صفوف في نهاية الأسبوع، وإقامة حفلات خاصة بالصغار، لـيطبخوا فيها سويا، ثم يستمتعوا بصنع أيديهم، وأيضا عمدنا إلى استضافة المدارس للقيام بالرحلات المدرسية صباحا، لأن كثيرا من المدارس قد نزحت عن تعليم التدبير المنزلي للبنات على الرغم من أهميته.
يحارب والدكم وزير العمل والصحة المكلف عادل فقيه البطالة بكل الطرق والخطط والبرامج، هل ترون أنكم تشاركونه الهم في تعليم الآخرين مهارة ربما تفتح لهم أبواب رزق ليتحدوا البطالة؟
محاربة البطالة هم وطني، وواجب كل مواطن أن يقوم بدوره في هذه المسألة الوطنية، والزميلات معنا في الأكاديمية كلهن سعوديات، ولله الحمد.
أخيراً ماذا تقول أمل؟
التأكيد أشكر «هي» على هذا اللقاء الظريف، وأحب أن أبعث لكل أسرة برسالة، وهي أن تحرص قدر المستطاع على تحضير وتناول الطعام على طاولة واحدة، وتستمتع بهذا الأمر <