الدكتورة سارة بنت فيصل بن بندر لـ«هي»: ابنتي هي من منحتني إلهام «باكا»

هي – منى سعود سراج
 
الدكتورة سارة بنت فيصل بن بندر، من مواليد المملكة العربيَّة السعوديَّة، وفيها درست جميع مراحلها التعليميَّة، إلى أن تخرَّجت في جامعة الملك سعود وتخصصت في علوم الحاسب الآلي، ومن ثمَّ التحقت بجامعة (TUFTS)، بالولايات المتحدة ونالت درجة الماجستير في نفس تخصصها، ليقودها حبُّ المعرفة والتطلع إلى المملكة المتحدة وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة (UCL) بلندن، في «التفاعل الإنساني الحاسوبي» (Human Computer Interaction)، وهو التخصص الذي انسجم مع آمالها وطموحاتها.
 
وتحقيقاً لتلك الطموحات، أسست شركة «أنامل تيك»، التي طرحت تطبيق «باكا» الخاص بأجهزة الأندرويد والجوالات الذكيَّة ويجمع ما بين ألعاب رياض الأطفال ومحتوى تعليمي متعدِّد اللغات.
 
•بداية من أين أتتك فكرة التطبيق؟ 
غالباً ما تأتي الأفكار صدفه، لكن فيما يخصني بدأت تراودني الفكرة عندما كبر أولادي بعيداً عن المملكة، وبدأت ألاحظ مدى صعوبة تأقلمهم مع اللغة العربيَّة، فبدأت بالفعل في البحث عن تطبيق للأجهزة التي تعمل بنظام (iOS) و(الاندرويد)، الذي يمكن أن يوفر للصغار المتعة في تعلم اللغة العربيَّة، لكن الخيارات المتاحة أمامي كانت محدودة، فقررت إنشاء «أنامل تيك»، أما بالنسبة لفكرة الأرجوحة فراودتني عندما كنت اقرأ على ابنتي ذات العامين قصة فيها صورة أرجوحة أحصنة دائريَّة، فتفاعلت معها بحيث كانت تتخيل أنَّها تأخذ بعض المجسمات لحيوانات مختلفة من الكتاب الذي اقرأ فيه وتضعها في أماكن على الأرجوحة، وهي تردد دائماً اسم «باكا» أثناء لعبها التخيلي، فقرَّرت أن استخدم هذا الاسم المستوحى من مخيلة طفل ليكون سهل اللفظ بجميع اللغات.
 
•وماذا تعني لك أرجوحة «باكا الدائريَّة»؟
بالتأكيد تعني لي كثيراً، فهي أول مشروع لشركتي المتخصصة في استخدام أجهزة الحاسوب والتكنولوجيا في تعليم الأطفال، وقد كنت الموظفة الوحيدة في هذه الشركة عند انطلاقها، لكنَّني تمكَّنت بفضل الله ثم بالجدِّ والمثابرة وتشجيع العائلة والأصدقاء على المضي قدماً. 
 
وما يجعلني بالفعل أشعر بالسعادة والفخر هو أنَّني تمكَّنت بهذا المشروع من أن أحصل على الإلهام من ابنتي، وعلى المساعدة والتعاون من أطفال آخرين لم يتوان أهاليهم عن المساعدة والتعاون لتجربة التطبيق، وهذا ما أدى إلى تعديله وتطويره وقياس فوائده قبل أن ابدأ بتسويقه عبر متجر «أبل» الإلكتروني، و«جوجل بلاي».
 
•هل جُربت اللعبة على الأطفال السعوديين أو العرب؟ 
كما تعلمين فإنَّ الشركة في بريطانيا، والتجارب كلها كانت بحكم الواقع في هذا البلد، لكن لدى الشركة الآن مشاريع مستقبليَّة لاختبار هذا التطبيق «ارجوحه باكا» على الأطفال في المملكة وبخاصة مدارس رياض الأطفال، والعالم العربي بشكل عام. 
 
•وما المدَّة التي استغرقتها حتى تنفيذ الاختراع؟ 
استغرق المشروع حوالي ثمانية عشر شهراً من ضمنها تجسيد الفكرة، واختيار شركة متخصصة لتنفيذ التصميم المناسب، علاوة على بدء التجارب على التطبيق وتحليل النتائج وما يستلزم ذلك من تعديلات وتطوير.
 
•هل تتوقعين أن تعترض التطبيق صعوبات في الخليج أو الدول العربيَّة؟ 
التطبيق ليس معقداً، وإنَّما يتميَّز بالبساطة وسهولة الاستخدام، وهذا ما سعيت إليه لأنَّه مخصص في الاصل للأطفال. وبما أنَّ مناهجنا في العالم العربي لديها توجه قوي لتعليم الاطفال بأكثر من لغة غير اللغة الأم، ومنها الإنجليزيَّة والفرنسيَّة، الأكثر شيوعاً، فإنَّني أجزم أنَّ التطبيق سيلاقي النجاح؛ لأنَّه يعد الطفل للتأقلم مع اللغه العربيَّة بالإضافة إلى لغات أخرى.
 
•كيف تنظرين لعالم التكنولوجيا وبخاصة في مجال تعليم الأطفال؟
التكنولوجيا في عالمنا الحاضر لم تعد مسألة رفاهيَّة، بل تعدَّت ذلك وأصبحت نمط حياة، وحملت إلينا من الأمور ما لم تكن تخطر على بال أحد، لكن المهم أن تكون بالفعل تكنولوجيا هادفة ترتقي بالإنسان، وتقوي فيه نزعة المعرفة، والاستفادة، وبالطبع لا أحد يختلف معي عندما أقول إنَّ التعليم هو أهم شيء في عالمنا؛ ولهذا فإنَّنا عندما نطوِّع التكنولوجيا لنستخدمها في مجالات التعليم نكون بالفعل نسير على الطريق الصحيح، ونكون بذلك قد قدَّمنا خدمة لمدارسنا وحضاناتنا في العالم العربي، التي بدأ بعضها يستقدم تلك التكنولوجيا في المناهج التعليميَّة.
 
• من ناحية نفسيَّة علميَّة هل التطبيق ملائم لعقليَّة وتفكير الطفل؟ 
بالطبع عقل الطفل لغز كبير لا يمكن معرفته إلا عبر اختصاصيين متمرسين في العمل التربوي، وما يهمنا هو تنمية قدرات الطفل بأقصى قدر ممكن ومن دون أن نحرمه من متعة اللهو واللعب لأنَّهما عنصران مهمان في تشكل شخصيته المؤثرة في المجتمع، وفي هذا الجانب استعنت بخبيرة  في مجال الطب النفسي، وكذلك متخصصة تربويَّة في هذا الميدان لمراجعة التطبيق قبل تدشينه بشكل رسمي، وكانت النتيجة أكبر مما كنا نتوقعه؛ لقد تبيَّن من التجارب على عينات من الأطفال أنَّ التطبيق نجح بالفعل وكانت له ايجابيات كثيرة، سواء من الناحية المعرفيَّة أو من ناحية المتعة.
 
هل من برامج وألعاب جديدة تعدِّين لها؟ 
بعد النجاح الذي حققناه في المرحلة الأولى فإنَّنا نعمل الآن وبجد على أفكار جديدة، ونحاول أن نتمكن من إصدارها في نهاية هذا العام.