الشيخ حسين بكري قزاز يروي ذكرياته لمحاور المشاهير عدنان الكاتب

حوار: عدنان الكاتب Adnan ALkateb
 
أكثر ما يلفت النظر في الشيخ حسين بكري قزاز أنك مهما غبت عنه وعدت والتقيته، فلا بد أن ترى البريق نفسه الذي يلمع في عينيه وهو يتحدث عن عالم الجمال والعطور الذي يحيط به من كل جانب، والذي قضى معظم عمره فيه، ولعل أكثر ما يميز هذا الرجل تمسكه بمبادئه ونظرته إلى الحياة وإلى المرأة وعالم الجمال، والأهم في كل هذا إخلاصه لعمله، فمن حقه أن يتفاخر بأنه قدم للمرأة السعودية منذ منتصف القرن الماضي كل ما ينبض بالجمال وكل ما هو جديد وراق من خلال معارضه المنتشرة في كل مناطق السعودية. 
 
في هذا الحوار الخاص مع الشيخ حسين بكري تطرقنا إلى الماضي والحاضر... إلى الطفولة والذكريات... إلى المرأة والجمال وخزائن أسراره التي يفتحها للمرة الأولى أمام مطبوعة عربية.
 
حدثنا بداية عن طفولتك وأحلامك في تلك الفترة؟
بالصورة العريضة كانت طفولة عادية، طفولة مدللة، وخصوصاً من الوالدة، رحمها الله، فلم تكن ترفض لي طلبا.
 
وأنا طفل صغير ذهبت إلى مصر للدراسة منذ المرحلة الابتدائية. ومصر في نهاية العشرينيات والثلاثينيات كانت رمزا حضاريا لا يقارن، وعند هذه النقطة أتوقف الآن وأنظر بعمق في نفسي لأشاهد العديد من الدلالات، فمصر في أواخر العشرينيات وأول الثلاثينيات كانت باريس الشرق، وكان لذلك أثره في الطفل (أنا) الذي بُهر ببيوتها وشوارعها... بهر بمعارضها التي كانت تعرض كل ما هو مبهر وبطريقة راقية، أسلوب البيع الراقي... الفن الراقي الذي أخذ روحه إلى آفاق أوسع... طفل جاء من مكة العشرينيات بروح نهمة للجمال إلى القاهرة، فأثرت فيه بعمق، ورسخت صورها بروحه.
 
ما الفارق بين الأحلام والطموحات والتطلعات في مرحلة الطفولة والشباب وبين تطلعات المرحلة الحالية؟
الأحلام واحدة وما بعدها متغير، فالإنسان السوي سيكون حلمه النجاح، ولكن تختلف قوة الحلم والإيمان به والعمل على تحقيقه، والعناصر المحيطة بهذا الإنسان من زمان ومكان وظروف، أحلام الطفولة هي الأساس، هي الدافع، لقد شاهدت في طفولتي، وحلمت أن يكون في وطني مثل ما شاهدته بالقاهرة في الثلاثينيات، وبعدها حلمت في الخمسينيات أن تكون مثل باريس في شوارعها وجمالها، ولم ينسلخ الحلم عني مع انسحاب الطفولة، بل تمسكت به، تطلعاتي كانت النجاح، وآمنت بأن العمل هو وسيلة تحقيق الحلم، فعملت وصدقت في عملي، فوصلت إلى ما وصلت إليه، والحمد لله، ومازلت مؤمنا بأن العمل هو وسيلة تحقيق الحلم طالما تمسكت بهذا الحلم، هناك من يقسمون الأحلام إلى مراحل: الطفولة بأنها مرحلة الحلم، والشباب مرحلة تحقيق الحلم والسعي إلى النجاح، ومرحلة خريف العمر هي السكون والذكريات ونظرة استعداد إلى ما بعد الحياة. وهو ما أراه تقسيما غير سليم، فالحلم يظل يعيش معنا ويولد أحلاما جديدة، ولا يتوقف إلا مع توقف الحياة. 
 
ماذا تعلمت من والدك؟
والدي، رحمه الله ورحم رجالات جيله، تعلمت منه الصدق في كل نواحي الحياة. تعلمت منه الوفاء بالوعد، والإيمان بالعمل إنجازه بروية وعدم التعجل حتى يكون الأساس متينا، فلا ينهار العمل والحلم.
 
أتذكر كلماته لي عندما قررت بدء حياتي العملية، ولم أتعد الثامنة عشرة عاما: "يا ولدي اشترِ بخمسة وبع بخمسة، والبركة بين الخمستين". 
 
وعندما بدأت كان يرشدني إلى عدم استعجال النجاح بقوله: "يا بني أول السيل قطرات، وأول العصيدة موية موية". أقوال بسيطة، ولكنها عميقة المعنى والدلالات. حفرت في الروح، فكانت نبراسا أنار الطريق.  
 
إذا أتيحت لك فرصة الاختيار مرة أخرى فهل ستختار العمل في مجال آخر؟
آمنت بحلمي وعملت لتحقيقه. لم يكن وليد صدفة لأختاره، بل إيمان به، وإذا عاد بي العمر إلى البداية، فسأختار المجال نفسه مرة أخرى.
 
ماذا أعطاك عالم العطور والجمال والإكسسوارات الراقية؟ وماذا أخذ منك؟
أعطاني مزيدا من رهافة الحس والقدرة على الإبداع، فهو عالم راق، يسمو بالإحساس، بالخلق، بالابتكار. واخذ مني ما يستحقه من عمل وجهد.
 
بكل صراحة أين تضع ماركات قزاز على خريطة الماركات المنافسة في الخليج والسعودية؟ وكيف تنظر إلى المنافسة في عالم العطور والجمال والإكسسوارات؟
إن كنت تقصد الماركات التي تباع بمعارض قزاز، فهي من أرقى الماركات العالمية، هي القمة في المنافسة، ففي العطور ستجد بمعارضنا: "ديور"، "شانيل"، "إيف سان لوران"، "غوتشي"...ل جميع الماركات العالمية. وكذلك في التجميل والإكسسوارات لدينا: "مون بلان" و"ديور" و"دانهيل" و"ديبون". وكذلك في الحقائب الجلدية النسائية والرجالية واللانجري والتحف والكريستال من كل الماركات. أما المنافسة، فهي قوية وشديدة وتزداد شدتها مع هذا العصر اللاهث، فمثلا حتى بداية الألفية كانت الشركات تطلق عطرا جديدا كل عدة سنوات... الآن عطر جديد كل عدة أشهر، ولذا أصبح هناك عطر جديد في الأسواق كل شهر، المنافسة صارت شرسة، أما إن كنت تقصد الماركات التي تحمل شعار "قزاز" as a brand، فهي عديدة تشمل العطور والأقلام والساعات والإكسسوارات الرجالية والقمصان والكرافتات والبيجامات والغتر والأشمغة وحقائب السفر، كلها يتم تصنيعها في أرقى المصانع العالمية وبتصميمات خاصة من مصممين يملكون الموهبة، والحمد لله، النتائج أكثر من رائعة، فعطور "قزاز" بجانب نجاحها الرائع بالسوق السعودي، أصبحت تطلب من جميع دول الخليج، حقائب السفر "قزاز" أصبحت الأولى تقريبا في حجم مبيعاتها بالسعودية، وكذلك الغتر والأشمغة، لأنها تخضع لقانون "الجودة العالية" في التصنيع وأفضل الخامات والتنوع في التصميم بجانب السعر المميز.
 
تابعوا الحوار كاملا مع مجموعة من الصور في عدد مجلة هي 240 لشهر فبراير 2014.