"هي" تلتقي عفراء البسطي عضوة المجلس الوطني الإماراتي ومديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال

حوار: زينة عبد الجليل
تعد عفراء البسطي الحاصلة على بكالوريوس في العلوم التطبيقية من جامعة الإمارات العربية المتحدة من أبرز السيدات الإماراتيات اللاتي يحاربن العنف ضد المرأة، فهي المديرة العامة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، حيث تسخر كل جهودها لمعالجة المشكلات الأسرية، وتسهم في وضع المبادرات والبرامج الكفيلة بحماية مكانة المرأة وصون حقوق الطفل.
 
عفراء اليوم هي أيضا إحدى عضوات المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، وصوت النساء الإماراتيات، "هي" كانت في لقاء معها تعرفنا من خلاله إلى جوانب أخرى من حياتها وشخصيتها.
 
واجهت في بدايات حياتك العديد من التحديات والصعوبات من جانب عائلتك التي رفضت دراستك في الخارج، وعملك في المختبرات، كيف استطعت تحدي هذه القيود، ووصلت إلى مركزك هذا اليوم؟
بدايات سنواتي الدراسية كانت مع قيام الاتحاد في دولة الإمارات، والاهتمام بالتعليم كان على أشده، وخاصة من القادة، حيث تعرفنا إلى ثقافات مختلفة آنذاك بسبب تنوع الجنسيات، وغلب التوجه آنذاك بدراسة الإناث للقسم الأدبي، وقلة دخول القسم العلمي، وكنت قد قررت أنا ومجموعة من ست طالبات - مازلن صديقاتي حتى اليوم - تحدي هذا الأمر بعد اكتشاف أن أسماءنا قد وضعت للقسم الأدبي، فقمنا برفع طلب لإدارة المدرسة، وتم عمل جلسة نصح وإرشاد حول صعوبة القسم العلمي، لكننا أصرينا على دخول القسم العلمي، حيث كان نوعا من إثبات الذات. المشكلة الأخرى التي واجهتنا بعد انتهاء الثانوية العامة، هي القيود الأسرية التي تم فرضها علينا حول السفر لاستكمال الدراسة في الخارج، حيث كان من الصعب في فترة الثمانينيات على الأهل السماح لبناتهن بالسفر خارجا، خصوصا لدراسة الطب الذي يستغرق سنوات عدة، لذا التجأنا للدراسة في جامعة الإمارات، أما المعضلة الأخيرة، فكانت تكمن في التحديات لدخول سوق العمل، حيث لم يكن يوجد هناك أي مجال لعمل المرأة، سوى المدرسة، حتى لو طرقنا أبواب عمل أخرى كان يأتينا الرد بالرفض، لذا اضطررت للعمل كمدرسة علوم، وواجهت تحديات في ترغيب الطلاب في المنهج الدراسي الذي كنت أعتبره قديما، حيث كنا نتبع منهاج دولة الكويت آنذاك، واكتشاف مكامن الإبداع بداخلهم، وحاولنا إيصال بعض المشكلات والنقص في المناهج إلى وزارة التربية والتعليم، حيث ارتأت الوزارة آنذاك تشكيل لجنة كنت من ضمنها، وقمنا من خلالها بتعديل المواد العلمية حتى صف التاسع ابتدائي، ومن ثم مواد الكيمياء والفيزياء والأحياء لمرحلة الثانوية، والحمد لله قمنا بعمل نقلة نوعية في المناهج.
 
بعد ذلك اكتشفت موهبة أخرى، عندما تم انتدابي لجامعة زايد في بداية الألفية، وهي حبي للعمل الاجتماعي، من خلال تقريب وجهات النظر بين الطالبات، والتعامل معهن، واكتشف قدرات هائلة في العلاقات العامة، وبناء شبكة من الشخصيات.
 
بعض الأشخاص تركوا أثرا في نفسك وفي مسيرتك المهنية، حدثينا عنهم.
بحكم قربي وعملي من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فقد ترك أثرا غير طبيعي في مسيرتي المهنية لا أستطيع وصفه، خصوصا أنه قائد شعب، وهو قادر على التعاطي مع كل الأمور، حيث أستمد منه الطاقة الإيجابية، أما الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان  وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، فقد دعمني كثيرا في مسيرتي المهنية، خصوصا لدى عملنا سوية في جامعة زايد.
 
ما سر الرقم 5 في مسيرتك المهنية؟
(تضحك وتقول) هذه هي خطتي الخمسية، حيث عملت في كل وظيفة مدة خمس سنوات، رغم أن البعض يراه عدم استقرار وظيفي، لكن طوال مسيرتي العملية الممتدة لـ25 عاما، لم يكن لدي الخيار، فعملي في مجال التدريس مدة خمس سنوات كان هو الحل الوحيد أمامي، حيث لم أستطع العمل في وظيفة أخرى مع بدايات تخرجي في الجامعة، من ثم عملي في قطاع المناهج كان عملية نقل لي من التدريس إلى الوزارة، أما عملي في جامعة زايد، فكان بسبب وجود الشيخ نهيان بن مبارك، حيث كان منتدبا آنذاك، وطلب نقلي إلى جامعة زايد، من ثم عملي في مركز دبي التجاري العالمي، والآن من خلال عملي كمديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال.
 
ألم يتم التفكير لتكون للمؤسسة فروع أخرى تشمل إمارات الدولة كافة؟
نتمنى ذلك، لكن مواردنا المالية محدودة، وأحب أن أعطي الفرصة لمناطق أخرى لعيش التجربة، وتوفير وظائف عمل للمواطنين، وتقليل نسبة البطالة.