حوار خاص مع الفنانة السعودية فدى الحصان

فدى الحصان، فنانة سعودية، عشقت الفن والحرية وهي ما زالت طفلة، فأثارت أعمال طفولتها المحيطين بها، لكنها كانت تحلق بها بعيدا عن عالم الطفولة، فقادتها ثقتها بنفسها إلى أن تتبع قلبها وشغفها الحقيقي الذي أوصلها إلى الفن الرقمي والميكس ميديا، فانتصرت على كل العقبات النفسية والاجتماعية، وكونت مجتمعها الذي لبى بعضا من طموحاتها.
 
•متى بدأت رحلتك مع الفن؟
منذ الصغر وأنا أعشق الفن وشغوفة به حد الاستمتاع، وكنت ألعب دور الفنانة الصغيرة بين أصدقائي، وكثيرا ما كنت أمسك بالقلم أو قصاصات الورق، وأصنع نماذج كاريكاتيرية تثير الجدل والإعجاب في المدرسة، وفي كل مرة كنت أحاول إثارة إعجاب أصدقائي بعمل شيء مميز من أشياء بسيطة، لكن فجأة أصابني الملل، وأصبحت احتفظ بأعمالي لنفسي، واستمتع بعملها من دون البحث عن ردة فعل.
 
•ولماذا اتجهت إلى الفن الرقمي الـ"ديجيتال آرت"؟ 
حبي للفن جعلني أخوض في اتجاهات متعددة، فتعلمت الرسم على الفحم، والرسم المائي والزيتي، والفن الرقمي كان امتدادا لتلك الخطوات، وخاصة أنه أتاح لي أكثر دمج ما تعلمته من فنون في فن واحد، لبى طموحي بشكل كبير، وأجاب عن أسئلة كثيرة كانت تراودني.
 
•وما هي فلسفة فدى تجاه هذا النوع من الفنون؟
أردت كإنسانة وفنانة أن أصنع من خلال هذا الفن حالة إنسانية ومشاعر تصف شيئا خاصا جدا في داخلي، تحكي قصة مشاعر وأحاسيس بإمكانها أن تعالج كثيرا من قضايانا، وتغير من نظرتنا للحياة بتفاؤلية أكثر. لذلك حاولت أن أقدم شيئا مختلفا ومميزا يبتعد عن التقليد، الذي هو آفة الفن، وأنا مقتنعة جدا بأن كل فنان يمتلك حسا رائعا يمكن أن يوظفه في خدمة الفن، لكن بشرط أن يثق بنفسه، ويتبع قلبه وشغفه الحقيقي. 
 
•انتقد كبار الفنانين الفن الرقمي لأنه لا يعتمد على أسس الرسم المعتادة، ما هو تعليقك؟ 
كل فنان عظيم أسس وابتكر حركة ومنهجا جديدا قوبل بالنقد بحجة أنه لم يعتمد أسس الفن المتوارثة، وبرأيي أن ما نستخدمه من أدوات فنية ما هو إلا وسيلة لترجمة أفكارنا، فلا ينبغي أن نقتل إبداعنا فقط لأن هذا الأسلوب وهذه الطريقة لم تستخدم سابقا. والفن هو الحلبة الوحيدة التي تمتلك قوانين وحرية مطلقة للإبداع والابتكار.
 
•من هي المرأة الأكثر حضورا في لوحات "FidaART"؟
سابقا تصدرت لوحاتي قدامى الممثلات، وعارضات أزياء عالميات، لكنني قررت أخيرا أن أبتكر صورا خاصة بي من تصوير عامر السعد، والموديل صديقتي، دانة الدوسري، لأثبت أننا جميعا كبشر نتشابه في المشاعر، ولنصل لتلك الحالة من النجاح والإنجاز والرضا. فالمرأة في لوحاتي إنسانة تسعى جاهده لتتعرف إلى ذاتها، لتتغلب على كل العقبات النفسية والاجتماعية. 
 
•ما الذي يحتاج إليه هذا النوع من الفن، وبم تفسرين الانتشار الواسع لدور العرض؟
يحتاج إلى حرية أكبر في التعبير، وخاصة للشباب، ومعارض متخصصة تفصله عن الفنون الأخرى حتى يوظف بصورة جيدة. أما بالنسبة للانتشار الواسع للمعارض، ففي السابق كانت المعارض على قلتها تركز على الفنانين المخضرمين دون الشباب، لكن أخيرا أدرك أصحابها أنه لا بد من الخضوع لرغبة الأغلبية، وهم الآن الشباب الذين أصبح الفن يلقى اهتمام أغلبيتهم حتى يضمنوا حضورا أكبر.
 
•ما المعارض التي شاركت فيها محليا ودوليا؟ وأيهما حفزك أكثر؟
أولى مشاركاتي كانت في معرض الفن والأزياء الأول، وفزت بأفضل مصمم غرافيك، رغم وجود شركات كبيرة ومحترفة، ومعرض جامعة الملك فيصل. وإقليميا شاركت في معرض بالكويت، ودوليا كان لي حضور في معرض بالمكسيك لغاليري خاص، وآخر بهولندا لمجلة الأرت الهولنديه للفنون، إلى جانب معارض لمجلات متخصصة. كما أقمت معارض أخرى خاصة بأعمالي. والحمد لله وجدت أعمالي إقبالا عالميا من السفراء والموظفين الدبلوماسيين، الذين كانوا حريصين على الدوام على متابعة أعمالي والتعليق عليها، بل إن بعضهم كان يصر على حضور منزلي والوقوف على ما أقتنيه من أعمال. 
 
تابعوا الحوار كاملا مع مجموعة من الصور مع "هي" في عددها رقم 239.