سيدة الأعمال القطرية عائشة الفردان لـ"هي": دوري كزوجة وأم أقرب الأدوار إلى قلبي

في هذا الحوار الموسع والخاص بـ "هي" نتعرف عن قرب على سيدة الأعمال القطرية عائشة الفردان، التي كانت لها بصماتها الواضحة في خدمة شركة الفردان العائلية الشهيرة في قطر، كما كان لها دور بارز في خدمة سيدات الأعمال القطريات باعتبارها نائب رئيس مجلس إدارة سيدات الأعمال القطريات، وتمنت على على المرأة الخليجية أن تستفيد من الفرصة الكبيرة التي يوفرها الانفتاح المتسارع الذي تشهده المجتمعات الخليجية تجاه المرأة، والرفاه الاقتصادي في دول الخليج وقطر تحديدا، وأن تحاول البناء المستدام من أجل المستقبل، وليس فقط العمل من أجل اللحظة.
 
حدثينا بداية عن رابطة سيدات الأعمال القطريات ودورها وتأثيرها في حياة ومستقبل سيدات الأعمال، وما أهم ما تقدمه لهن ولبلدهن؟
أعتقد أن الحديث عن رابطة سيدات الأعمال القطريات مرتبط مباشرة بتاريخ قطر الحديث ونهضتها. ولدت الرابطة قبل عقد من الزمن من وحي الحاجة والضرورة قبل أي شيء آخر، والهدف منها كان وما يزال هو تعزيز دور المرأة القطرية ومشاركتها الفعالة في النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها قطر. قبل ذلك الوقت كانت المرأة في قطر تتلمس طريقها في المجتمع، وكانت القيود الثقافية والاجتماعية تحد من قدرتها على لعب دورها كشريك حقيقي للرجل في العمل، لكن الرؤية الحكيمة التي تمتعت بها قيادة هذا البلد وضعت المرأة على رأس أولوياتها، وتضمنت رؤية قطر 2030 خطة للنهوض بالمرأة، وتعزيز مشاركتها، ولهذا السبب نعتبر الدور الأساسي للرابطة توفير إطار عملي من البرامج والمبادرات والمشاريع التي تمنح المرأة القطرية ما تحتاجه من خبرات ومعارف وفرص، وهو ما يسهم في تحقيق هذه الرؤية.. نعرف بأن الطريق لا يزال طويلا، لكننا في الوقت ذاته بدأنا اليوم نرى فعلا ثمار هذا المشروع، وهي تتحقق، فالمرأة القطرية اليوم تحظى بفرصتها في التعليم الممتاز والعمل على قدم المساواة مع الرجل، وهي تتبوأ المناصب الإدارية الكبرى، وتحصل على ما تحتاج إليه من تدريب وتشجيع وتطوير، ونستطيع القول بكل فخر، إنها أيضا أثبتت تفوقها في شتى المجالات، وخصوصا في مجال التعليم، سواء في قطر أو على مستوى المنطقة كلها. 
 
ماذا عن "الملتقى الدولي الرابع لسيدات الأعمال"، الذي استضافته الدوحة في نوفمبر الماضي برعاية إعلامية من مجلتنا "هي"؟
بات الملتقى أحد أهم مشاريع الرابطة، وربما يكون أحد أهم الفعاليات الاقتصادية المتعلقة بالمرأة على المستوى الخليجي والعالمي. وبمناسبة عامه الرابع نعتقد بأنه أسهم بشكل كبير في تطوير خبراتنا، وتمتين علاقاتنا مع الجهات والشخصيات المشاركة، كما أنه أسهم في تطوير شبكة الرابطة، ورفدها بمزيد من الفرص والمشاريع كل عام. إن أحد أهم الدلائل على نجاح الملتقى هو ما يحظى به من مشاركة متزايدة وتغطية إعلامية كبرى، إضافة إلى مستوى الشخصيات المشاركة فيه وطبيعة الموضوعات والمحاور التي يتناولها. وتناول الملتقى هذا العام عددا من المحاور المهمة، ومنها دور العامل الإنساني في  عالم الاقتصاد والأعمال، وأساليب القيادة الفاعلة للشركات والمؤسسات، وأهمية تشجيع ودعم الريادة والابتكار، وتضمن أيضا حفل الإعلان عن جائزة قطر لسيدات الأعمال لعام 2013.  كما ترون إنها فعلا مناسبة كبيرة جدا بالنسبة لنا، وبذلنا كل جهدنا لنكون على قدر هذه المسؤولية.  
 
ما المحطات الرئيسة في حياتك على المستوى الشخصي والعملي؟ وهل من مصاعب واجهتِها في مشوارك؟
هناك العديد من المحطات المهمة في حياتي، ويتداخل فيها الشخصي مع العملي بشكل كبير، لا بد أن أبدأ بدور عائلتي التي أعتز بما قدمته لي على المستوى الشخصي والعملي، وخصوصا والدي الذي أعتبره مدرسة كبيرة لنا في مختلف مجالات الحياة، وأعزو له الدور الأكبر في بناء المصداقية والسمعة التي نتمتع بها اليوم. وبالقدر نفسه أنا ممنونة لما أكرمني الله به في زوجي وأولادي، وهي أهم المحطات الشخصية بالنسبة لي، وما زلت أعتبر دوري كزوجة وأم أقرب الأدوار إلى قلبي. 
 
على المستوى العملي أذكر وظيفتي في البنك التجاري القطري مع كل التحديات والمصاعب التي واجهتها فيها، سيما وأنني كنت خريجة جديدة والجامعات لم تكن تؤهل الطالبات بما يكفي من التجربة العملية، مع ذلك فقد مهدت هذه التجربة لدخولي في عالم الأعمال، وأهلتني لفهم أسس الاقتصاد والمال، ومنحتني الفرصة للاختلاط بسيدات المجتمع القطري بشكل مباشر. انتقلت من العمل في البنك التجاري إلى عالم السيارات، وكانت تلك خطوة غريبة بعض الشيء، إذ لم يكن من المعتاد خوض امرأة قطرية هذا المجال، ولكني صممت على النجاح في ذلك، واعتبرته تحديا آخر لي. أما عشقي وغرامي الحقيقي، فهو العمل في مجال اللؤلؤ الطبيعي. 
 
أن تكون فردا من أفراد عائلة الفردان يعني أنك تفهم بشكل طبيعي عالم التجارة والأعمال، ونحن تربينا منذ الصغر بين تجار، والتاجر يدرك تماما أنه سيواجه من العثرات والفشل بقدر ما سيواجه من النجاح والتوفيق. كان والدي يربينا على ذلك منذ الصغر، أي على اعتبار الفشل فرصة للتعلم والبدء من جديد. 
 
في معارضكم ماركات فاخرة وثمينة ونادرة، وأنت بالتأكيد تضيفين لمساتك الأنثوية إليها، فهل تشاركين في اختيار قطع محددة لتلك المعارض، خصوصا عندما تزورين الشركات الشهيرة وتشاركين في المعارض العالمية؟ 
هي ربما إحدى الميزات التي تتمتع بها عائلتي، وهي مشاركة الجميع في الرأي واتخاذ القرار. نعم أستطيع القول إنني ساهمت أحيانا في الاختيار، وأضفت لمستي الخاصة في بعض الأحيان، وكان والدي وإخوتي يستمعون دائما لرأيي، إضافة إلى أنني عملت بشكل مباشر على التحضير لإطلاق جاليري اللؤلؤ الطبيعي، وهو يشكل إرثا عائليا مهما، وهو أكثر المعارض التي يعتز بها والدي.  
 
هل صحيح أن منتجاتكم وماركاتكم لفئة محددة، أو بالأصح لسيدات ورجال الطبقة الراقية فقط؟ 
لا يمكن القول ذلك تماما، فقطر هي إحدى أعلى دول العالم من حيث متوسط دخل الفرد، وهي أحد أكبر المستهلكين لمنتجات الرفاهية على مستوى العالم، وتسعى مجموعة الفردان والعلامات التجارية التي تقدمها لتلبية الطلب على هذه المنتجات، لكنها لا تقتصر بالتأكيد على الطبقة الراقية، بل تحاول دائما تنويع ما تقدمه، لا سيما أن جميع علاماتنا التجارية توفر مستويات مختلفة من المنتجات تناسب شرائح مختلفة من المجتمع. 
 
كيف هي طبيعة العلاقة بينك وبين القياديين في شركتكم؟ وهل توجد قياديات نسائية فيها غيرك؟ وهل لمست أي حساسيات أو غيرة من القياديين العاملين في شركتكم؟
نعم بالتأكيد لدينا قيادات نسائية في شركاتنا، لكني لم ألمس أي حساسية من هذا النوع أبدا، على العكس أستطيع القول، إن الكثير من العلاقات والذكريات الطيبة تجمعني مع السيدات اللاتي عملت معهن، وقد لمست لدى الكثيرات مستوى عاليا من الكفاءة والحرفية والمهنية، فضلا عن الاحترام واللباقة في التعامل. 
 
تابعوا الحوار كاملا في العدد رقم 238 من مجلة هي لشهر ديسمبر.