الفنانة التشكيلية البحرينية أمينة العباسي لـ"هي": المرأة في لوحاتي رمز للقوة والنضج والجمال

رغم تخصصها في إدارة الأعمال وعملها في أحد البنوك البحرينية الاستراتيجية، أرادت الفنانة التشكيلية البحرينية أمينة العباسي، عضوة جمعية البحرين للفنون، تحقيق حلم الطفولة بالتفرغ للفن، وسخرت كل إمكاناتها له، وطورت أسلوبها، مازجة بين الحاضر والماضي، فاستلهمت لوحاتها من موضوعات تراثية من الثقافة العربية، وقدمتها بشكل عصري أكسبها ميزة نالت إعجاب جمهورها. 
 
متى اكتشفت موهبتك؟
لطالما كان الفن بالنسبة إليّ ملجئي لكسر الروتين منذ أيام الطفولة في المدرسة وحتى أصبحت مصرفية في أحد البنوك الاستراتيجية في البحرين، ولم أتوقع في يوم من الأيام أن أصبح فنانة تشكيلية، وأدير أعمالي بنفسي. وحبي للفن اكتشفته منذ الصغر، لكن هناك من منحني الثقة في أعمالي، والدافع لعرضها، وتأسيس مشروعي، وهو زوجي. وفي بداياتي كنت أرسم في المنزل، وأعطي لوحاتي كهدايا ولم أفكر في عرضها، وعندما شاركت في أحد المعارض الجماعية في البحرين لاحظت الإقبال على أعمالي، ما ساعدني على بناء الثقة بنفسي، ومنها انطلقت من هاوية إلى محترفة. وتركت عملي في القطاع المصرفي، وبدأت العمل في مشروعي الفني منذ سنتين، لأنني لاحظت أن عملي الفني يقدم لي اكتفاء ذاتيا معنويا وماديا أفضل من عملي في البنك. وافتتحت أخيرا الجاليري الخاص "أمينة جاليري".
 
حدثينا عن طبيعة أعمالك الفنية؟
المزاوجة بين الماضي والحاضر أكثر ما يحبه الناس في عملي، ويجذبهم إليه، فحرصت على أن أقدم منتجا يجعل القديم جديدا والممل أنيقا. ومن المدهش رؤية تمسك الناس بالجذور والتاريخ رغم تأثير العولمة في أفكارنا ونمط عيشنا، لذلك ركزت على إبراز الفن المعاصر الممزوج بلمسة تقليدية. كما أحرص على ظهور المرأة في العديد من لوحاتي، لأنها رمز القوة والنضج والجمال. علما أنني أخفي ملامح الوجه في اللوحة، لأنني لا أحب أن أشخص اللوحة، كما أن الملامح تحجب الأفكار الأساسية في اللوحة، فيصبح التركيز على الملامح، ويتلاشى التركيز على الملابس التقليدية أو المجوهرات مثلا أو الفكرة ككل. وأعتقد أن الفن يصلح أن يكون علاجا نفسيا، وقد يساعد في التغلب على الكآبة. وبالنسبة لي هو مطهر للأفكار. 
 
ما الخطوات التي يتخذها الفنان المحترف قبل تنفيذ عمله الفني؟
أولا لا بد من التأكد من الفكرة، والتأمل والبحث، والشعور بالرغبة لدى تنفيذ العمل. ورسم اللوحة برأيي كتحدي الخيال، حيث تبدأ بمبارزة بين الخيال والفنان، وتنتهي بلوحة جميلة قد لا تكون هي الفكرة الأساسية نفسها، وإنما مطورة عنها. 
 
ما المعارض التي شاركت فيها؟ وهل لك معارض خاصة؟
افتتاح معرض "أمينة جاليري" في مجمع الريادات في البحرين. ومعرض Loud Art في الخبر باالسعودية، ومعرض فردي في ميزون بوم بالرياض، ومعرض "نور دبي" تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتعاون مع "كرستيز"، في دبي، ومعرض فردي في الدوحة "مركز سوق واقف للفنون"، ومعرض الفنانات التشكيليات البحرينيات السنوي في متحف البحرين الوطني.
 
يتهم الرسامون والفنانون التشكيليون بالفوضوية وعدم النظام في ورشاتهم وحياتهم، هل ينطبق عليك ذلك؟
أقر بذلك، لكن فقط من ناحية الفن والرسم، ولا ينطبق على حياتي وطريقة تعاملي مع الأمور، فأنا نظامية ولا أحب الفوضى، وطريقتي في المرسم يمكن أن تكون فوضوية، لكن اللوحات التي أرسمها ليست كذلك. 
 
ماذا تشمل أعمالك؟ 
أردت أن أنشر رسومي بطرق مختلفة، وفكرت في البداية بطبعها بتقنية الليزر على أغطية للأجهزة الخلوية. والمبدأ الذي سعيت إليه كان "السير والقطعة الفنية في قبضة يدك". وكذلك أطبع بعض لوحاتي على مخدات تدخل في الديكور المنزلي، ومنها تطرقت إلى بعض القطع المنزلية، ومازلت في تجارب استخدام لوحاتي على أشكال واستخدامات مختلفة، ولاحظت إقبالا كبيرا على هذه الأعمال.
 
حدثينا عن تعاونك مع متجر هارودز في لندن. 
متجر هارودز الشهير في لندن كان يبحث عن منتج  فيه من التراث الشرقي والخليجي تحديدا، نظرا لكثره زواره من الخليج، فتم التواصل معي على اقتناء بعض منتجاتي، ومنها أغطيه الهواتف الخلوية التي تحمل صور لوحاتي، وكذلك مخدات مطبوعه عليها لوحاتي، وهذه المنتجات موجودة حاليا في جميع مدن ودول الخليج.
 
ما المشاريع التي تطمحين إلى تنفيذها في المستقبل؟
معارض عالمية لتعريف الناس إلى تاريخنا الخليجي الغني، وعكس الصورة الطبيعية للمرأة الخليجية العاملة والطموحة.