الشيخة الدكتورة هند القاسمي في حوار خاص بـ"هي": أولادي هم إنجاز العمر وأرى فيهم طفولتي وشبابي

عندما حصلت مجلة "هي" على موعد لمقابلة الشيخة الدكتورة هند القاسمي في منزل إحدى صديقاتها في العاصمة أبوظبي، حيث ستتناول الغداء مع شقيقتها الكبرى الشيخة "موزة" وعدد من الصديقات المقربات، كان الأمر بمنزلة تجربة مختلفة، لنكتشف كم أن هذه الإنسانة رائعة، فهي استثنائية بجميع المقاييس، في تعاملها وتحاورها مع الآخر، ولها شخصيتها المتفردة، وأسلوبها الخاص.
 
من هي الشيخة الدكتورة هند القاسمي؟
أنا سيدة بسيطة، كافحت لتبني نفسها حتى صنعت اسما في عالم المال والأعمال تخطى حدود دولتها الإمارات، التي كان لها فضل كبير فيما وصلت إليه من نجاحات، بعد الله سبحانه وتعالى، بما قدمته لدعم المرأة محليا وإقليميا ودوليا، متسلحة بشهادتي التي كانت تنفيذا لوصية أمي، رحمها الله، فقد كانت تقول لي ولإخواني تعلموا، فهذا هو الشيء الوحيد الذي سينفعكم. ونحن ثمانية إخوة وأخوات، (ولدان و6 بنات)، موزة وحميد وأنا وهدى وجمال وحكمت وأميمة وميسون.
 
أي من اللقبين أحب لقلبك وأذنك الشيخة أم الدكتورة؟
أحب الثلاثة. (قالتها ونظرت لعيني التي اتسعت متسائلة عن اللقب الثالث .. لتبادرني وبسمة في عينيها وعلى وجهها) الثالث هو "هند"، فمع بعض الأشخاص القريبين إلى قلبي أحبهم أن ينادونني هند، وبعض آخر لا بد أن يسبق اسمي الشيخة عندما ينادونني، وآخرون أحرص وأصر على أن ينادونني الشيخة الدكتورة هند، لأني شيخة بالأصل، ودكتورة بالاجتهاد، و"هند" اسمي، ووصلنا إلى عمر وخبرة تمكننا من فهم الشخص الذي أمامنا، وما يضمره لنا من حب واحترام أو العكس، فالبعض قد لا يفهم أن تبسطك معه تواضع، ساعتها لا بد من أن التذكير، فالذكرى تنفع المؤمنين.
 
ماذا تتذكر الشيخة الدكتورة هند من طفولتها؟
لا أحب ان أتكلم عن هذه الفترة، لأن فيها ذكريات جميلة، وفيها ذكريات مؤلمة، فكل فرح دائما يتواكب معه ألم، أتذكر وفاة شقيقي أحمد الصغير عندما صدمته سيارة أمام منزلنا، وكلما تذكرته، أبكيه وأبكي كل الأحباب الذين رحلوا، وأفتقدهم كثيرا هذه الأيام، أتذكر والدي، رحمة الله عليه، الذي توفي في السبعينيات، في بداية الاتحاد، وأنا صغيرة، فلم أشبع منه، وكان تاجر ذهب، لذلك كنا من الميسورين، والحمد لله نشأنا وتربينا على العز والوفرة، وكنا نذهب إلى مصر ولبنان في الإجازات، وأفادنا السفر ووسع مداركنا، وكان والدي قد خصص سيارة بسائق، من أجل نقلي وإخواني إلى المدرسة، إضافة إلى الفتيات المقربات مني ومن أختي موزة، وكنا نعتبرها رحلة مسلية، نتبادل فيها الأحاديث ونتكلم عن أحداث اليوم السابق، ونضحك.. كانت أياما جميلة، وكنا بعمر الزهور، لا شيء يشغل بالنا سوى مدرستنا ودراستنا وأهلنا.
 
هل كنت تلميذة مجتهدة أم شقية؟
كنت مجتهدة ومن الأوائل، لكنني كنت شقية أيضا، وأتصرف عندما لا يعجبني موقف.
 
موقف مثل ماذا؟
إحدى الطالبات تشاجرت معي، وتربيتنا تمنعنا من التطاول على الآخر، أيا كان السبب وحتى الحين، وكانت تقف مع أخريات تحت شجرة، ونظرت إلى الشجرة فلمحت خلية نحل، فضربت تلك الخلية، وهربت، وقام النحل بلسع تلك الطالبة، التي توجهت باكية إلى داخل المدرسة، وهي مطاردة من النحل، الذي أشبعها لسعا في وجهها وكفيها، وساعتها أحسست أنني أخذت حقي، وأن الرد كان مناسبا جدا.
 
كيف سارت رحلتك التعليمية؟
أكملت دراستي الثانوية، وبعد ذلك اتجهت للدراسة في الخارج، إذ لم تكن جامعة الإمارات قد بدأت فيها الدراسة بعد، وحصلت على ليسانس آداب في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية من دولة الكويت في عام 1980، لكن الغربة ودراستي في الكويت كانا عاملين مهمين في تشكيل شخصيتي، وأفاداني كثيرا مع أبناء وبنات جيلي الذين كانوا معي في تلك الفترة، وتعرفنا إلى تجارب لم تكن مألوفة أو معروفة عندنا، ومنها وجود لافتات الليبراليين إلى جانب لافتات الإسلاميين في الانتخابات الطلابية التي كانت تتم بديمقراطية، وهو ما وسع أفقنا، وزاد وعينا، وبعد ذلك حصلت على ماجستير الاجتماع من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1992، وبعدها أكملت حتى حصلت على الدكتوراه في الاجتماع من الجامعة ذاتها عام 1996. علما أنني بعد تخرجي في جامعة الكويت في علم الاجتماع، حصلت على منحة لدراسة الماجستير، وآنذاك كنت اعتبر الليسانس آخر المطاف، فعدت للإمارات، وعملت بوظيفة اختصاصية اجتماعية، ثم وكيلة مدرسة وبعدها مديرة مدرسة، ومنها انتقلت إلى إدارة تنسيق المكتبات، وفي هذه الفترة أخذت تراودني فكرة الماجستير، فاستقلت من الوظيفة، وسافرت إلى مصر، ودرست الماجستير والدكتوراه، ثم عملت لفترة بوظيفة خبيرة تربية وتعليم، وشاركت في عدد من الأعمال التطوعية، ومنها مجلس سيدات الأعمال في الشارقة.
 
تابعوا الحوار كاملا في العدد 237 من مجلة هي  لشهر نوفمبر 2013.