الدكتورة والباحثة السعودية ملاك عابد الثقفي تحدث "هي " عن أحلامها

 
بوسطن: منى سعود سراج
الطبيبة والباحثة السعودية ملاك عابد الثقفي من مواليد مكة المكرمة، قادها نبوغها وهي في مراحلها الأولى إلى أن تصبح من أميز الأطباء تنوعا في الخبرات والبحوث العلمية، وحصلت على الزمالة الأميركية الوحيدة في العالم العربي في الأمراض الجزيئية الجينية والوراثية. وهي أول سعودية تقبل في زمالة أمراض وأورام الجهاز العصبي بجامعة هارفارد بمنحة كاملة، ولها إسهامات متعددة في مجالات طبية متنوعة، مثل طب نقل الدم، وعلم الأمراض الجراحية، وأمراض الدم، كما نشرت لها أبحاث وأوراق علمية في دوريات علمية محكمة، ودرَّست في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا ـ سان فرانسيسكو وجامعة جورج تاون وهارفرد.
 
دكتورة ملاك مسيرة علمية وعملية حافلة.. 
الحمد لله في فترة قصيرة نسبيا بعد التخرج في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، وفقت في القبول والعمل في أعرق المستشفيات والجامعات الأميركية مثل جورج تاون في التخصص العام في علم الأمراض الجراحية والإكلينيكية، والحصول على بوردين أميركيين، وزمالة الأورام والأمراض الجراحية، وزمالة الأمراض الجينية الجزيئية، والبورد الأميركي فيها من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، وأخيرا زمالة أمراض الجهاز العصبي وأورامه من هارفرد، إضافة إلى الماجستير في الإدارة الطبية من جونز هوبكنز، والتحضير لماجستير آخر من الجامعة نفسها في الأبحاث الإكلينيكية والصحة العامة، كل ذلك التعب والإصرار على الالتحاق بمراكز ومستشفيات قمة عالمية جعلني أصل إلى مرتبة متميزة في جامعات عالمية، وأيضا أكسبني الاحترام والثِّقة في المجتمع العلمي، ومكنني من تحقيق هدفي في نهل الخبرة والعلم من خيرة خبراء العالم.
 
وأين أنت حاليا؟ 
أنا حاليا في بوسطن طبيبة زميلة وباحثة في علم أمراض الجهاز العصبي وأورامه والجينات الجزيئية، وأعمل في برنامج يضم 4 مستشفيات، هارفرد، وكلية الطب Brigham &women’s, Boston children’s Hospital, Mass Eye & Ear ،BID.
 
برأيك هل تنتهي آمال وطموحات العالم بمجرد نشر أبحاثه في دوريات ومجلات علمية؟
آمال وطموحات أي عالم أو باحث ليس لها حدود، ونشر الأبحاث هو وسيلة فقط لتوثيق عمل الباحث في الأوساط العلمية، وهو ما ساعدني على الالتحاق بأهم الجامعات، ودوما كنت أعمل جاهدة لتحقيق هدفين الأول: الالتحاق بجامعات قمة في الزمالة، والحصول على دعمها المادي والبحثي. والثاني: اكتساب المهارات البحثية لأكون طبيبة باحثة حقيقية. وطبعا طموحي لا يقف عند نشر أوراق علمية، بل أن تطبق ويستفيد منها المرضى، ونشر ثقافة البحث العلمي وإتاحتها للجميع. 
 
كيف تقيمين حصولك على بورد في علم الأمراض الجزيئية الجينيه والوراثية Molecular Genetics Pathology؟
الحمد لله هو حلم بعيد وتحقق، وهو من التخصصات الدقيقة للجمعية الأميركية للوراثة والجينيوم، وثقت شهادته في البورد عام 2001، وأذكر أنه حتى عام 2011 كان هنالك 9 أشخاص في العالم ممن يحملون هذا البورد، حسب موقع البورد الأميركي للجينات ABMG، وأفخر أنني العربية الوحيدة الحاصلة عليه بشهادة أساتذتي في جورج تاون.
 
ما الفرق بين عملك كباحثة وطبيبة؟
عملي كطبيبة يكمل عملي كباحثة، فوجودي بالمستشفى كثيرا ما كان يلهمني بالأفكار البحثية التطبيقية الإكلينيكية، ويجعلني ضمن الفريق الطبي لتصميم دراسات علاجية أو نقلية.
 
اختيارك رئيسة للأطباء المقيمين عام 2009 في جورج تاون تجربة لا بد أنك وقفت عندها، كيف تقيمينها؟
الحمد لله تم اختياري رغم أنني كنت أصغر الأطباء سنا، لكن الثقة من مديرة البرنامج ورئيس القسم جعلتني مسؤولة عن العملية التعليمية، ووضع المحاضرات ومخاطبة أساتذة زائرين، وتخصيص ساعة يوميا للتدريس، وهذه التجربة بلا شك صقلت شخصيتي القيادية، ومن خلالها أكملت عمليا ما كنت أدرسه جزئيا في إدارة الأعمال. إضافة إلى أنها أكسبتني ثقة كل الأطباء المتدربين، رجالا ونساء، وما زالوا يذكرونني بالخير.
 
ما التكريم الأهم في حياتك؟
مقابلة خادم الحرمين الشريفين عام 2010م، أثناء استقباله للأطباء السعوديين وإلقاء كلمة عنهم. 
 
صفي لنا شعورك وأنت تستقبلين خطاب الشكر من الرئيس الاميركي باراك أوباما؟ 
كانت سعادتي لا توصف، وذلك نظير ما حققته بعد أن أكملت الماجستير من جامعة جونز هوبكنز بتفوق، وحصولي على البورد الأميركي من جامعة جورج تاون، إضافة إلى نشري نحو 4 أو 6 أوراق علمية.
 
برأيك ما الذي يعيق قيام مراكز بحثية متخصصة في العالم العربي عموما، والمملكة تحديدا؟
أولا هذه هي المعضلة، نحن تنقصنا ثقافة البحث العلمي، وهذا ما أحاول إيصاله دوما عبر وسائل التواصل الاجتماعية. أما بالنسبة للسعودية، فليس فقط المشكلة في عدم وجود مراكز بحثية، وإنما في كثرتها وتشتتها، لذلك لا بد من استقطاب الموارد البشرية والمادية، وحصرها في مراكز قليلة، وجمع الأطباء والعلماء والمهندسين وخبراء الإحصاء والكومبيوتر والطلبة لإنجاحها، خاصة إذا علمنا أن الأبحاث الطبية الحديثة معقدة جدا، وتحتاج إلى تخصصات عديدة متداخلة، ونحن مازال ينقصنا كثير من الخبراء والخبرات.
 
ما الذي يميز علم الجينيوم؟
كطبيبة أجد أن الطبيب الحقيقي من له فهم بتشريح ووظيفة وكيميائية العضو أو الأعضاء المختص بها، ليستفيد من ذلك في علاج مرضاه، وقريبا جدا سنجد بيد كل مريض خريطته الجينية طالبا منا تشخيصه وعلاجه على أساسها، وعندها لن تكون ممارسة الطب التقليدي مقبولة.
 
من هو الجندي المجهول الذي كان خلف نجاحاتك؟
والدتي، أطال الله في عمرها، هي داعمي الأكبر، وهي كل جنودي.
 
كيف تقيمين تجربة دخول المرأة السعودية مجلس الشورى، وهل نجد ملاك عابد يوما ما هنالك؟
لا بد أنها تجربة سيسجلها التاريخ للمرأة السعودية بمختلف تخصصاتها، فهي أمانة وعلى كل من ارتضت ذلك التكليف أن تتحمل تلك الأمانة ومسؤولية إيصال صوتنا وأفكارنا وهمومنا. وبالنسبة لي أرى نفسي في مجلس، لكنه مجلس علمي وبحثي متخصص يستقطب شباب وشابات الوطن، يكون بمنزلة نواة علمية لمشاريع وأبحاث من أموال الوطن وأهله لأجل الوطن.
 
بماذا تحلم ملاك على المستوى الشخصي؟
أن أكوِّن عائلة صغيرة متحابة تعيش في سلام، وأن أنقل ما تعلمته إلى وطني، وأن أترك خلفي إرثا علميا يستفيد منه كل فرد. 
 
تابعوا الحوار كاملا في العدد 236 لشهر أكتوبر 2013.