عدنان الكاتب يحاور القيادية الإمارتية الشابة منى بن كلي

حوار: عدنان الكاتب Adnan ALkateb 
منى بن كلي مثال للشابة الإمارتية القيادية التي خطت بهدوء وثقة نحو التألق والتميز، وعززت مكانتها ووجودها بالنجاح في كل المناصب القيادية التي تقلدتها، وهو ما أهلها لتسلم رئاسة المكتب الثقافي الذي أسسته أخيرا الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، لتعزيز دور الكفاءات النسائية الإماراتية وإبراز إمكاناتها للنهوض بالعملية التنموية في ودفع عجلة التطور إلى الأمام.
 
"هي" تسلط الضوء من خلال هذا الحوار الموسع، على مسيرة هذه القيادية الشابة، ورؤيتها للمستقبل، وخططها للنجاح في المنصب الجديد.
 
بدية كيف تلقيت خبر القرار الذي أصدرته الشيخة منال بنت محمد، بتأسيس مكتبها الثقافي وتعيينك مديرة له؟
 
للشيخة منال دور ريادي في دعم الفنون ونشر ثقافتها، وإنجازاتها في هذا المجال غنية عن التعريف، فهي تواصل طرح المبادرات الثقافية والفنية البناءة، وتأخذ بأيدي المواهب الإبداعية الشابة وتسلط الضوء عليها في المجتمع المحلي والمحافل الدولية، وإن تأسيسها مكتبا ثقافيا يعنى بالشؤون الفنية والثقافية، خير دليل على اهتمامها الكبير بالفن والثقافة، ويشجع الكثير من الشخصيات على الحذو حذوها في مجال رعاية الفنون، ويسعدني جدا أن تمنحني كامل الثقة لتولي هذه المهمة.
 
حدثينا عن منصبك الجديد وطبيعته وخططك لتفعيل مبادرات الشيخة منال ومشاريعها الثقافية والفنية على المستوى المحلي والدولي؟
 
يشكل منصبي الجديد تحديا كبيرا بالنسبة إلي، ويندرج ضمن شؤون المكتب الثقافي وضع الخطط الاستراتيجية لإدارة البرامج والمبادرات التي تنطلق برعاية الشيخة منال، كجائزة الفنانين الشباب، وجائزة الرسامين الصغار، وبرنامج التبادل الثقافي، والمنح الدراسية والمعارض الفنية، إضافة إلى عدد من الدورات الفنية والثقافية، واستضافة معارض فنية عالمية، وإن المكانة التي اكتسبتها مدينة دبي كمركز فني وثقافي عالمي حافل بالتظاهرات الفنية التي تجري على مدار السنة تتطلب منا العمل دون توقف للحفاظ على هذا التميز.
 
بين فترة وأخرى تطالعنا بعض الجهات بمسابقات لاختيار الأفضل في مجالات فنية وثقافية كثيرة. ما الذي يميز مسابقة الشيخة منال عن غيرها؟
 
جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب محور أساسي من محاور الفن في الدولة، ولها أهمية خاصة في تسليط الضوء على الفنانين الواعدين الشباب في دولة الإمارات، باعتبارها منبرا لسبر مواهب الفنانين، حيث تمنح فرص التعبير الفني عبر فئات الفنون المعاصرة المختلفة باستخدام التقنيات المتنوعة والأفكار المبتكرة، وإن الإقبال المبهر على الجائزة على مدار السنوات السبع الماضية يشير إلى القيمة الفنية العالية التي تحوزها في تعزيز المشهد الفني في الدولة، وضمان تنمية المواهب الفنية الشابة، ودفعها نحو مزيد من التطور والإبداع في شتى مجالات الفنون الجميلة.
 
رافقت الشيخة منال في معظم مراحل حياتها. حدثينا قليلا عنها وعن حياتها وصفاتها كامرأة وأم وزوجة، وكقيادية،و كابنة للشيخ محمد بن راشد صانع نهضة دبي؟
 
يشرفني أني عملت عن قرب مع الشيخة منال وفريق عملها المتميز لما يقارب عشر سنوات، فهي إحدى الشخصيات التي أحتذي بها، وبصماتها الإنسانية تعكس شخصيتها المعطاءة والمتفانية في خدمة الوطن في شتى المجالات، وبالأخص في ما يتعلق بدعم مكانة المرأة في الصفوف القيادية، ودورها الريادي في مجال الفنون والعمل الخيري، ويتجسد ذلك بصورة واضحة في مختلف المبادرات التي تطلقها باستمرار، وتملك الشيخة منال رؤية مستقبلية ثاقبة ورثتها عن أبيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فهي امرأة قيادية بكل معنى الكلمة، ومن دون شك أم حنون ومثالية.
 
في ظل انتشار المواقع الإلكترونية والفضائيات التي تبث في كثير من الأحيان مواد وصورا لا تتناسب مع قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا. كيف تنظرين إلى مستقبل الثقافة العربية؟
 
أفضل أن أنظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس، ففي ظل قيادتنا الرشيدة نرى كم تولي حكومتنا اهتماما بالمشاريع الثقافية والبناءة، إضافة إلى التطور في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تبث المواد ذات المستوى الجيد، وفي هذا المنظور لا أرى خوفا على مستقبل الثقافة، لأني أؤمن بجيل الشباب الواعي المتحلي بقيم المجتمع العالية والفخور بتقاليده وأخلاقه الكريمة.
 
هل يساهم الإعلام العربي حاليا في تنوير المرأة العربية؟ وهل ثمة تقصير في هذا الجانب؟
 
هناك جهود كبيرة تبذل في مجالات تنمية المرأة العربية، ويقوم الإعلام بنقل صور عن واقع المرأة التي مازالت تواجه تحديات في كثير من القضايا. لقد أسهمت شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءا رئيسا في قنوات الإعلام في بث ونشر المواضيع الحيوية والمهمة، وأصبحت في متناول الجميع، وهو ما يسهم في تنوير وتطوير ليس فقط المرأة، بل المجتمع أيضا.
 
كثيرون وكثيرات يتساءلون عن سبب سيطرة الطاقم الأنثوي على قيادة مفاصل العمل في قطاعات مهمة في دبي، كما يتساءلون عن طبيعة العلاقة بينكن كقياديات أنثوية شابة لا بد أن تحكمها الغيرة أحيانا؟
 
يعتمد قطاع العمل الحكومي على مبدأ تكافؤ الفرص، والمرأة الإماراتية أثبتت جدارتها في قيادة أهم مجالس الإدارة في مختلف المجالات بفضل الدعم الذي تتلقاه من الدولة والمجتمع، وهنا يبرز الدور الكبير لمؤسسة دبي للمرأة تحت قيادة الشيخة منال بنت محمد من خلال طرح العديد من البرامج المهمة والتي تعنى بتفعيل دور المرأة القيادي. أما عن الغيرة، فأنا شخصيا أعتبرها غير موجودة، ويصح القول إنها منافسة إيجابية تخدم مصالح العمل.
 
المرأة الخليجية محاصرة بالعديد من التحديات التي قد تختلف من دولة إلى أخرى. ما تقييمك لواقع ومستقبل المرأة الخليجية؟ وما أهم التحديات التي تواجهها؟  
 
قطعت المرأة في الدول الخليجية أشواطا مهمة، وتمكنت من تجاوز العديد من العقبات، أعتقد أن أهم التحديات التي تواجهها المرأة في كل مكان هي الموازنة بين أسرتها وعملها، وضعف التشريعات في بعض الدول لدعم عملها. ودولة الإمارات سباقة في هذا المجال، وتعمل وبجد لخلق بيئة عمل صحية وإيجابية. وأنا أؤمن وبشدة بالدور الكبير للطاقة الإيجابية التي تنعكس إيجابيا على الجميع في محيط العمل.
 
ماذا تريدين كامرأة خليجية للمرأة الخليجية؟
 
المرأة الخليجية تريد كل شيء، ولكن ما أتمناه هو أن تواصل تعليمها، وتوسع ثقافتها، وتصقل مهاراتها وتؤمن بإمكاناتها وتسعى للأفضل حتى تصل للمستوى الذي تطمح إليه.
 
رغم كل النجاحات التي تحققها المرأة الخليجية، هل أنت مع من يرون أن ذكورية المجتمعات الخليجية تساهم في الحد من قدرات المرأة؟
 
لا أرى ذلك، فالمرأة مشارك أساسي للرجل، ولها دور في صنع القرار، رغم أن الفكرة السائدة تصور المجتمعات الخليجية ذكورية.
 
تابعوا الحوار كاملا في العدد 236 لشهر أكتوبر 2013.