مصمم الديكور السعودي بندر الرميح لـ "هي": السعودية زاخرة بالتراث وأحرص على اللمسة التراثية في أعمالي

 
شبَّ مصمم الديكور السعودي بندر الرميح في مدينته جدة على الولع بالتراث، ونجح في أن يكون مهندس تصميم، رغم أنه درس إدارة الأعمال في الجامعة ليكمل دراسته في لندن، وينال شهادة في التصميم الداخلي، ولشدة عشقه لورق الجدران، احترف هذا الفن، ومن ثم عاد إلى جدة، وفتح مكتبه، ليقدم خدماته للصفوة من المجتمع ومحبي الفن.
 
كيف كانت البداية؟
بدأت مشواري مع الديكور منذ الصغر في بيت الأهل، ورغم أنني من خريجي إدارة الأعمال، لكن حرفة الديكور تمكنت مني، فتفرغت له، وأكملت دراستي بعد البكالوريوس في لندن لأكون قريبا من الفن بكل أنواعه، وحصلت على شهادة في التصميم الداخلي، ولشدة عشقي لورق الجدران بدأت أصممه واحترف فنه، ثم عدت إلى المملكة لأبدأ مشروعي الخاص من خلال مكتبي المتواضع. وأصبحت أول مصمم سعودي يتخصص في هذا الفن. 
 
ما قصة عشقك للتراث؟
حبي للتراث جعلني أطمح دوما إلى أن نعيد تذوقنا للمدن القديمة في السعودية، انطلاقا من تراثنا الحجازي والنجدي، خاصة أن السعودية زاخرة بالتراث، ولا أستطيع تنفيذ أي تصميم حديث إلا بعد أن أضيف إليه لمسة تراثية تكمله وتبث الروح فيه.
 
من أين تستلهم أفكارك؟ وما المكونات الأساسية في أي عملية تصميمية؟
كثيرا ما تلهمني الطبيعة، فهي تأسرني بألوانها وأشكالها، وتؤثر في مزاجي. في التصميم الخطوط والأشكال والألوان والضوء من أهم العناصر عندي، لما لها من تأثير جمالي أخاذ، وعلاج لإخفاء عيوب كثيرة في البيوت، كما هو الحال عند وجود عمود بالقرب من الحائط، حيث يمكن تحويله إلى ركن جمالي باستخدام الإضاءة، إلى جانب أنها تعالج مشكلات المناطق المظلمة، التي لا يدخلها الضوء الطبيعي، وإبراز جمال الإكسسوارات وأشياء أخرى كثيرة.
 
من هو المصمم الناجح برأيك؟
هو من يؤسس معادلاته الديكورية لأي مكان، سواء كان منزلا أو محلا أو مكتبا أو حتى قاعة، انطلاقا من رؤية قاطنيه ومستخدميه، لأن ما سوف يصممه يكون من وحي أفكارهم وماذا يريدون. فأنا أعرض أفكاري، ولا مانع من أن أنفذ ما يحبون، كما لا يمكنني تنفيذ ما هو غير مقنع ولا يتماشى مع توجهاتي. ومن الضروري أن يكون مصمم الديكور لدى تنفيذ أي مشروع جنبا إلى جنب مع المهندس المعماري، فهذا مريح جدا بالنسبة لأي مهندس محترف، وهو يجنب أصحاب المنزل إنفاق الأموال والوقت والأفكار، وخاصة عند إجراء التعديلات، ولأن عملي يتطلب إيجاد أساسات معينة تجرى عند بناء المنزل منذ البدء، وهي تأتي باتفاق بيني وبين المهندس المعماري، فكلانا مكمل للآخر بالمحصلة النهائية.
 
هل تأثرت بمدارس معينة أو فكر أوروبي باعتبارك درست في لندن؟
على الرغم من حبي للطراز الإنجليزي، لكن لا توجد لدي قاعدة أو مدرسة معينة، وإنما فقط مدرستي وأسلوبي أنا شخصيا.
 
لماذا يندفع الناس إلى عالم الحداثة، خصوصا الشباب؟
أولا من أجل معيشة أكثر عصرية، وأكثر سهولة وبساطة، وأقل قدرا من الأثاث، فأغلب الأثاث من هذا النوع من الطراز، الذي يتميز بالخشب الفاتح مع الكروم، إضافة إلى أن هذا الطراز تكثر فيه المساحات الخالية والفراغات التي أصبح ينشدها عدد كبير من المقبلين على تصميم  منازلهم.
 
من خلال تعاملك مع فئات مختلفة من الناس، برأيك هل يمتلكون ثقافة ديكورية؟
أعتقد أن هناك تطورا كبيرا واختلافا في ذائقة الجمهور، فمنذ أن بدأت التعامل مع أصناف وطبقات مختلفة من العملاء، أجدهم اليوم يأتونني وهم يعلمون تماما ماذا يريدون، وهو ما يخفف الضغط عني.
 
ما هي فلسفتك للبيت الأنيق؟
هو ما يشعرني عندما أدخله بأنه مريح، ولو كان بسيطا في أثاثه ومكوناته. بعيدا عن لعبة إظهار الثراء والذوق بمجرد اقتناء أشياء وتكديسها في البيوت، وبلا ضرورة، وهو ما نجده الآن في البيوت الحديثة.
 
ما هو أقرب مشروع إلى قلبك؟
مشروع لمكتب في مدينة جدة العروس، حيث داومت على زيارته ليلا وصباحا، منذ بداية تصميمه وحتى آخر قطعة وضعت في مكانها.
 
ما الخامة التي تفضل العمل عليها؟
أعشق الخشب، وأحرص أن يكون على طبيعته، لأن خامته تشعرني بالتراث والقديم والفخامة.
 
هل لديك بصمة خاصة أو توقيع خاص بك في تصميماتك؟
صممت ورق جدران "إتوال" لمدينة جدة، تمثل الأشياء التراثية والأماكن الشهيرة بها، وأنا بصدد تنفيذها على قطع أثاث لتكون لي توقيعا خاصا بي.