رئيسة التحرير مي بدر

رئيسة التحرير مي بدر تكتب في افتتاحية عدد سبتمبر: روح نحملها في داخلنا حيث نكون

مي بدر
24 سبتمبر 2025

"عزّنا بطبعنا" ليس مجرد شعار لليوم الوطني السعودي، بل هو تعبير صادق عن روح وطن صاغ هُويته من جذوره، وبنى مجده بيد أبنائه، وظل وفيّا لقيمه، وفي الوقت نفسه منفتحا على آفاق العالم ومستقبله. 95 عاما من الفخر والعز والإنجازات، جعلت من السعودية قصة ملهمة تُروى للعالم، وتثبت أن قوتها الحقيقية تنبع من الأصالة، والتطور الذي لا يتزحزح أمام العواصف، ومن تاريخها وجذورها التي حافظت عليها، وجعلت منها قاعدة تنطلق منها إلى العالم. وما "رؤية السعودية 2030" إلا ترجمة عصرية لوعي عميق بالذات، ولإيمان بأن المستقبل لا يُبنى إلا حين نتمسك بأصالتنا، ونحن نحتضن الحداثة.

العدد الذي بين أيديكم من الأكبر في تاريخ مجلتنا.. 340 صفحة كتبنا فيها سيرة وطن يزداد قوة كل عام.. عدد حافل بالقصص، والحوارات، والملفات الخاصة التي تضيء على حاضر السعودية ومستقبلها، وتكرّم تاريخها بأغلفة استثنائية تحتفي بالثقافة والفن والتراث.

المجموعة الأولى من الأغلفة مستلهمة من الفن والتراث السعوديين، وكانت الفنانة القديرة الراحلة صفية بن زقر مصدر إلهام لنا، حيث أعدنا تشكيل مجموعة من لوحاتها الفنية التراثية، وجسّدناها في الاستديو، لنساعد في حفظ التراث والذاكرة الشعبية المتجذرة. واحتفينا بالفنان التشكيلي الدكتور محمد الرصيص، بإعادة تقديم عمله البارز "فرقة الموسيقى الشعبية"، من مطلع الثمانينيات، ليعود اليوم متألقا على الغلاف. كما جسّدنا عملين للفنانة تغريد البقشي: "دوائر النور" و"أبعاد الحرية" في تجربة حسية تفاعلية تستحضر عمق التراث. أما لوحة "ربابة سلمى" للفنانة التشكيلية فاطمة النمر فلم تعد مجرد لوحة، بل صارت غلافا يحكي قصة امرأة وأغنية ستظل دائما في الذاكرة.

واحتفالا بعام الحِرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، وترسيخا لمكانتها بوصفها تراثا ثقافيا أصيلا، وتعزيزا لمزاولتها، وصونها، واقتنائها، وتوثيق قصصها، وحضورها في حياتنا المعاصرة، صممنا غلافا رائعا بمساعدة مجموعة من الحِرفيين السعوديين من "جمعية الحِرف" و"جمعية حِرفة"، وبالتعاون مع دار "بولغري" العريقة، ومجموعة من مصممي الأزياء السعوديين و"جمعية الأزياء"، احتفينا فيه بالممثلة السعودية في فؤاد، صوت الجيل الجديد في الدراما، ونبض الفن الذي يعكس قصص الإنسان السعودي المعاصر. ويضم العدد مقالات خاصة من شخصيات عالمية، وقادة أشهر دور الأزياء والمجوهرات الذين أكدوا أن السعودية اليوم قلب نابض في العالم، ووجهة ملهمة للثقافة، والإبداع، والفخامة.

أخيرا.. لنتذكر دائما أن الوطن ليس أرضا فقط، بل هو روح نحملها في داخلنا حيث نكون.