ستيفانيا فالنتي المديرة العامة لمعهد "مارانجوني"

ستيفانيا فالنتي المديرة العامة لمعهد "مارانجوني": لا نرى مجرد سوق بل حركة حقيقية وصحوة ثقافية

مجلة هي
23 سبتمبر 2025

التحول الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030 لا يعكس التنويع الاقتصادي فحسب، بل يمثل أيضا نهضة ثقافية متكاملة. وأكثر ما يلفت انتباهنا هو قدرة السعودية على الانفتاح على العالم مع الحفاظ على هُويتها المتأصلة.

بصفتي المدير التنفيذي لمعهد مارانجوني، يسعدني من خلال منصبي أن أتابع التحولات التي تعيد صياغة مشهدي الموضة والتصميم العالميين من خلال أصوات جديدة وأسواق واعدة ورؤى متجددة. ومن بين هذه المراكز الصاعدة، تبرز المملكة العربية السعودية كمنصة ديناميكية وسريعة التطور، تمزج بين إرث عريق ورؤية جريئة نحو المستقبل.

إن التحول الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030 لا يعكس التنويع الاقتصادي فحسب، بل يمثل أيضا نهضة ثقافية متكاملة. وأكثر ما يلفت انتباهنا هو قدرة السعودية على الانفتاح على العالم مع الحفاظ على هُويتها المتأصلة. هذه الثنائية، بين الحداثة والتقاليد، هي بالضبط ما يغذي الإبداع في مجالي الموضة والتصميم، وهي ما يجعل من المملكة شريكا ملهما لمعهد مارانجوني.

نحن فخورون بالتعاون القائم بالفعل مع نخبة من المؤسسات والجهات الفاعلة في المملكة. فمن خلال برامج تعليمية مخصصة وشراكات استراتيجية، نلتزم برعاية المواهب المحلية وبناء جسور بين ميلانو وباريس ودبي والرياض. هدفنا لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يتجاوز ذلك إلى الإصغاء والتعلّم والمشاركة في الإبداع. فنحن نرى جيلا جديدا من المبدعين السعوديين الذين لا يتميزون بمهارات تقنية عالية فحسب، بل يضيفون أيضا حسا ثقافيا متفردا يغني الحوار العالمي حول الأسلوب والهُوية.

ومن أبرز ملامح هذا التحول الحضور المتزايد للمرأة في منظومة الموضة. إذ تبرز السعوديات مصممات، ورائدات أعمال، ومديرات، ومفكرات، يسهمن في صياغة مستقبل هذه الصناعة مع الحفاظ على أدوارهن داخل الأسرة والمجتمع. إن رحلتهن ليست تقليدا، بل تمكينا متجذرا في الأصالة. ونحن في معهد مارانجوني نحتفي بهذا التحول، ونفخر بدعم الطالبات والمهنيات السعوديات اللواتي يرسمن معايير جديدة للتميّز.

ومع استمرار تعاوننا مع المملكة، نفعل ذلك بتقدير عميق وإعجاب صادق. فنحن لا نرى مجرد سوق، بل حركة حقيقية، وصحوة ثقافية يتردد صداها إلى ما هو أبعد من الحدود.