
المؤسسة والمديرة الإبداعية لعلامة Daneh Designs تكتب لـ"هي": كيف نحتفي بالقوة والاستدامة والراحة؟
في عالم الموضة المتغيّر، تبقى بعض القيم ثابتة، ومنها ما أؤمن به منذ انطلاقتي في عالم الأزياء من أن الموضة يجب أن تصمَّم لتبقى وتعيش معك. لم أبدأ رحلتي في التصميم بدافع اتباع الصيحات، بل بدافع خلق قطع تشبه النساء الحقيقيات: نساء يتحركن، يعملن، يسافرن، ويحتفلن بأنوثتهن من دون الحاجة إلى تنازلات. الراحة بالنسبة لي لم تكن أبدا مجرّد شعور مريح، بل هي شعور داخلي بالتماسك، والثقة، والانتماء لذاتك.
في DANEH نُصمم لنساء يعرفن أنفسهن، أو في طريقهن إلى ذلك. نصمم لامرأة تتحرك، لعقل يفكر دائما، ولإيقاع حياة حقيقي. تصاميمنا من الجمبسوتات، إلى الفساتين، إلى القطع المنسقة ليست موسمية، بل مبنية لتلبس مرارا بطرق مختلفة. نعتمد على القصّات الكلاسيكية والتفاصيل الذكية، لأننا نؤمن بأن الاستدامة تبدأ من التصميم المتقن، لا من الشعارات.
أحيانا، تختزل الاستدامة في الحديث عن المواد. لكن في نظري، الاستدامة أوسع من ذلك. إنها اختيار. قرار بعدم الإفراط. قرار بالتفكير في "كيف؟" و"لماذا؟" مع كل قطعة. نحن نعمل مع موردين يعرفون أننا نختار بوعي، وننتج بشراكة مع حرفيين نحترم وقتهم ومهاراتهم. هذا التوازن بين الجمال الداخلي والخارجي، هو ما يجعل كل قطعة من DANEH DESIGN ليست فقط أنيقة، بل مسؤولة.
تعلمت على مدار السنوات أن بناء علامة مستقلة ليس مجرد حلم إبداعي، بل هو التزام حقيقي. واجهت تحديات في التصنيع، واختيار الأقمشة، والبحث عن الشركاء الذين يشاركوننا القيم. لم تكن الرحلة سهلة، لكنها علمتني أن المثابرة تماما كالتصميم الجيد لا تنتهي.
ما يجعلني متحمسة اليوم ليس مجرد تصميم فستان جميل، بل تصميم فكر كامل حول ما نرتديه ولماذا. أريد أن تكون الموضة مرآة للمرأة ومرنة مثلها، وعميقة، ومتغيّرة، ولكنها دائما متجذّرة في قوتها وثقتها. حين ترتدي المرأة قطعة تشبهها، تشعر بأن العالم مكان أكثر اتساعا لها ولأحلامها. هذه اللحظة، حين تشعر المرأة بأنها في أفضل حالاتها من دون أن تضطر للتغيير، هي اللحظة التي تُصبح فيها الموضة أداة تمكين حقيقية.
وأؤمن بأن هذه الأداة يجب أن تكون مستدامة ليست فقط بيئيا، بل إنسانيا، ونفسيا. نحتاج إلى موضة تحترم وقتنا، ومواردنا، وأجسادنا. ونحتاج إلى تصاميم تدوم، ليس لأنها صالحة لكل زمان فقط، بل لأنها تُشعرنا بأننا في مكاننا الصحيح.
في النهاية، الموضة بالنسبة إلي لم تكن أبدا لإبهار الآخرين، بل لإرضاء ذاتك، في ثباتها، في راحتها، في حقيقتها، وهذا هو الجمال الذي لا يزول.