خاص "هي": الابتكار والخروج عن المألوف

خاص "هي": الابتكار والخروج عن المألوف

7 فبراير 2024

يتميز مجال الأزياء بالابتكار والخروج عن المألوف. وازدادَ عشقي للأزياء مع الوقت، حيث بدأت رحلتي بتصميم الملابس لنفسي، واكتشاف أنواع مختلفة من الأقمشة التي كنت أطلب من الخياطين استخدامها لتفصيل تصاميم الإطلالات التي ابتكرها. وسرعان ما أصبحت أصمم القفطانات والملابس للأصدقاء المقربين والعائلة. لأطلق بعدها مشروعي الصغير من المنزل حيث كنت أعمل بدون أي دعاية أو إعلان، ولكنني لاحظتُ وجود حاجةٍ ملحة إلى إنشاء مثل هذه الأعمال في السوق، لذا قررت الشروع بهذه الخطوة لتلبية الطلب عليها.

ولطالما اتسمّ قطاع الأزياء بجرأته وقدرته على إبداع تصاميم تتخطى المألوف على مر التاريخ. فقد استمديت إلهامي من صيحات الأزياء في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وينطوي مفهوم الأزياء في الأساس على تحدي كل ما هو سائد وتجاوز الحدود التقليدية، بهدف ابتكار أزياء تتيح للجميع التعبير عن شخصياتهم وأساليبهم الفريدة.

وحاولت من خلال علامتي STUDIOS ١٣٠٩ إلى تغيير الصورة النمطية المتعلقة بالعبايات، وتقديمها بطريقة ثورية. وأرغب في أن تكتسب تصاميم العبايات شهرة عالمية مثل تصاميم الكيمونو، وأن يرتديها جميع الأشخاص في مختلف أنحاء العالم بصفتها أحد التصاميم الرئيسية والمميزة في عالم الموضة، دون حصرها بفئة الإطلالات المحافظة فقط.

يكشف عالم الموضة عن مجموعة من الموضوعات الجريئة، منها التحولات التي تطرأ على الأفكار وفقاً للسياق الثقافي، إلى جانب الاحتفاء بقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم. ما يؤكد على الدور الهام الذي تلعبه الأزياء من خلال مواكبتها للتطورات الثقافية الخاصة وقدرتها الفريدة على التكيف ضمنها.

ورغبتُ بإعادة تشكيل مفهوم العبايات بأسلوب يعكس الذوق الشخصي للمرأة، مع الحرص على احترام التقاليد وابتكار تصاميم تتحدى الصور النمطية المتعلقة بها. وغالباً ما يستمد المصممون إلهامهم من العناصر الثقافية لخلق مشهد أكثر شمولية، في ظل تزايد شعبية الأزياء المحافظة اليوم على مستوى العالم. وأعتقد أن الموضة تجسد شكلاً من أشكال التعبير عن الذات، ومن الضروري أن يتمتع الأفراد بحرية التعبير عن أنفسهم من خلال ملابسهم وإطلالاتهم.

كما أرى أن الاستدامة عاملاً أساسياً في قطاع الأزياء، والتي أحرص على الالتزام بمعاييرها في حياتي الشخصية وفي تصاميم علامتي، إذ يتميز عالم تصميم الأزياء الجريئة باعتماد أساليب تتخطى الممارسات التقليدية وغير المستدامة. ويتحدى المصممون والعلامات التجارية، ممن يضعون الاستدامة وأساليب الإنتاج الصديقة للبيئة على قائمة أولوياتهم، الأساليب السائدة في قطاع الأزياء. ونحرص في STUDIOS ١٣٠٩ على إعادة تدوير المواد، والتركيز على استخدام عدد أقل من الآلات ومواد التغليف القابلة للتحلل العضوي. فالصعوبة تكمن دوماً في البداية، ويتوجب على الأفراد أخذ زمام المبادرة واعتماد الممارسات الصديقة للبيئة وتبنيها بشكل مستمر.

ويبدو أن مستقبل الموضة سيشهد العديد من الصيحات والتحولات الرئيسية، مما يشجعنا على مواصلة البحث عن طرق جديدة للتطور من خلال تصميم قطع مبتكرة. بينما تلعب التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في قطاع الأزياء، إذ أتاحت وصول تصاميم العلامة لعشاقها في مختلف أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يتواصل تأثير المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي على قطاع الموضة بشكل متزايد خلال الفترات القادمة.

ومن جانبٍ آخر، أستعد لإطلاق THE CUTTING STUDIO بهدف تقديم الدعم والموارد القيمة للمصممين الناشئين وتمكينهم من استكشاف مجالات ابتكاراتهم وتطوير مهاراتهم. ويؤدي دعم المواهب الناشئة دوراً هاماً في استمرار الابتكار والتنوع في قطاع الأزياء، مما يساهم في إعادة رسم ملامح مشهد الموضة دائم التطور والتغيّر. وأرى أيضاً أن تصميم القطع حسب الطلب بأسلوب يتماشى مع الأذواق الشخصية، هو عامل أساسي في مستقبل القطاع، إذ يميل المستهلكون دائماً للبحث عن تجارب فريدة وشخصية تلائم أساليبهم المتفردة.

Credits

    بقلم غادة السبيعي مصممة أزياء من قطر