بين الفن والموضة

بين الفن والموضة

13 ديسمبر 2023

تحدثت سابقا عن الكثير من أعمالي ولوحاتي لكنني اليوم أود أن أتحدث عن بداياتي، والمراحل التي مررت بها حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، فبعد التخرّج في المدرسة الثانوية للفنون في سنّ الخامسة عشر، التحقت بكلية الفنون حيث تخصصت في الإخراج الفنّي، وكان مشروعي للتخرّج يركّز على تصميم العلامة التجارية لدار أزياء. وفي تلك الأيام، كنت مفتونة جدا بعالم الموضة لدرجة أنني قرّرت أن أصبح مصمّمة أزياء ودخلت "أكاديمية ستيغليتز" الحكومية للفنون والتصميم في مدينة سانت بطرسبرغ للتخصّص في تصميم الأزياء ورسومها.

وخلال السنوات الستّ التي أمضيتها فيها حصلت على فرص للتدريب في العديد من دور الأزياء، وعملت صحفية في مجال الفنّ والموضة. كلّ ذلك منحني منظورا داخليا حول عالم الموضة. ولمدة عامين متواليين، كنت متدربة في دار "كوتيغوفا للأزياء" KOTEGOVA FASHION HOUSE في سانت بطرسبرغ، وخلال وجودي هناك أدركت أنني أعشق الأزياء الراقية، وأحبّ الفساتين الجميلة، لكنني أحببت أن أرسمها أكثر من خياطتها. ووقتها أصبح كل شيء واضحاً بالنسبة لي، رأيت مستقبلي فنانة (تحبّ الموضة بالطبع). وفي الوقت الحاضر، أنا رسامة ومصممة معا، ولست بحاجة إلى الاختيار بين الاثنين. أجمع بين الفن والموضة، وأرسم لوحة فنية فيها شخصيات ترتدي الفساتين العصرية التي أصممها مع الاكسسوارات.

وقد عشت طيلة حياتي وأنا أعمل في الفن، واستخلصت شيئين هامين حول هذا الموضوع، أولا أنه شخصي جدا ودائما، وثانيا أنه يمر في حياتنا على شكل زوبعة. وأعني بذلك أن الفنان قبل أن يبدع شيئا ما، يجب أن يعيش من خلاله ويشعر به ثم ينقله، وأعتقد أن جميع الفنانين يتأثرون بكل شيء وبسهولة، وغالبا ما يستلهمون من أسلافهم.

ذات مرة قضيت ما يقرب من ثلاثة أشهر في جمع القمامة في الاستوديو الخاص بي وأنشأت لوحة فنية ثلاثية الأبعاد بعرض خمسة أمتار تقريبا بعنوان THE CONSUMPTION DUMP لمعرض جماعي في متحف الدولة الروسي، وصورت فتاة مفقودة وسط كومة من القمامة، ترمز إلى رغبتنا النهمة في امتلاك الأشياء ثم التخلص منها، الأمر الذي قد يقودنا في النهاية إلى الغرق في نفاياتنا.

يجب أن نجعل الناس يفكرون في القضايا الحالية من خلال أعمالنا الفنية، وأن يعيدوا النظر في خياراتهم اليومية، وقد علمتني تلك التجربة التي قضيت خلالها ثلاثة أشهر من العمل في استوديو مليء بالقمامة أن أستهلك أقل ما يمكنني من كل شي، كي لا أترك أي مخلفات ورائي.

Credits

    MARINA FEDOROVA

    المديرة الفنّية لدار "سبوتنيك بارتنرز" للتصميم

    فنانة متعدّدة المواهب ابتكرت نوعا جديدا من الفن الراقي المتعدّد الوسائط الذي يمزج بين اللوحات والمنحوتات المجسّدة، والفنّ الرقميّ وهي أيضا المديرة الفنّية لدار "سبوتنيك بارتنرز" للتصميم والتي تعنى بمجموعة من الأنشطة المتعلّقة بالفنّ والعقارات