مرام البتيري أول سعودية تمتلك نادي كرة قدم نسائي تتحدث عن الإيمان والقوة

خاص لـ"هي": مرام البتيري أول سعودية تمتلك نادي كرة قدم نسائي تتحدث عن الإيمان والقوة

عائشة شربيني
21 أكتوبر 2025

في رحلة جمعت بين الأرقام والشغف، وبين الطموح والإيمان، تبرز مرام البتيري كأحد الوجوه السعودية الملهمة التي صنعت طريقها بخطوات واثقة. من مكاتب أرامكو في القطاع المالي إلى ملاعب كرة القدم، تمكّنت مرام من بناء مساحتها الخاصة، لتثبت أن القيادة لا تقتصر على موقعٍ واحد، بل على الإصرار في كل مجال تختاره المرأة.

مرام البتيري، مالكة نادي “شعلة الشرقية”
مرام البتيري، مالكة نادي “شعلة الشرقية”

هي أم، وقائدة، وعاشقة لكرة القدم، تؤمن أن التغيير لا يبدأ من الملاعب فقط، بل من الإيمان بقدرة المرأة على أن تكون صانعة للفرص. من خلال ناديها شعلة الشرقية، أول نادٍ نسائي خاص في المملكة، جعلت من كرة القدم وسيلة لغرس الثقة، وبناء الانتماء، وتعليم القيادة بروح الفريق والعمل المشترك.

واليوم، وبين التحدي والإلهام، تواصل مرام رحلتها بنفس الروح التي صنعت بها نجاحها، روح لا تعرف الاستسلام.

مرام البتيري بابتسامة واثقة تجسّد روح الإصرار والتفاؤل
مرام البتيري بابتسامة واثقة تجسّد روح الإصرار والتفاؤل

وفي مقابلة خاصة مع “هي”، تشاركنا مرام البتيري جانبًا من قصتها بين العمل والشغف، وتحدثنا عن القوة الهادئة التي جعلتها تواجه الحياة كما تواجه المباريات: بخطة، وإيمان، وابتسامة.

  • ما اللحظة التي جعلتك تؤمنين بنفسك كامرأة قادرة على أن تصنع لنفسها مكانًا في ملاعب كرة القدم؟

كانت اللحظة التي رأيتُ فيها لاعبات فريقي يرتدين شعار نادي شعلة الشرقية، ويلعبن بروحٍ لا تعرف الخوف. حينها أدركت أنني لا أقاتل فقط من أجل حلمي، بل من أجل جيلٍ كامل من الفتيات اللواتي يستحققن فرصةً عادلة. تلك اللحظة جعلتني أؤمن أن المرأة السعودية لا تبحث عن مكان، بل تخلقه.

  • تمرّين اليوم بتجربة تحمل الكثير من التحدي والإيمان، ما الذي ساعدك على تحويل التجربة إلى مصدر قوة وإلهام؟

تجربتي مع المرض كانت اختبارًا للثبات أكثر من الجسد؛ واجهته كما أواجه أي أزمة: بخطة، بإيمان، وابتسامة. تعلمت أن الضعف ليس عيبًا، بل أن العيب هو الاستسلام له، فكل لحظة ألم كانت تذكيرًا بأن الحياة ثمينة، وأن قوتي تُختبر الآن، وأنا لا أرضى بغير الفوز.

مرام البتيري على أرض الملعب، تعبّر عن شغفها الكبير بكرة القدم
مرام البتيري على أرض الملعب، تعبّر عن شغفها الكبير بكرة القدم
  • قلتِ إنك قررتِ مواجهة المرض كما تواجهين أصعب المباريات في “شعلة الشرقية”، ما الذي منحك هذه الروح القتالية وهذا الإيمان العميق؟

أنا تربّيت على فكرة أن الفوز الحقيقي لا يكون في النتيجة، بل في طريقة المواجهة. في كرة القدم نتعلم أن كل مباراة قد تكون الأخيرة، ولذلك نعطي كل ما لدينا. المرض بالنسبة لي كان مباراة حياة، فيها الخطة، والفريق، والإيمان الذي منحني طمأنينة، والفريق من حولي أعطاني الشجاعة، أما ربي فوهبني سلامًا داخليًا لا يوصف.

  • كيف غيّرت هذه التجربة نظرتك إلى الحياة؟

غيّرتني التجربة بعمق، وغيرتني من الداخل قبل الخارج. أصبحت أقدّر التفاصيل الصغيرة؛ كوب القهوة، ضحكة ابنتي، ولحظة الشروق. صرت أرى القوة في الهدوء، والجمال في الصبر، وأؤمن أن العطاء لا يقل قيمة عن الانتصار. فالحياة قصيرة، لكن معناها يبقى طويلًا إذا عشناها بصدق.

مرام البتيري في لحظة تعبّر عن روحها القيادية
مرام البتيري في لحظة تعبّر عن روحها القيادية
  • بصفتك مالكة لنادٍ نسائي سعودي، كيف ساعدتك الرياضة في بناء ذهنية لا تعرف الاستسلام، سواء في الملاعب أو في الحياة؟

علّمتني الرياضة أن أوازن بين القلب والعقل، وأن الخسارة ليست نهاية الطريق، وأن النهوض بعد السقوط جزء من الرحلة. في كل موسم صعب هناك دروس تُصنع للمستقبل. كوني قائدة في الرياضة يعني أن أحافظ على الإيمان حيًا في من حولي، حتى عندما تهتز الأرض من تحتي. هذه الذهنية هي ما تجعلنا نصنع المستحيل في شعلة الشرقية.

  • من موقعك كقائدة، كيف يمكن للرياضة أن تتحول إلى منصة لرفع الوعي الصحي والنفسي للنساء في المجتمع؟

الوعي هو أن الرياضة ليست فقط عن اللياقة، بل أيضًا عن التوازن النفسي والتمكين. هي وسيلة تجعلنا نتصالح مع أنفسنا، نفرّغ خوفنا، ونبني ثقتنا. من خلال النادي نحاول أن نخلق بيئة تعلّم المرأة كيف تعتني بنفسها، لأن الجسد والنفس وجهان لقوة واحدة. أؤمن أن الملعب يمكن أن يكون عيادة للروح ومختبرًا للقوة النفسية، فالعناية بالذات هي أول خطوة نحو العطاء.

مرام البتيري، أول سعودية تمتلك نادي كرة قدم نسائي في المملكة
مرام البتيري، أول سعودية تمتلك نادي كرة قدم نسائي في المملكة
  • إن كانت لديك رسالة لكل امرأة تسمع قصتك اليوم، ما الكلمات التي تودين أن تبقيها في قلبها؟

لا تنتظري أن تكون الظروف مثالية لتبدئي، ابدئي الآن، ولا تخافي من البداية الصغيرة، فكل إنجاز عظيم بدأ بخطوة خجولة.

وأن القوة ليست في ألّا تسقطي، بل في أن تنهضي كلّ مرة أقوى.

مرام البتيري، في لحظة انتصار مع فريقها “شعلة الشرقية”
مرام البتيري، في لحظة انتصار مع فريقها “شعلة الشرقية”

ابتسمي، وكمّلي، وثقي أن قصتك تستحق أن تُروى، وأن الله يزرع في كل تحدٍّ بذرة انتصار.