
خاص بـ "هي": فرح جفري.. قصة نجاح ملهمة لقوة الشابات السعوديات في عالم كرة القدم
يشهد المجال الرياضي تحوّلات متسارعة ونقلة نوعية للكرة النسائية في المملكة، خاصة في ظل التوجه الوطني المتزايد نحو دعم الرياضة النسائية وتوسيع نطاق المنافسات الرسمية على المستويين المحلي والعالمي، بينما برزت الكثير من الاسماء الشابة التي أصبحت اليوم مصدر إلهام لجيل جديد من الفتيات الطامحات.. ومن بين هذه الأسماء، تلمع "فرح جفري"، لاعبة نادي الاتحاد والمنتخب السعودي للسيدات، التي بدأت شغفها بالمستديرة منذ الطفولة، وتحديدًا في سن الثامنة، لتشق طريقها بثبات حتى أصبحت في سن الخامسة عشرة من نجمات الدوري المحلي بعد انضمامها إلى نادي نسور جدة (الاتحاد حاليًا)، والتي حققت أرقامًا لافتة منها لقب هدافة كأس الأبطال لموسم 2020-2021، إلى جانب مشاركتها في حملات رياضية دولية متنوعة.
وفي إطار ذلك التقت "هي" بلاعبة كرة القدم السعودية "فرح جفري" التي تؤمن بأهمية تطوير ذاتها وتمثيل وطنها بأفضل صورة، لتكون بذلك واحدة من الأصوات الرياضية السعودية الشابة التي تعبّر عن مرحلة جديدة في مسيرة كرة القدم النسائية.. بين الطموح والموهبة، وبين الإصرار والانتماء لنتعرف على قصتها، طموحاتها، ورسالتها للفتيات في الملاعب.. من خلال هذا الحوار الشيَق معها:
بدايةً.. عرفينا عن نفسكِ.

فرح جفري لاعبة كرة قدم سعودية، أشارك حالياً مع نادي الاتحاد وأمثل المنتخب الوطني للسيدات، بدأت مشواري الرياضي في سن مبكر، وأحمل شغفاً كبيراً بتطوير نفسي وتمثيل بلدي بأفضل صورة ممكنة.
كيف كانت بدايتكِ في عالم كرة القدم؟
بدايتي كانت بسيطة جداً، كنت ألعب مع إخوتي وأقاربي في البيت والحديقة، ومع مرور الوقت، أصبح لدي شغف حقيقي تجاه اللعبة، وبدأت أبحث عن فرص تدريب ومشاركات أكثر جدية.. والحمد لله، تطورت خطوة بخطوة إلى أن أصبحت جزء من فرق محلية ثم المنتخب.
من كان الداعم الأول لكِ في مسيرتكِ الرياضية؟
عائلتي كانت الداعم الأكبر، خصوصاً والدتي، التي آمنت بموهبتي من البداية وكانت دائماً بجانبي في كل خطوة.. دعمها وثقتها بي جعلتني أستمر وأتجاوز كثير من التحديات.
ماهي أهم وأبرز المحطات خلال مشواركِ في هذا المجال؟

من أبرز المحطات كانت تمثيلي للمنتخب الوطني السعودي، والانضمام لنادي الاتحاد، والمشاركة في أول دوري نسائي رسمي في المملكة، وكذلك التعاون مع علامات تجارية عالمية والذي كان شيئا مميزا وفتح لي أبوابا جديدة.
من هو قدوتكِ في كرة القدم، ولماذا؟
قدوتي هو كيفن دي بروين، لأنه لاعب ذكي جداً ويمتلك رؤية استثنائية داخل الملعب، دائما يلعب بروح جماعية ويخدم الفريق، وهذا الشيء أقدّره جداً كلاعبة وسط.
كيف توازنين بين حياتكِ الشخصية والاحتراف الرياضي؟
التوازن ليس سهل دائما، لكن التنظيم هو المفتاح.. أخصص وقت للتدريبات والالتزامات الرياضية، وفي نفس الوقت أحرص بأن أكون قريبة من عائلتي وأصدقائي.
كيف تقيمين مستقبل كرة القدم النسائية في المملكة؟

أرى أن مستقبل كرة القدم النسائية في المملكة واعد جدًا.. نحن في بداية طريق كبير، والدعم في تزايد، سواء من الاتحاد السعودي أو من الحملات التوعوية مثل حملة Pepsi Refresh the Game التي لعبت دورا مهما في تغيير الصورة النمطية وتشجيع الجيل الجديد من اللاعبات.
كنتِ من أوائل اللاعبات السعوديات اللواتي تم اختيارهن من قبل شركات عالمية.. حدثينا عن ذلك.
أنا ممتنة جداً لهذه الفرصة، ولا أعتبرها إنجاز شخصي فحسب، بل خطوة لكل فتاة سعودية تحب كرة القدم، وإن شاء الله أكون دائماً جديرة بالثقة وأساهم في تمثيل بنات بلدي بأفضل صورة.
برأيكِ.. كيف يمكن أن يساهم الاحتكاك مع اللاعبات العالميات في تطوير كرة القدم السعودية؟
الاحتكاك مع اللاعبات العالميات هو فرصة ذهبية، لأنه يعطينا خبرة وتجربة لا تُقدّر بثمن، نتعلم من مستواهن الاحترافي، من التكنيك والتكتيك وحتى طريقة التفكير داخل وخارج الملعب، وحملات مثل Pepsi Refresh the Game تساعد على تسليط الضوء على هذه الفرص وتخلق نوع من التبادل الثقافي والرياضي الذي كنَا بحاجة إليه منذ زمن.
ما هي نصائحكِ للسعوديات الشغوفات بعالم كرة القدم؟

أقول لهن: "لا تترددن".. إن كان لديكِ شغف، اعملي عليه وطوّري نفسكِ، حتى لو كانت البدايات بسيطة.. الفرص موجودة الآن أكثر من أي وقت مضى.. والمهم أنكِ تؤمنين بنفسكِ.
ما طموحاتكِ المستقبلية على الصعيدين المحلي والدولي؟
محلياً، أتمنى أن أساهم في رفع مستوى الدوري النسائي وتقديم أداء قوي مع الاتحاد، ودولياً، حلمي أن أشارك في بطولات عالمية وأصل إلى مستويات تنافسية عالية مع المنتخب.
كلمة أخيرة..
أشكر كل من دعمني وآمن بي، سواءً من العائلة أو الجمهور.. وأود أن أقول لكل فتاة تحلم: إن الحلم ممكن جداً، لكنه يحتاج شغف، جهد، وصبر.. والجميل إننا الآن نعيش في زمن صار فيه الحلم أقرب من أي وقت.
الصور تم استلامها.