
5 طرق للنجاة من فخ المقارنة في بيئة العمل
المقارنة في بيئة العمل من اسوأ الأمور التي يمكن أن تواجه السيدات في مكان العمل، وفي عالمنا اليوم المُتصل بشكل مُفرط، من السهل الوقوع في فخ المُقارنات وإصدار الأحكام.
ونحن نجد أنفسنا نقارن إنجازاتنا ومهاراتنا وتقدمنا مع من حولنا، وخاصة في مكان العمل، فبينما قد يكون بعض التنافس الشريف مُحفّزًا، إلا أن المُقارنة المُفرطة قد تُؤثّر سلبًا على دافعيتنا وصحتنا العامة.
وليس بالضرورة أن تكون المقارنة قاتلًا صامتًا للحافز في مكان العمل، وبإدراك مخاطر المقارنة المفرطة، وتبني النمو الشخصي، وتعزيز التعاون، وغرس الامتنان، يمكنك التحرر من قبضتها، فقط تذكري أن النجاح نسبي وفرديّ، وركّزي على تقدمك الشخصي، واحتفلي بإنجازاتك، وأنشئي بيئة عمل مُرضية ومحفزة.
وفيما يلي نناقش كيف يُمكن للعبة المُقارنة أن تُعيق دافعيتنا في مكان العمل، حيث يعتبر ذلك مُضيعة للطاقة عندما نُقارن الموظفين ببعضهم.
المقارنة في بيئة العمل

وقبل المقارنة في بيئة العمل يجب تذكر الأمور التالية:
التذكير الأول: رحلة كل شخص فريدة

من أكبر مصائد المُقارنة هو نسيان أن رحلة كل شخص المهنية فريدة، فلكل شخص مهاراته وخبراته وظروفه الخاصة التي تُشكّل تقدمه، وعندما نُقارن أنفسنا بالآخرين، فإننا نُغفل نمونا الفردي وإنجازاتنا، مما يؤدي إلى الشعور بالنقص، وتذكّري أن لديكِ نقاط قوة ومواهب تُمثّل مساهمات قيّمة في مكان العمل.
التذكير الثاني: ملاحظة التوقعات غير الواقعية

غالبًا ما تؤدي مقارنة أنفسنا بالآخرين إلى وضع توقعات غير واقعية، وقد نُثمّن إنجازات الآخرين دون مراعاة التحديات والجهد الذي بذلوه للوصول إلى تلك المرحلة.
وقد لا نكون مستعدين للقيام بأشياء، وهذا أمر طبيعي، والتوقعات غير الواقعية قد تُسبب ضغطًا لا داعي له وتُشعرنا بالإرهاق، مما يُقلل من حماسنا، وبدلًا من ذلك، ركّزي على وضع أهداف واقعية بناءً على قدراتك وتطلعاتك.
التذكير الثالث: تذكّري ثقتك بنفسك

إن المقارنة المستمرة لأنفسنا بالآخرين قد تُضعف ثقتنا بأنفسنا، وقد نبدأ بالشك في قدراتنا ونُبالغ في انتقاد عملنا، وهذا الحديث السلبي عن الذات قد يكون مُحبطًا للغاية، ويُعيق إنتاجيتنا ويُكبت إمكاناتنا، لذلك اعترفي بإنجازاتك واحتفل بها، بغض النظر عن كيفية مقارنتها بالآخرين، وابنِ صورة ذاتية إيجابية من خلال الاعتراف بنقاط قوتك واغتنام فرص النمو.
كيفية التغلب على فخ المقارنة

إذا كنتِ تشعرين بأنكِ عالقة في دوامة المقارنة، فإليكِ بعض الاستراتيجيات للتحرر منها:
- قللي من استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن تُفاقم وسائل التواصل الاجتماعي من حدة المقارنة، مما يجعلنا نشعر بالتخلف الدائم.
- حاولي الحد من ظهورك، وذكّري نفسك بأن الناس غالبًا ما يشاركون لقطاتهم المميزة، وليس معاناتهم.
- أعيدي صياغة منظورك: بدلًا من اعتبار نجاح الآخرين معيارًا لتقصيرك، اعتبريه مصدر إلهام ودليلًا على ما هو ممكن.
- ضعي معايير شخصية: حددي النجاح وفقًا لشروطك الخاصة، وضعي أهدافًا تتوافق مع قيمك، لا مع إنجازات الآخرين.
- احتفلي بالإنجازات الصغيرة: خصصي وقتًا لتقدير التقدم الذي أحرزته، مهما كان صغيرًا، وكل خطوة للأمام هي خطوة في الاتجاه الصحيح.
كيفية التعامل مع المقارنة في بيئة العمل
وفيما يلي كيفية المقارنة في بيئة العمل للاستمتاع ببيئة عمل مميزة:
-
فكّري في دوافعك

نقارن أنفسنا بالآخرين لثلاثة أسباب رئيسية وهم التقييم، أو التحسين، أو الشعور بالرضا عن قدراتنا.
وعلى سبيل المثال، عند اتخاذ قرار التقدم لوظيفة إدارية، قد تقارني نفسك بقائد فريق في قسمك له تاريخ عمل مماثل، وإذا كان هذا الشخص يتفوق في إدارة الموظفين، وتقديم الملاحظات، وتسليم المشاريع في الموعد المحدد، فقد تتخيلي نفسك تؤدي الدور بكفاءة مماثلة.
وفي أحيان أخرى، قد تُطوّرين مهاراتك في البحث والكتابة والتحدث أمام الجمهور بشكلٍ استباقي من خلال تطبيق ما تلاحظه من زملائك الموهوبين، أو تشعرين بالفخر بالعمل مع زملاء ذوي مهارات عالية، معتبرة نجاحهم انعكاسًا لكفاءاتك.
وفي حين أن هذه الدوافع للمقارنة الاجتماعية قد تُحققين فوائد قصيرة المدى، إلا أنها قد تُشعرك بالحسد أيضًا، ومع ذلك، بتحديد متى ولماذا تُقارن نفسك بالآخرين، يُمكنك تنمية وعي ذاتي يُساعدك على التوقف عن إجراء المقارنات أو استخدامها بشكل مُثمر.
-
تقليل المقارنات الاجتماعية واسعِ لإتقان المهارات

عند تحديد الأهداف، يمكنك إما الاعتماد على إنجازات الآخرين، أو التركيز على الإتقان الشخصي من خلال مقارنة أدائك الحالي والماضي وتتبع تقدمك بناءً على مجموعة من معايير التعلم.
وعلى سبيل المثال، كمحللة بيانات، قد يكون هدفك من الإتقان إتقان أشهر لغات البرمجة وتقنيات التصور المتقدمة؛ ثم تُقيّم تقدمك بناءً على مقياس مهارات دون مقارنة نفسك بسرعة أو أداء المحللين الآخرين.
وللحفاظ على تركيزك على الإتقان، تذكري أن توجيه جهودك نحو إنجازات الآخرين قد يوجهك نحو اتجاه يعكس اهتماماتهم بدلاً من اهتماماتك.
وخصصي وقتًا للتفكير فيما يُرضيك مهنيًا، واذكري ما ترغبين في تحقيقه خلال الأشهر الستة إلى السنة القادمة، وسيساعدك هذا على شق طريقك الخاص، بدلًا من اتباع طريق الآخرين دون قصد.
-
أعيدي التركيز على ما لديكِ بالفعل

ويمكن للامتنان أن يُخفف من الآثار السلبية للمقارنة الاجتماعية من خلال إعادة توجيه انتباهك إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، مثل شبكة الدعم ونقاط القوة والإنجازات، وابدأي بتجميع قائمة من ثلاثة إلى خمسة أشياء تشعرين بالامتنان لوجودها في حياتك، مع التركيز على الدعم الذي تتلقيه من الآخرين، حيث إن إدراك الدعم الاجتماعي في حياتك وتنميته يمكن أن يكون فعالًا بشكل خاص في التخفيف من الآثار السلبية للحسد.
-
ابحثي عن قدوة

عند مقارنة نفسك بشخص أكثر درايةً ومهارةً وخبرةً، يمكنك إما التركيز على المسافة بينك وبينه، أو الاستفادة من نجاحه كمصدر إلهام، وبالبحث المُسبق عن قدوة، يمكنك إيجاد أشخاص تُعجب بهم وتتعلمي منهم.