"أقلام التغيير".. 3 صحافيات من "الشرق الأوسط" يكشفن لـ"هي" آفاق التطوير الرقمي ودعم تمكين المرأة

"أقلام التغيير".. 3 صحافيات من "الشرق الأوسط" يكشفن لـ"هي" آفاق التطوير الرقمي ودعم تمكين المرأة

يورغو البيطار

تواصل المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG ريادتها الإعلامية في الشرق الأوسط ومواكبتها للتغييرات التي تطال قطاع الإعلام بالتزامن مع عملية تطور رقمي متكاملة في منصاتها الإعلامية المختلفة. فبعد مجلة "هي" و"المجلّة" ها هي عملية التطوير الرقمي والحلة الجديدة المطورة تصل إلى صحيفة العرب الأولى، "الشرق الأوسط" من خلال تحديث رقمي يشمل تطوير الوقع الإلكتروني وطرح تطبيق تفاعلي للهواتف المحمولة، إلى جانب قناة الـ«بودكاست» والنشرات البريدية اليومية، إضافة إلى تحديث منصات التواصل الاجتماعي وجميع قنوات التواصل الأخرى مع القراء والمتابعين.

وبالتوازي مع هذه التحديثات التي تتبناها SRMG والتي تعتمد على إنشاء تجارب إعلامية جديدة ومتكاملة من خلال محتوى يناسب تطلعات قراءها ويصل إلى شرائح جديدة من المتابعين، لطالما كانت منصات المجموعة رائدة في دعم المرأة وتمكينها والإيمان بقدراتها حتى أبعد الحدود. وفي هذا المجال، لعبت النساء دورًا رئيسيًا في ريادة "الشرق الأوسط" على مرّ السنوات، وها هنّ اليوم جزءًا أساسيًا من التطوير الرقمي في الصحيفة ليكنّ مثالًا حيًا على ما يعنيه أن تكون المرأة في رسالتها الصحافية جزءًا من "الشرق الأوسط": جريئة، مطلعة وشجاعة وأكثر. اليوم تضيء "هي" وهي المنصّة التي تتخذ من دعم المرأة وتمكينها منطلقًا لها، على 3 صحافيات ومراسلات من "الشرق الأوسط"، كبيرة مراسلي صحيفة "الشرق الأوسط" في واشنطن رنا أبتر، محررة الشؤون الدولية في "الشرق الأوسط" نجلاء حبريري، ومحررة الموضة والستايل في "الشرق الأوسط" جميلة حلفيشي. نستكشف معهنّ كيفية الاستفادة من الحلة الجديدة لدعم مسيرة تمكين المرأة وما الدور التي يمكنه للصحافيات لعبه في هذا المجال، إلى جانب التأثير في الجيل الجديد من الصحافيات والأسس الضرورية لبدء مسيرتهنّ.

رنا أبتر

رنا أبتر: "الصحافة تعطي وقوداً للروح وللعقل وتستحق المحاولة والمغامرة"

تؤكد رنا أبتر، وهي مراسلة مخضرمة تعمل كذلك في صحيفة "لشرق الأوسط" في العاصمة الأميركية، حيث تركز بشكل أساسي على تغطية أخبار الكونغرس وقضايا السياسة الأميركية في واشنطن إلى جانب برنامج "تقرير واشنطن" على قناة "الشرق"، أن "الشرق الأوسط ساهمت لأجيال في مسيرة تمكين المرأة، وستستمر في لعب دور أساسي في مسيرة التمكين هذه بحلّتها الجديدة. وتشدد على أن "الثوب الجديد والجميل الذي ارتدته سيبرز مضمونها الغني الذي كان وسيبقى جوهر بريقها وسيعززه برونق التجدد"، مشيرةً إلى أن "هذه الاطلالة الجديدة ستساعد على تسليط الضوء كتابياً وسمعياً وبصرياً على قضايا مهمة للمرأة من خلال عرض واضح وخلّاق وبناء لهذه القضايا. ودورنا كصحافيات سيستمر في ابراز هذه القضايا لأجيال قادمة وتسليم الشعلة للأجيال الجديدة".

وعن مساهمتها في دعم التطوير الرقمي للمنصة، تؤكد أبتر في حديث خاص لـ"هي": "أننا نعيش في عصر سريع، العين تسبق فيه القلم. لهذا فان الشكل الجديد لمنصة الشرق الأوسط سيمكننا كصحافيين من نقل الفكرة والخبر بسرعة خلاقة تتماشى مع ايقاع الحياة السريع. العامل البصري والسمعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الصحافة المكتوبة، وسوف يعزز من أي مضمون ويزيد من غناه". وتضيف: "سأستمر في تعزيز مساهمتي في كتابة الخبر الذي ينقل المشهد الأميركي المعقّد الى العالم العربي بشكل مبسّط، لعرض خلفيات كل قرار أو حدث مهما كان معقداً أو شائكاً، و طموحاتي بسيطة وهي أن استمر في هذه المهمة وأكون على مستوى الثقة التي تعطيني اياها هذه المؤسسة العريقة كل يوم وتشعرني بأني جزء لا يتجزأ من عائلتها". وتعتبر أن "التغيير قد يكون مخيفاً لأنه يخرجنا من قوقعة العادة والروتين التي خلقناها لأنفسنا، لكنه مهم ومثير، اذ يزودنا بشحنة من الادرينالين الأساسية في مجالنا الاعلامي".

وعن تأثيرها من خلال مسيرتها على إلهام الجيل القادم من الصحافيات في العالم العربي، تعرب عن فرحها بهذا الدور، مشددةً على أن "أحلى شعور يغمرني كصحافية أولاً وأم لفتاتين ثانياً هو أن قلمي قد يتحدث مع قلب كل فتاة تريد خوض هذه المعركة، لكنها خائفة. اقول انها معركة، لأن هذه هي الصحافة لكل من يخوض المجال بشكل عام، وللنساء بشكل خاص. هي معركة لاثبات النفس أولاً وتعزيز ثقة تهددها كل يوم أحكام مسبقة بأن المرأة قد لا تكون على مستوى مسؤولية الخبر السياسي أو القيادة. وتقول: "أنا كنت محظوظة لأن المؤسسة أعطتني الثقة والدعم والتشجيع لتنفيذ هذه المهمة ووفرت لي بيئة حاضنة من قياداتها المتمرسة في الصحافة والتي تعلمت منها الكثير الى الزملاء فيها. ومن الأمور التي تحفزني وتعطي دفعاً وأملاً للصحافيات والفتيات هي وجود امرأة ملهِمة على رأس المؤسسة الأم التحدي الآخر والذي لا يقل أهمية عن الأول هو الوقت، هذه مهنة قد تسرق المرأة من وقتها، والتوازن هنا بغاية الأهمية ويتطلب مهارة وعملاً دؤوباً يُكتسب مع الخبرة والتجارب".

وتقدم في هذا الإطار مجموعة من الأسس لمسيرة صحافية ناجحة: أولاً: تجاهلي الضجيج غير البناء حولك وركزي على الهدف والمهمة. فهذا هو أساس النجاح. ثانياً: احرصي على التوازن بين الحياة الخاصة وحياة العمل، من دون الشعور بالتقصير او الذنب. سوف تفشلين في هذه المهمة في بعض الاحيان، وهذا أمر طبيعي، لكن لا تتوقفي عن المحاولة. ثالثاً: لا تستلمي عن تحقيق أحلامك، الصحافة تعطي وقوداً للروح وللعقل وتستحق المحاولة والمغامرة.

نجلاء حبريري

 

نجلاء حبريري: "لا حدود لطموح المرأة العربية"

بدورها تتحدث نجلاء حبريري وهي محررة للشؤون الدولية التحقت بصحيفة «الشرق الأوسط» في 2013، وغطت العديد من الأحداث الاقتصادية والسياسية الدولية، وأجرت مقابلات مع شخصيات سياسية بارزة عن أهمية وجود أقلام نسائية في الشرق الأوسط. وتقول في حديث لـ"هي": "منذ تأسيسها قبل 45 عاما وحتى اليوم، عملت "الشرق الأوسط" على استقطاب أفضل المواهب الصحافية والتحريرية، دون تمييز بين الجنسين.  في جميع مكاتبها حول العالم، تحتفي "الشرق الأوسط" بصحافياتها وكاتباتها ومحرراتها، في مجالات شتى من السياسة إلى الفنون، مرورا بالاقتصاد والثقافة والصحة والرياضة والتقنية. اليوم، ومع استكمالها تحولا رقميا متكاملا، ستواصل "الشرق الأوسط" استقطاب أفضل الصحافيات حول العالم، وتقديمهن للقراء والمتابعين عبر منصاتها الرقمية العصرية".

وتشيد بـ"النموذج الذي تقدّمه الرئيسة التنفيذية لـSRMG، الأستاذة جمانا الراشد، في قيادتها للمجموعة الإعلامية الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مصدر إلهام لي ولكثيرات في مجال الصحافة، وخير دليل على أن لا حدود لطموح المرأة العربية".

وعن التطوير الرقمي في "الشرق الأوسط" ترى حبريري أنه يشكل "فرصة غير مسبوقة لتقديم عملنا الصحافي المتميز، من حوارات سياسية وتحقيقات وتقارير، في قوالب رقمية محدثة تستقطب جيلا جديدا من القراء. وفي مسعى لخدمة القراء والمتلقين في كل مكان، أعمل إلى جانب فريق متميز على تقديم نشرات بريدية صباحية، تقدم وجبة إخبارية متكاملة بمحتوى الشرق الأوسط الحصري، وأهم الأخبار السياسية والاقتصادية العالمية".

وتصف مسيرتها وكيفية تأثيرها بالجيل القادم من الصحافيات، بـ"أن الصحافةبالنسبة  لي أسلوب حياة وليس مجرد وظيفة. فالعمل الصحافي لا يتوقف بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي. هو شغف يتابعك في كل تفاصيل حياتك. الصحافة تروي قصص الناس، تشرح أهم المؤثرات على عالمهم، وتضع الاحداث في إطارها التاريخي. وتختم أ، "الصحافية الناجحة في نظري مثابرة، دقيقة، حريصة على تأكيد صحة أخبارها، ملمة بتفاصيل تخصصها، مواكبة لتطورات مهنتها بما تحمله من تقنيات وأساليب جديدة، صبورة تبحث عن المعلومة من مصدرها، متشربة لأخلاقيات المهنة، ومحترمة لمتلقيها ومتابعها".

جميلة حلفيشي

جميلة حلفيشي: "التطوير الرقمي يمنحنا مساحة أكبر لتسليط الضوء على إنجازات المرأة"

أما محررة الموضة والستايل في الصحيفة والإعلامية والنقادة جميلة حلفيشي فترى كذلك في حديث خاص لـ"هي" أن "تمكين المرأة ليس جديدا على الشرق الأوسط. كان دائما مهما ومُلهما في صفحات الموضة وغيرها. والمنصة الرقمية ستمنحنا مساحة أكبر  لتسليط الضوء على نجاحاتها وإنجازاتها، من خلال اللقاءات والمتابعات الحية".

وتؤكد أنه "منذ أن أطلقت الشرق الأوسط ملحق الموضة، كانت فكرته الأساسية أن يخاطب امرأة قوية وناجحة، اقتحمت مجالات شتى وفرضت نفسها فيها وإبرازها كمُلهمة للجيل القادم. وهذا لن يتغير. فسنستمر في مخاطبتها بلغة راقية تحترمها بتقديم كل ما يتماشى مع طموحاتها من دون أن ننسى أن نُقدم لها خدمات توفر لها الوقت، وذلك بإطلاعها على آخر المستجدات في مجالات الترف ككل". وعن طريقة العمل، تشدد على أننا "لن نركز فقط على آخر صيحات الموضة وألوانها ومقترحاتها وحسب، بل على الموضة كثقافة وأسلوب حياة. وبما أننا جريدة عالمية، وبحكم تواجدنا في لندن، فإننا أيضا مُخولين أن نكون الجسر الذي يربط بينها وبين ما يجري في الغرب".

وتنوّه على أنه "أنه بالرغم من الاعتقاد السائد وبعض القناعات بأن مواضيع الموضة ترتبط بالمرأة، أنني لا يمكن أن أنسى أني مسؤولة موضة في جريدة  نسبة عالية من قرائها من الرجال. مؤثرون ورواد ورجال أعمال، كلهم منفتحون على العالم وبالتالي يدركون أن الموضة صناعة قائمة بذاتها، وجزءا من الثقافة العامة إضافة إلى أنها مرآة لأحداث مهمة، وهو ما يتطلب تناولا خاصا لمواضيعنا، ربما أكون من جيل نشأ  في فترة كانت الدعوة فيها شديدة لمفهوم الصحافة الرصينة. لهذا وبالرغم من إدراكي أننا نعيش عصر النشر الرقمي ووسائل التواصل المتنوعة، لا يزال هناك  صوت يُلح علي بأن نجاحنا في "الشرق الأوسط" يعود إلى تعاملنا مع الموضة كموضوع جاد نتناوله بأسلوب سردي بسيط يفهمه الجميع".  

وتشير إلى أنه "من هذا المنظور، لن تتغير أساسيات الجانب التحريري الذي يتوجه للمرأة والرجل على حد سواء. كل ما في الأمر أننا سندخل عليه إضافات من شأنها خلق توازن بينه وبين الجانب البصري بالاعتماد على الصور والفيديوهات وغيرها. ففي عصر الانترنت والسوشيال ميديا، قد تكون الصورة أبلغ من الكلام، كما قد تُحفِز لكتابة قصة مثيرة نسلط من خلالها الضوء على بعض الأسرار والرسائل المبطَنة". وفي حديثها عن تحديات التطوير، ترى حلفيشي "أننا سنواجه بعض التحديات بين الفينة والأخرى، أغلبها  برأيي سيصب في المنافسة على السبق الصحفي بأن نكون أول من ينشر الحدث، سواءا كان خبرا أو مقابلة حصرية. أمر سيتطلب منا استغلال شبكة العلاقات التي كوَناها عبر السنين إلى جانب ربط شراكات جديدة، نُقنعها بأن تجعلنا على رأس قائمة أولوياتها. من التحديات الأخرى، علينا أن نتعرَف على قارئنا الجديد. ففي الورقي، بتنا نعرفه جيدا، لكن بالنسبة للمنصات الرقمية، فأنا أتوقع أن يكون القراء بأهواء وأذواق وأعمار مختلفة. منهم من يفضل استعمال هاتفه  لمتابعة الاخبار ومنهم يفضل "الآيباد" أو الكمبيوتر. لهذا قد تختلف لغة المخاطبة بعض الشيء. لكن عموما سيتركز التغيير في الفترة الأولية على الطريقة التي ندمج فيها المادة التحريرية بالبصرية، أي في طريقة توظيف الصور لتأتي بمثابة حكاية أو قصة متسلسلة ومترابطة تشد النظر وتثير الفضول لمعرفة المزيد. وأنا متفائلة أن المنصات الرقمية التي تحمل اسم "الشرق الأوسط" ستوفر لنا المساحة المطلوبة، ومزيدا من الفرص قد لا تتوفر لغيرنا على عدة أصعدة.

 وعن الأسس الضرورية لنجاح صحافيات المستقبل، تعرب حلفيشي عن إيمانها بأن "الشغف والاحترام هما الأساس، يليهما الفضول. فالنجاح يأتي تلقائيا وبدون أن نسعى إليه عندما نحب عملنا ونستمتع به، وكذلك عندما نحترم المتلقي ولا نستهين بوقته وذكائه. فأي مادة مهما كانت عادية يجب أن تحظى بالاهتمام  لتأتي في المستوى المطلوب. أما الفضول فيجعلنا نتعامل مع كل تجربة نخوضها أو حوار نُجريه، على أنها درس يفتح أمامنا آفاقا جديدة".