
مراحل الانفصال العاطفي عند المرأة: من الألم حتى التعافي
في حياة كل امرأة، لحظات يصعب نسيانها، ومن أصعب هذه اللحظات هي تلك التي يحدث فيها الانفصال العاطفي عن الشريك، فالأمر لا يحدث فجأة، بل يتسلل بصمت، يبدأ من نظرة غائبة، أو حديث ناقص، أو غياب غير مبرر للمشاعر. حينئذ تمر المرأة بتقلبات داخلية مؤلمة، بدءًا من الشك مرورًا بالحزن وحتى المحاولة والاستسلام.
تابعي مع في السطور التالية مراحل الانفصال العاطفي عند المرأة بالتفصيل:
ما هو الانفصال العاطفي؟
الانفصال العاطفي هو حالة من التباعد النفسي والعاطفي بين طرفين، حيث تتلاشى المشاعر تدريجيًا ويغيب التواصل والحميمية، فيصبح كل طرف وكأنه يعيش حياة منفصلة رغم استمرار العلاقة بينهما.
ما هي مراحل الانفصال العاطفي عند المرأة؟
تمر المرأة عند الانفصال العاطفي بعدة مراحل، ألا وهي:
-
مرحلة الشكوك والارتباك
في بداية الانفصال العاطفي، تشعر المرأة أن شيئًا ما قد تغير. في البداية لا تعرف تحديدًا ما هو، لكن هناك شعور داخلي بأن العلاقة لم تعد كما كانت في السابق. ومنذ هذه اللحظة تبدأ بالقلق من قلة الاهتمام أو تغير سلوك الشريك، وتكثر التساؤلات مثل: هل هو مشغول فعلًا أم يتجاهلني؟ هل قلّ حبه لي؟ هل أنا السبب في الانفصال؟
في هذه المرحلة، تحاول المرأة غالبًا تبرير تصرفات الشريك والتقليل من أهمية الإشارات، آملةً أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه سابقًا.
-
مرحلة المحاولات والاستنزاف العاطفي
بعد الشك، تبدأ المرأة في بذل مجهود كبير لإنقاذ العلاقة، فتحاول فتح حوارات، وتقديم تضحيات، وخلق فرص للتقارب، وتغيير سلوكياتها بما يرضي الطرف الآخر. ولكن عندما تقابل هذه المحاولات باللامبالاة أو التجاهل، تشعر بالإرهاق العاطفي، وتتأثر حالتها النفسية، وتحزن لشعورها أن كرامتها بدأت تُهدر، لكنها قد تبقى متمسكة بالأمل لفترة أطول مما يجب، لأنها فقط تحب شريك حياتها وتتمنى أن تصحح الأمور كما ترغب.
-
مرحلة الإدراك المؤلم
في هذه المرحلة، تدرك المرأة الحقيقة بوضوح: العلاقة لم تعد كما كانت، والشريك غير راغب في بذل جهد مماثل، فقد انعدم الحافز، واحتضر الحب. وهنا يبدأ الألم الحقيقي، ليس لأن العلاقة انتهت فحسب، بل لأن الحلم الذي كانت تتمسك به بدأ ينهار أمامها أيضًا.
هذه المرحلة تكون مصحوبة بأعراض اكتئاب خفيف مثل: البكاء المتكرر، فقدان الشهية أو زيادتها، صعوبة النوم، وانخفاض تقدير الذات.
ورغم إدراكها لما يحدث، إلا أن الانفصال العاطفي لم يكتمل بعد، إذ لا تزال هناك مقاومة داخلية لفكرة الانفصال النهائي عن شريك الحياة.
-
مرحلة الانفصال الفعلي داخليًا
في هذه المرحلة، تبدأ المرأة في الانفصال النفسي والعاطفي عن الشريك، حتى لو كانت لا تزال تعيش معه أو على تواصل به. حيث تتوقف عن مشاركة تفاصيل يومها، وتتراجع مشاعرها، ويغيب داخلها الحنين. حينها يتحول الألم إلى نوع من الجمود، فتتبلد المشاعر، وتتأكد من انتهاء العلاقة.
-
مرحلة الحسم
تأتي لحظة الحسم، وهي لحظة المواجهة أو الانسحاب الصامت، وتتمثل هذه المرحلة في قرار داخلي بالاستمرار في العلاقة شكليًا ولكن بدون مشاعر. وقد تكون مصحوبة بانفعالات مثل الغضب، أو البكاء، أو حتى الإحساس بالراحة المؤقتة بعد اتخاذ القرار.
-
مرحلة الحزن العميق والانفصال الكامل
بعد الانفصال، تدخل المرأة في فترة حزن، وتغمرها مشاعر متناقضة من الحزن، الندم، الغضب، أو حتى الحنين أحيانًا. تكمن صعوبة هذه المرحلة في الصدمة والمعاناة التي تتبعها، لكنها طبيعية تمامًا. من المهم أن تمر بها المرأة دون قمع، لأن تجاهل الألم قد يؤخر التعافي.
-
مرحلة التقبل والتعافي
مع مرور الوقت، وبعد انتقال المرأة بين مراحل الانفصال العاطفي وحصولها على الدعم اللازم من الأصدقاء والأهل أو دعم المختصين، تبدأ في استعادة توازنها. تتعلم من التجربة، وتدرك أنها أقوى مما كانت تعتقد، وتنظر إلى العلاقة السابقة كجزء من رحلتها، دون أن تتعطل حياتها أو تتأثر دائمًا بما حدث. وتبدأ الاستعداد لفرص جديدة، سواء كانت علاقات أو أهداف شخصية أو مهنية.
كيف تتجاوز المرأة الانفصال العاطفي بنجاح؟
تقول داليا شيحة: إنه وعلى الرغم من قسوة التجربة، فإن تجاوز الانفصال العاطفي يعتمد على ما يلي:
- الاعتراف بالمشاعر والتعبير عن الحزن والبكاء.
- التعبير عن مشاعرك لتفريغ الألم سواء بالفضفضة أو التدوين.
- طلب الدعم النفسي وعدم التردد في اللجوء للمختصين.
- ممارسة أنشطة جديدة وتكوين علاقات اجتماعية جديدة.
- الاهتمام بالنفس صحيًا ونفسيًا، وإتقان الرعاية الذاتية.
خلاصة القول:
تمر المرأة خلال مراحل الانفصال العاطفي برحلة مؤلمة لكنها مليئة بالنضج، لأن الألم غالبًا ما يرافق النمو. المرأة تعيش مشاعر متقلبة من الحب، الحزن، الغضب، والوحدة، لكنها تخرج منها أكثر وعيًا بذاتها وأقوى مما كانت، لأن التجربة تساعدها على اكتساب مهاراتها وقدرتها على التحمل والتحدي. من الضروري جدًا لتجاوز الأزمة أن لا تقسو على نفسها، وأن تؤمن دومًا أن لكل نهاية بداية جديدة تستحق التقبل والصبر والانتظار.
تذكروا.. بالألم نعلو وننضج ونتعلم، فالصدمات تأتي لتخلقنا من جديد.