
الصمت الزوجي أقصر طريق للطلاق.. إليك نصائح الخبراء للتغلب عليه
البدايات مليئة بالشغف؛ التواصل، الحب، رومانسية الأفعال، والكلمات المعسولة، كلها أمور متأصلة بين الزوجين في بداية الحياة الزوجية. لكن، مع مرور الوقت، وطول مدة العلاقة، وبسبب الروتين، وتراكم الضغوط، يبدأ الصمت في التسلل إليها، مستهدفًا الجدار الأقوى فيها، ألا وهو التواصل باعتباره روح العلاقة، والنتيجة: صمت زوجي شديد، وعلاقة زوجية باهتة بلا مشاعر.
هذا الصمت ليس فقط غيابًا للكلام، بل غيابًا للعاطفة، وحبسًا للمشاعر. مع الصمت الزوجي تتدهور العلاقة الزوجية، ويحدث النفور بين الزوجين، وتبدأ معاناة كل منهما من حياة زوجية بائسة ساد فيها الصمت، وعصف بالأخضر واليابس فيها.
في هذا المقال سنتطرق سويًا إلى أسباب الصمت الزوجي، وعلاماته، والفرق بين الصمت الصحي البنّاء والصمت المؤذي الهادم، في محاولة للتغلب عليه، أملًا في إعادة التوازن إلى الحياة الزوجية ليعمّ الدفء فيها من جديد.
خبيرة هي اليوم، داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي، تحدثنا عن الصمت الزوجي، وطرق التغلب عليه.

ما هو الصمت الزوجي؟
الصمت الزوجي هو انعدام التواصل اللفظي والعاطفي بين الزوجين، لا أحاديث زوجية، لا حوارات من أي نوع، فقط الصمت الطويل بينهما، وله عواقب وخيمة، إذ يمهد للانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين.
ما هي أسباب الصمت الزوجي؟
بحسب داليا شيحة، توجد أسباب نفسية وعاطفية تقف وراء الصمت الذي يخيم على الحياة الزوجية، أبرزها ما يلي:
-
تجنّب المواجهة والشجار
يفضّل كل من الزوجين التزام الصمت خوفًا من المواجهة التي تتحوّل في كل مرة إلى شجار زوجي يتشعب ولا ينتهي.
-
الشعور بالإحباط
يؤدي تراكم الخلافات الصغيرة دون حل إلى انسحاب الزوجين من الحوار، وتفضيل الصمت ليأس كل منهما من الوصول إلى حل الخلافات الزوجية.
-
انعدام التقدير
يحدث الصمت الزوجي نتيجة الشعور بانعدام التقدير من الطرف الآخر، إذ يبدأ في التزام الصمت لأنه يعلم مسبقًا بأن الشريك لا يقدّره، ولا يحترم حديثه، ووجهة نظره.
-
انعدام القدرة على التعبير عن المشاعر
في بعض الأحيان يعود الصمت الزوجي إلى سبب نفسي هام، ألا وهو انعدام القدرة على التعبير عن المشاعر، وهذه مشكلة خطيرة للغاية تودي بالحياة الزوجية إلى الفشل.
-
الضغط النفسي الخارجي
يفضّل بعض الأزواج الصمت في حالة وجود مشاكل يعانون منها في بيئة العمل، وقد يكون السبب في الصمت الزوجي الإحباطات المتتالية بسبب تكالب الأعباء، وتراكم المسؤوليات، والعجز عن سدّ الاحتياجات الأسرية أو الزوجية المهمة. بعض الأزواج يفضّلون الانعزال عن الزوجة والأطفال، والتزام الصمت.
-
اختلاف الطباع
قد يكون هناك طرفٌ يحب التواصل ويجيده، وفي المقابل يعجز الطرف الآخر عن التواصل لأنه يحب الصمت. من هنا يحدث التصادم، والخلاف الذي حتمًا سيؤثر في مصير العلاقة الزوجية بالسلب.
ما هي علامات الصمت الزوجي بين الزوجين؟
من أبرز علامات الصمت بين الزوجين ما يلي:
- قلّة أو انعدام الحديث اليومي المعتاد ( الذي يشمل الحديث عن تفاصيل اليوم، والتعبير عن المشاعر).
- تجاهل الأسئلة أو الرد بإيجاز شديد خالٍ من العاطفة.
- تجنّب التفاعل البصري وإهمال تبادل النظرات بين الزوجين.
- الانشغال الدائم بالهاتف مثل قضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التلفاز لتفادي التواصل مع الطرف الآخر.
- جمود المشاعر وتراجع الاهتمام.
- النوم في غرف منفصلة.
- الهروب من العلاقة الزوجية، والنفور منها.

ما هو تأثير الصمت الزوجي على العلاقة الزوجية؟
يؤثر الصمت بين الزوجين على العلاقة الزوجية تأثيرًا سلبيًا كبيرًا، وقد يودي بها إلى حافة الهاوية، حيث فشل الزواج، والتعجيل بالطلاق. ومن أبرز تأثيراته ما يلي:
- يزيد من التباعد العاطفي ويمهد لحدوث الانفصال النفسي.
- يتسبب في حدوث الطلاق النفسي بين الزوجين.
- يؤدي إلى ضياع الحميمية وغياب الانسجام والتفاهم.
- المعاناة من الجمود العاطفي.
- يسبب سوء الفهم بين الزوجين.
- يمهد للخيانة الزوجية بتهيئة المناخ لدخول طرف ثالث بينهما.
ما هو الفرق بين الصمت الصحي والصمت المؤذي؟
تقول داليا شيحة، مستشارة زوجية وأسرية في دبي، إن الصمت الصحي غالبًا ما يكون مؤقتًا وبهدف التهدئة، أما الصمت المؤذي فهو ذلك الصمت الطويل الدائم الذي يخلق حالة من الجمود العاطفي بين الزوجين. كما أن الصمت البنّاء الصحي يتبعه حوار بنّاء الهدف منه حل الخلاف، أما الصمت المؤذي فهو يؤدي إلى الفشل وتوقف الحياة الزوجية.

نصائح الخبراء للتعامل مع الصمت الزوجي
بحسب داليا شيحة، يمكن التغلب على الصمت الزوجي والقضاء عليه باتباع النصائح التالية:
تبادل أطراف الحديث في جو من الألفة
ويتحقق ذلك من خلال ما يلي:
- الالتزام بتطبيق آداب الحوار، والتي يأتي على رأسها الاستماع الجيد، والإنصات بدقة للطرف الآخر.
- بدء الحوار بطريقة حميمة، لا بهجوم أو لوم.
- عدم مقاطعة الطرف الآخر أثناء الحديث.
- احترام وجهات النظر، وتقدير الرأي الآخر.
- الهدوء وتجنّب الصوت العالي.
- تجنّب الانفعال.
- البحث عن حلول بدلًا من الوقوف عند سبب الخلاف.
- اختيار الوقت المناسب لتبادل أطراف الحديث معًا.
- الحرص على ابتكار طرق جديدة للتواصل للتخلص من الرتابة والملل.
- استخدام لغة الجسد عند الحوار، مثل النظرات الدافئة واللمسات الحنونة.
ممارسة أنشطة مشتركة معًا
للتغلب على الصمت الزوجي، ترى شيحة ضرورة مشاركة الزوجين لبعض الأنشطة مثل المشي أو مشاهدة فيلم ما، أو أي من الأنشطة الأخرى، وذلك لهدم الجدار الذي بناه الصمت بين الزوجين.
المصارحة والفضفضة الزوجية
يجب على الزوجين المصارحة، والفضفضة الزوجية بانتظام، وتخصيص وقت لها، والالتزام بالتواصل معًا بصفة دائمة.
تعزيز العلاقة العاطفية بينهما
التعبير عن المشاعر، ومبادلة الاهتمام، والحرص على ابتكار طرق جديدة للتواصل، وتبادل الرسائل الرومانسية عبر الهاتف خلال اليوم، من شأنه تعزيز العلاقة العاطفية بين الزوجين.
التسامح
التسامح وغفران الزلات يحول دون تراكم المشاعر السلبية، ويعزز العلاقة بين الزوجين.
تجديد روح العلاقة الزوجية
كسر الروتين بالسفر، وقضاء الإجازات الأسبوعية في أجواء عائلية دافئة، والاحتفال بالمناسبات السعيدة في جو من البهجة والألفة، يعزز العلاقة بين الزوجين، ويحقق سعادتهما، ويفيد في التغلب على الصمت الزوجي.
ضرورة فهم لغة الحب التي يتقنها كل طرف
على كل من الزوجين فهم لغة الحب التي يتقنها الطرف الآخر، وإتقانها جيدًا، فمن شأن ذلك تحقيق أعلى معدلات التقارب العاطفي بين الزوجين، وزيادة التواصل الإيجابي بينهما، بما يحقق التناغم والانسجام في الحياة الزوجية، حينئذ لن يتمكن الصمت منهما أبدًا.
استشارة الخبراء المختصين لطلب النصح والتوجيه
إذا لم يتم التغلب على الصمت الزوجي، يجب على الزوجين استشارة خبراء العلاقات الزوجية للبحث عن طرق بديلة وأكثر فاعلية لتعزيز التواصل والقضاء على الصمت.
خلاصة القول:
الصمت الزوجي أقصر طريق للطلاق، لأنه يعجل بفشل الحياة الزوجية، ويخلق حالة قوية من الجمود العاطفي بين الزوجين. يمكن التغلب عليه بوجود الحافز على الاستمرارية معًا في الحياة الزوجية، والبحث عن طرق جديدة للتواصل لمواجهة الرتابة والملل، الذي قد يكون سببًا قويًا من أسباب الصمت بين الزوجين.