الانفصال العاطفي هو التخلي نفسيًا عن الروابط العاطفية التي تجمع بين الشريكين

أولها لوم وعتاب وآخرها عزلة وانفصال .. إليكِ مراحل الانفصال العاطفي

ريهام كامل
26 مايو 2024

لا يحدث الانفصال العاطفي بين الزوجين فجأة؛ فهو يتطور تدريجيًا خلال مسيرة الحياة الزوجية على المدى الطويل. ومع مرور الوقت يتطلب الأمر وقتًا للتفكير في العلاقة وتقييمها من جديد.

ويعني الانفصال العاطفي، تخلي الطرفين عن الارتباطات العاطفية التي جمعت بينهما، وقد يحدث الانفصال من جانب واحد فقط. ولا يقتصر مفهومه عند حد على العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، ، فقد يحدث الانفصال في علاقة صداقة، أوعلاقة عائلية، أو أي نوع آخر من العلاقات القريبة جدًا من القلب والوجدان.

وعادةً ما يحدث الانفصال العاطفي بعد فترة من التفكير حيث يتضح لأطرافه أن العلاقة لم تعد مجدية أو صحية، والنتيجة واحدة ومؤكدة في كل حالة وهي ابتعاد عاطفي وعقلي كلي وقد يكون نهائيًا وبلا رجعة.

ما هي أسباب الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

سؤال مهم وفي الصميم، تتضمن الإجابة عليه التركيز في أهم الأمور التي تعجل بحدوث الانفصال العاطفي بين الزوجين، والتي تعد بمثابة أسبابًا قوية له. ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

  • وجود اختلافات قوية في القيم والاهتمامات.
  • كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب واضح.
  • عدم وجود توافق بين الزوجين.
  • اهمال المشاعر وانعدام الاهتمام.
  • غياب الحميمية والتناغم والانسجام.
  • غياب الدعم ومبدأ المشاركة.
  • انعدام التفاهم والخلاف الدائم ولأتفه الأسباب.
  • غياب الحافز على بذل الجهد في العلاقة.
  • انعدام التقدير.
  • انعدام التواصل.
  • الخيانة الزوجية.

ماذا يحدث قبل الانفصال العاطفي؟

بعد المعاناة من العوامل والأسباب التي تقود إلى انفصال الزوجين عاطفيًا عن بعضهما البعض، يصبح الأمر مؤلمًا لكل منهما، وخصوصًا مع ظهور مشاعر الحزن والحسرة والاحباط والقلق، وعلى الرغم من كل ذلك وأكثر من المشاعر التي تنتاب كل من الزوجين مع حدوث الانفصال العاطفي إلا أنها قد تمهد لتغييرات جذرية تسعد كل منهما في المستقبل إذ توجد حالات تتحسن فيها العلاقة بين الزوجين بعد معاناة من مرارة انفصالهما عن بعضهما البعض عاطفيًا

الانفصال العاطفي مؤلم ويبدأ بجمود المشاعر وتتوالى معه السلبيات
الانفصال العاطفي مؤلم ويبدأ بجمود المشاعر وتتوالى معه السلبيات

ما هي علامات الانفصال العاطفي ؟

سؤال مهم يساهم في زيادة الوعي لدى الزوجين بدخولهما في مرحلة الانفصال العاطفي، وحثهما على علاجه، لأنه في بعض الحالات قد لا ينتبها لذلك وهنا تكمن الخطورة وهذه هي أبرز العلامات التي يجب عليهما الاهتمام بها:

  • تجنب التواصل معًا.
  • الصمت الطويل بين الزوجين وسيطرته على العلاقة.
  • انعزال كل منهما في عالم منفصل عن الآخر.
  • الابتعاد العاطفي وانعدام الاهتمام.
  • اقتصار المناقشات على الموضوعات الضرورية التي تخص الأسرة.
  • تغيرات في الاهتمامات والأولويات.
  • النفور من العلاقة الحميمة.
  • عدم وجود مشاركة وجدانية.
  • انعدام المشاعر والجمود العاطفي.

بعد أن تطرقنا لكل ما سبق يأتي الآن أهم سؤال عن مراحل الانفصال العاطفي، تابعوا معي القراءة.

ما هي مراحل الانفصال العاطفي؟

يمر الانفصال العاطفي بعدة مراحل ألا وهي:

اللوم

يبدأ كل من الزوجين بتبادل اللوم، والعتاب، وهذه الأمور لن تجدي نفعًا في حل المشاكل في ما بينهما لأن كل طرف يكتفي بالقاء التهم على الطرف الآخر بدلاً من الاعتراف بالخطأ، والبدء بالإصلاح؟

زعزعة الثقة وفقدانها

بعد اللوم والقاء التهم والدخول في مشاكل متشعبة تضيع الثقة بين الزوجين، ويضيع الأمل باستمرارية العلاقة وتنتاب كل منهما حالة كبيرة من الاحباط

الأنانية

تسود الأنانية في هذه المرحلة ويصبح هم كل من الطرفين التفكير في نفسه هو دون الآخر، وفي بعض الحالات تصل درجة الأنانية بهما إلى حد عدم التفكير في صالح أطفالهما وهنا تكمن الخطورة.

الصمت الزوجي والعزلة

في هذه المرحلة يموت آخر أمل في الإصلاح لأنه يدخل كل من الزوجين في حالة من العزلة والانفصال نفسيًا عن الآخر.

الانفصال العاطفي 

وفيها يحدث التخلي عن كل شيء في العلاقة وخصوصًا بعد النفور والفتور الذي أصابها، ويفرض الانفصال العاطفي نفسه على الزوجين وكأنه نتيجة حتمية عليهما تقبلها.

هل يمكن علاج الانفصال العاطفي بين الزوجين؟

نعم، ففي بعض الحالات التي يكون فيها دوافع استمرار الحياة الزوجية قوية يجاهد الطرفان من أجل الإصلاح، فالحب القوي مثلًا قد يكون سببًا، تذكر الذكريات السعيدة قد يكون سببًا في ذلك أيضًا.

وبحسب خبراء العلاقات الزوجية والأسرية يمكن للزوجين التغلب على الانفصال العاطفي من خلال تطبيق النصائح التالية:

  • تعزيز التواصل في ما بينهما وابتكار طرق جديدة له.
  • اعتماد تغييرات جذرية في الحياة الزوجية وفي طباع كل منهما بما يتلائم مع البداية الجديدة لتكون عودتهما بروح جديدة محفزة لهما على انقاذ حياتهما معًا والتغلب على الجمود الذي عصف بها.
  • عقد حوار بناء كبداية لتعزيز الثقة بينهما من جديد.
  • الاهتمام ثم الاهتمام، على كل منهما الاهتمام ببعضهما البعض لأنه يخلق حالة حب جميلة.
  • التعبير عن المشاعر وخلق ذكريات دافئة ورومانسية جديدة.
  • التقدير يجب عليهما تبادل التقدير وخصوصًا في ما يتعلق بجهود كل منهما في الحفاظ على العلاقة وعلى كيان الحياة الزوجية.
  • اعتماد مبادئ وقيم تعزز من علاقة كل منهما بالآخر مثل الصدق والوضوح والاخلاص والتسامح.
  • محاربة الملل الزوجي بالتخلص من الروتين والرتابة من خلال عمل تغييرات في شكل العلاقة.

وختامًا، وما يجب أن يعلمه كل زوجين أن الانفصال العاطفي إما أن يكون بمثابة جرس إنذار لهما للأخذ بيد حياتهما وعلاقتهما ومحاول التغلب عليه، أو أن يكون تمهيدًا لانفصالًا رسميًا أو طلاقًا، لذا يجب عليهما إعادة تقييم علاقتهما بعمق، والتأكد من حقيقة مشاعرهما ليكون القرار موضوعيًا في النهاية.

مع تمنياتي لكل زوجين بحياة زوجية متجددة يملؤها الحب وتخيم عليها السعادة،،،