البداية الصحيحة للحياة الزوجية تتحقق بالاحترام والمودة وتقوم على الثقة المتبادلة

التمني وحده لا يكفي .. 10 أمور تحقق بداية صحيحة لحياة زوجية سعيدة ومستقرة

ريهام كامل
22 مايو 2024

البداية الصحيحة في الزواج هي التي تضمن حياة زوجية سعيدة ومستقرة للأبد؛ وهي التي يبدأ التفكير فيها مبكرًا وقبل ليلة الزفاف، لأنها تحتاج إلى تفكير في كل الاحتمالات، وإلمام بالحقوق والوجبات، ووضع أسس وقوعدا تُبنى عليها الحياة الزوجية يلتزم بها كل من الطرفين منذ أول يوم. وليتحقق ذلك يجب أن يلتفت المقبلين على الزواج إلى ما بعد حفل الزفاف الذي ينشغلون به بشكل كبير، ويبذلون من أجله الوقت والجهد والمال، وهو مجرد حفل مدته لا تزيد عن بضعة ساعات. فماذا عن الحياة الزوجية التي ستجمع بينهما في تفاصيل عدة؟

كيف أبدأ حياة زوجية صحيحة ومستقرة وسعيدة؟

هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل مقبل ومقبلة على الزواج؛ ولابد من البحث بحافز كبير عن إجابة سليمة من خبراء العلاقات الزوجية والآبات والأمهات الذين مر على زواجهم أعوام عديدة من الصبر والكفاح والسعادة والاستقرار بل والأزمات والخلاف أيضًا. يجب أن يُسألوا هؤلاء كيف عاشوا حياة زوجية مستقروا، كيف ربوا أبنائهم معًا، وتحدوا الصعوبات، وشابوا معًا. لأن الحياة الزوجية لا تغمرها السعادة كل الأوقات، ويمكن ضرب المثل هنا بالحياة بوجه عام، هل هي سعيدة دائمًا وملونة بألوان البهجة والفرحة؟، قطعًا لا، لأن دوام الحال من المحال.

ولتتحقق البداية الصحيحة للحياة الزوجية يجب أن يكون طرفاها على قدر كبير من الوعي والحكمة والصبر، هذا هو المقوم الأول والخطير لتحقيقها. لأن الزواج يتطلب العمل والالتزام والحب ومقومات أخرى عديدة. تُرى ما هي هذه المقومات التي باتباعها يمكن تحقيق بداية صحيحة للحياة الزوجية؟

ما هي الحياة الزوجية الصحيحة؟

البداية الصحيحة للحياة الزوجية هي البداية الواعية بكل متطلبات نجاحها وتحقيق استقرارها وسعادتها
البداية الصحيحة للحياة الزوجية هي البداية الواعية بكل متطلبات نجاحها وتحقيق استقرارها وسعادتها

الحياة الزوجية الصحيحة هي الحياة التي تبدأ بدايات صحيحة، وهي التي تقوم على مقومات صحيحة منذ أول يوم، وهذه المقومات هي:

الاحترام

نعم، الاحترام وقبل الحب، وأنا أعني ذلك تمامًا، لأن الزواج المبني على الاحترام لا ولن يضيع طرفاه أبدًا. بل أن الاحترام وحسن المعاملة والتقدير قادرين على خلق مشاعر فياضة من الحب الذي تغمره المودة والرحمة، الحب بمعناه الحقيقي، وبأفعاله التي تدل عليه، وهذه بداية صحيحة بل وناجحة أيضًا للحياة الزوجية.

الصبر

يجب أن لا يتعجل كل من الزوجين حدوث التفاهم والانسجام والتناغم في العلاقة منذ أول يوم بعد الزواج، ولذلك يجب عليهما التسلح بالصبر، لأن الطباع المتأصلة في كل منهما لم تظهر بعد، فقد انتهت فترة التجمل، وبدأت فترة مهمة للغاية وهي مرحلة الواقع واكتشاف الطباع، ودراستها، وتقييمها، ومعرفة مدى قدرة كل منهما على التعايش معها. لذلك التسلح بالصبر يكفل بداية صحيحة للحياة الزوجية.

التواصل بوضوح وعمق

تلعب المناقشات حول الموضوعات المختلفة والحوارات البناءة دورًا كبيرًا في توطيد العلاقة بين الزوجين، ويعد التواصل بكل أشكاله أحد أفضل الطرق التي تكفل بداية صحيحة للحياة الزوجية، وليس فقط تحقيق بداية صحيحة بل وتحقيق الاستمرارية أيضًا. ولذلك يجب عليهما تعزيز التواصل، وابتكار طرقًا جديدة  له لكي لا يحدث الملل الزوجي العدو الأكبر لحياتهما الزوجية.

ولا يجب أن يقتصر التواصل بين الزوجين على الحديث عن الالتزامات والنفقات والأعباء ومشاكل الأطفال في ما بعد، بل يجب أن يكون هناك مجالًا لتبادل الأحاديث الزوجية اللطيفة، وتبادل الفضفضة أيضًا، والتعبير عن المشاعر، هذا هو التواصل الذي يحقق بداية صحيحة للحياة الزوجية.

الصدق واللطف

الصدق هو البداية الصحيحية للحياة الزوجية، لذا على الزوجين أن يكونا صادقان، وعليهما أن يتعاملا بلطف بالغ مع بعضهما البعض. ويمكن القول أن الصدق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتواصل الجيد، لأنه يحفزهما على تبادل الأحاديث بارتياحية، كما أنه يحقق الشعور بالأمان باعتباره مطلب أساسي لكل من الرجل والمرأة.

الامتنان

يعد الامتنان من أهم المقومات التي تحقق بداية صحيحة للحياة الزوجية، لأن له أهمية كبيرة جدًا، وممارسة كل من الزوجين له تحفز كل منهما على فعل المزيد والمزيد من أجل حياتهما الزوجية، لأنهما يُشعران بعضهما بالامتنان بوجود كل منهما في حياة الآخر. إن الزوجة على سبيل المثال لا الحصر، تسعد كثيرًا عندما يشكرها زوجها بلطف بسبب طهي الطعام أو مساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية، أو التسوق، وكذلك الزوج يسعد كثيرًا عندما تُشعره الزوجية بامتنانها لوجوده في حياتها، وبتقديرها له ولكل جهد مبذول منه في سبيل تلبية احتياجاتها والعمل على راحتها.

الالتزام بالتغيير لانتعاش العلاقة

محاربة الروتين منذ أول يوم يجب أن يكون الشغل الشاغل للزوجين، لأن الرتابة والروتين يعجلان بحدوث الملل الزوجي العدو اللدود لهما. ويعد الالتزام بعمل تغييرات في الحياة الزوجية، وكسر الروتين بداية صحيحة تمامًا، لأنها تحقق وقاية أكيدة من سلبيات الشعور بالملل.

تقبل الآخر

إن اتفاق الزوجان على أمر واحد لن يحدث في كل الأوقات، فالاختلافات واردة في الحياة الزوجية. ولكن ما يهم أن يكون هناك تقبل واحترام للآخر. وأن يتجنب كل من الطرفين الإصرار على الرأي، لأن العناد ليس بداية صحيحة للحياة الزوجية. كما أن احترام وجهات النظر أمر ضروري خصوصًا في الحياة الزوجية، وذلك لتجنب نار الخلافات المستمرة التي قد تؤثر بطريقة سلبية على علاقة كل منهما بالآخر.

لذا ولتحقيق بداية صحيحة للحياة الزوجية يجب تقبل الزوجين لبعضهما البعض، واحترام وجهة النظر الأخرى، وتجنب العناد، وتقييم المميزات ومعرفة العيوب، وتضخيم المميزات، وتصغير العيوب طالما أنه يمكن تحملها والتغاضي عنها.

بناء الثقة

يعتبر النقد المستمر والدفاع والمماطلة تهديدات خطيرة لها أن تعصف بمصير الحياة الزوجية. لذا يجب بذل الجهد والوقت وفعل كل ما له أن يجعل جذور الثقة متعمقة وثابتة لا يمكن اقتلاعها. ولا توجد مناسبة أفضل من ذلك للتنويه عن أهمية الإخلاص في الحياة الزوجية، لأن هذه الفضيلة النبيلة لها أن تعزز الثقة بين الزوجين. كما أن بدء الحياة الزوجية بفضيلة الإخلاص هو البداية الصحيحة الأكثر قوة للحياة الزوجية.

التسامح والغفران

لا يمكن أن تكون البداية صحيحة بدون ترسيخ التسامح والغفران في الحياة الزوجية. إن الهدف من الزواج إقامة حياة كريمة ومستقرة، وتكوين أسرة سعيدة، وبالطبع ذلك لن يتحقق إلا في بيئة دافئة يغلب عليها التسامح. وما يجب أن يعلمه كل مقبل ومقبلة على الزواج، أن الجميع يرتكبون أخطاء وأن احتمال الوقوع في الخطأ وارد في الحياة الزوجية. ولذلك يجب أن يقابل كل من الطرفين هذا الخطأ بالتسامح.

الدعم

هل يمكن أن تكتمل البداية الصحيحة للحياة الزوجية بدون دعم؟، بالطبع لا، لأن الدعم يعد مطلبًا أساسيًا لسلامة الحياة الزوجية ولتحقيق استقرارها، تخيلوا معي أن زوجة تعاني من بعض المشاكل سواء في العمل، أو بسبب مرضها، ولم تلقى دعمًا من زوجها، هل تعلمون كم الألم الذي يعتسر قلبها وأقرب الناس إليها ومن يشاركها الحياة بحلوها ومرها لا يشعر بها. تخيلوا معي مرور زوج بضائقة مالية أو بمشاكل في العمل، وزوجته لا تشعر به، ولا تهتم إلا باحتياجاتها وباحتياجات المنزل، هل يعقل ذلك؟، أين الدعم، وأين مساندة شريك الحياة؟

إن الدعم والمشاركة الوجدانية منذ أول يوم في الحياة الزوجية تحقق استقرار يدوم للأبد لأنه ينجم عنه ثقة متبادلة، ومحبة قوية، واحترام، ومشاعر طيبة متجددة في كل مرة يمارس فيها الزوجين دعمهما لبعضهما البعض.

وختامًا، أتمنى أن أكون قد أجبت على كل من يراوده سؤال "كيف أبدأ حياة زوجية صحيحة"؟، كما أتمنى من كل قلبي السعادة الزوجية لكل زوجين.

والآن ..يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، ما هي المقومات الأخرى التي تحقق بداية صحيحة للحياة الزوجية من وجهة نظركم؟

دمتم بخير،،،