يتوقف قرار إعادة بناء الثقة بين الزوجين على قرار قبول الشريك الضحية الاستمرار في العلاقة

الثقة بين الزوجين أول ما ينهار بعد الخيانة.. هل يمكن إعادة بنائها مرة أخرى

ريهام كامل
31 أكتوبر 2023

الثقة بين الزوجين أحد أهم العوامل الرئيسية التي تضمن إقامة حياة زوجية صحية وآمنة ومستقرة، ولذلك تفشل كثير من الزيجات في حالة عدم وجود ثقة، لأنها تعد اساساً قوياً في الحياة الزوجية، وعدم وجودها يُشعر كل من الزوجين بمعاناة روحية شديدة، وذلك بسبب وجود صراع قوي بين الاستمرار أو الانفصال، باعتبارها أول ما ينهار بعد الخيانة الزوجية، وتلقي الصدمات والشعور بالخذلان.

إن أول ما يتبادر إلى أذهان نسبة كبيرة منا بعد العلم بتعرض أحد الزيجات لصدمة الخيانة، طرح هذا السؤال، "هل يمكن إعادة بناء الثقة بين الزوجين مرة أخرى في هذه الحالة؟" وهو سؤال منطقي جداً لأنهم يشعرون بأهمية الثقة في الحياة الزوجية، وكيف أنها تعد عامل الأمان الأول والأساسي فيها، ولذلك سأجيب اليوم على هذا السؤال المهم في السطور التالية لنضع أيدينا على مفاتيح هامة وأساسية يجب التعامل معها بدقة عند اتخاذ قرار إعادة بناء الثقة بعد التعرض للخيانة، والتي تعد بمثابة محصلة آراء خبراء العلاقات الزوجية والأسرية بناء على الواقع الحقيقي للعلاقة بعد خلوها تماماً من الثقة.

كيف يكون شكل العلاقة بين الزوجين بعد الخيانة؟

تواجه العلاقة بين الزوجين أعنف مرحلة من الممكن أن تعترض مسيرتها بعد الخيانة، لأن فقدان الثقة يسبب شرخاً في أعمدة الأساس الموجودة فيها والتي تقوم عليها العلاقة، إذ لا يكون بمقدور الشريك الضحية أن يثق في شريكه الخائن مرة أخرى، ولذلك لا يحق لأي مخلوق مهما بلغت درجة قرابته منه أو صلته به أن يلوم عليه، لأنه هو وحده من يعاني مرارة الخذلان، وقسوة الصدمة. كما أن العلاقة بين الزوجين تصبح سيئة للغاية لا يظهر منها إلا التأثيرات السلبية التي خلفتها الخيانة عليهما وعلى حياتهما الزوجية بأدق تفاصيلها، وذلك يقودنا إلى طرح السؤال التالي.

هل يمكن إعادة بناء الثقة بين الزوجين بعد الخيانة؟

ترتبط الإجابة على هذا السؤال بسؤال آخر غاية في الأهمية ألا وهو، "هل من الممكن أن تستمر الحياة الزوجية بعد الخيانة؟"، إذ يجب معرفة ما إذا كان بمقدور الشريك الذي تعرض للخيانة البقاء مع شريكة في حياة واحدة تجمعهما أم لا، لأن الطرف الضحية الذي تعرض لمرارة الخيانة والغدر لن يكون بمقدوره منح شريكه الثقة بسهولة كما فعل من قبل، ولا يحدث ذلك بنفس الدرجة في جميع الزيجات، وذلك بحسب الرواية الحقيقية للحدث ومراعاة تفاصيل أخرى عديدة، بمعنى أنه قد تكون الخيانة في أحد الزيجات للمرة الأولى، وقد تترك أثراً قوياً في زعزعة الثقة بين الزوجين، في حين أنه في بعض الزيجات تكون الخيانة مكررة أي أنها حدثت للمرة الثانية وربما الثالثة مثلاً، وهنا ستنعدم الثقة بشكل قاطع وبلا عودة.

ومن ذلك يتضح لنا جميعاً أن قرار إعادة بناء الثقة بين الزوجين يجب أن يأتي بعد قرار الاستمرار في الحياة الزوجية، والموافقة على منح شريك الحياة فرصة ثانية، وهو ما يحدث في بعض الزيجات بسبب الحب وأشياء أخرى وتفاصيل عميقة بين الزوجين، حيث تقرر الضحية والتي غالباً ما تكون أنثى أن لا تفترق عن زوجها وأن تقبل اعتذاره، وأن تمنحه فرصة أخرى للإصلاح رغم ما تشعر به من مرارة وألم.

يجب منح الشريك الضحية الوقت الكافي للتفكير في إمكانية إعادة بناء الثقة من جديد

وبوجه عام وبحسب آراء خبراء العلاقات الزوجية والأسرية وبالأخذ في الاعتبار الخبرة الحياتية التي لا مجال لانكار أهميتها عند إبداء النصيحة في مثل هذه الأمور الحساسة بين الزوجين، توجد بعض الأمور التي يجب أن تتوافر لأنها توحي بإمكانية إعادة بناء الثقة بين الشريكين، وهذه الأمور هي:

  • عدم إنكار الشريك الخائن للخطأ الذي وقع فيه ومبادراته بالاعتذار قولاً وفعلاً.
  • صبر الشريك الجاني الخائن على الشريك الضحية ومنحه الوقت الكافي لدراسة قراره بشأن إمكانية إعادة بناء الثقة مع شريكه أم لا.
  • عندما يكون رد الشريك المتعرض للخيانة التسامح والغفران.
  • إمتلاك الشريك الضحية المرونة الكافية لتخطي الأزمة وتناسي مرارة الخيانة وصرف تركيزه إلى إعادة بناء الثقة مع شريكه فقط.
  • وجود الحافز لدى كل منهما على الاستمرار والبدء من جديد وإعادة الثقة بينهما.
  • إلتزام كل من الطرفين بالعمل سوياً بعد اتخاذ قرار الاستمرار وإعادة الثقة.
  • رغبة كل منهما في إحياء الشعور بالأمان والاستقرار في حياتهما الزوجية.

كيف يمكن إعادة بناء الثقة بين الزوجين مرة أخرى؟

من الممكن إعادة بناء الثقة بين الزوجين من خلال تطبيق ما يلي بعناية وعزم وقوة إرادة مع وجود الحافز على الاستمرار والبدء من جديد:

قبول محاولات الإصلاح

تعتمد عملية إعادة بناء الثقة إلى حد كبير على رغبة الشريك الضحية الذي تعرض لسهم الخيانة المسموم، وما إذا كان يريد الانتقام أم أنه سيسلم بمبدأ التسامح، لذلك يجب عليه قبول محاولات الإصلاح بعد التفكير الجيد واتخاذ قرار الاستمرار في الحياة الزوجية من أجل طوي هذه الصفحة وبدء التخطيط لكيفية إعادة بناء الثقة في صفحة أخرى بيضاء.

إلتزام الشريك الخائن بتنفيذ وعوده

بعد الاعتذار يجب أن يبدأ الشريك الخائن بالعمل جيداً على تنفيذ وعوده لشريكه، وإثبات حسن نيته بفعل كل الأفعال الطيبة التي تجعل شريكه يحن إليه مرة أخرى ليسهل على كل منهما التركيز على إعادة بناء الثقة مرة أخرى.

إهتمام كل منهما بمحو آثار الخيانة

ويتحقق ذلك من خلال عدم ذكر حادثة الخيانة فيما بينهما مرة أخرى، والمضي قدماً نحو تحقيق الهدف الذي هو إعادة بناء الثقة بنيهما، وعمل ذكريات جديدة تمحي آثار الخيانة.

يجب التفكير في كيفية محو آثار الخيانة بأفعال إيجابية تساهم في إعادة بناء الثقة بين الزوجين.

تحسين طرق التواصل بينهما

يجب على الزوجين التفكير في ابتكار طرق جديدة للتواصل على أن تكون أكثر فعالية، وذلك للتقريب بينهما من جديد، وخلق قوة لا تهزم في علاقتهما، وبناء عمود مهم من أعمدة الأساس فيها، ألا وهو التواصل لأنه يعزز من العلاقة بينهما، وبه ستزيد نسبة نجاحهما خلال رحلة إعادة بناء الثقة في حياتهما الزوجية.

التقدير المتبادل

يجب أن يقدر الشريك الجاني تسامح شريكه معه بعد خيانته له، وأن يقدر قبوله محاولات الإصلاح التي يقوم بها، وجهوده لإعادة بناء الثقة معه من جديد، على أن يقدر الأخير مجهودات شريكه التي يبذلها لمحو آثار الخيانة، وفي التواصل معه بشكل جيد وصادق، وبأفعاله وأقواله الطيبة التي تؤكد صدق نيته، وقوة عزمه على عدم الوقوع في هذا الخطأ الجسيم مرة أخرى خلال مسيرة الحياة الزوجية.

وختاماً، يجب أن يعلم كل من الزوجين ما عليه من واجبات وما له من حقوق بعد اتخاذ قرار إعادة بناء الثقة، وذلك لزيادة إحتمالات نجاح، وتقليل نسب الفشل؟

والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. متى يمكن إعادة بناء الثقة بين الزوجين بعد التعرض للخيانة؟

مع تمنياتي لكل زوجين بحياة زوجية عنوانها الصدق والإخلاص باعتبارهما أهم مقومات العلاقة الناجحة، هما أولاً والبقية ستأتي .. دمتم بخير،،،