اللياقة البدنية عند الطلب

اللياقة البدنية عند الطلب: كيف غيَرت قواعد اللعبة في تعزيز العافية الفردية؟

جمانة الصباغ
13 نوفمبر 2025

بدون منازع، ينبغي أن تكون اللياقة البدنية مطلب الجميع دون استثناء.

لماذا؟ لأن اللياقة البدنية هي حالة الصحة والعافية التي تُمكَننا من أداء أنشطة الحياة اليومية بكفاءةٍ ودون تعب. ويتم تحقيقها من خلال مزيجٍ من التغذية السليمة، التمارين المنتظمة والراحة الكافية؛ فيما تشمل جوانب معينة إنما هامة، مثل تحسين صحة القلب والجهاز التنفسي، تقوية العضلات وزيادة مرونة الجسم.

على مدار العقدين الماضيين، غيّر سلوك الجمهور قواعد صناعةٍ بأكملها؛ إذ انتقلت الموسيقى من الأقراص المدمجة إلى مكتبة سبوتيفاي اللانهائية، تخلى التلفزيون عن الجداول الزمنية الصارمة لصالح شعار نتفليكس "شاهد ما تريد، وقتما تريد"، وأصبح السفر مركزيًا من خلال Booking.com وAirbnb، مما جعل الأنظمة المجزأة متاحةً عبر واجهة واحدة. لم تكن هذه التحولات شكلية بحت، بل أعادت صياغة التوقعات المتعلقة بإمكانية الوصول، القدرة على تحمَل التكاليف، الراحة، القيمة، والاختيار الشخصي.

الأمر ذاته ينطبق على مجال الرياضة؛ واليوم، يشهد قطاع اللياقة البدنية والصحة نفس التحوَل. صعود اللياقة البدنية عند الطلب ليس مجرد اتجاهٍ عابر؛ بل هو تطورٌ هيكلي مدفوع بالحياة المزدحمة، أنماط العمل المتغيرة، والرغبة العالمية في تجارب مرنة وسلسة. يقع الشرق الأوسط، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، الآن في قلب هذا التحول؛ وأصبحت منصاتٌ مثل ATHLO الخطوة الطبيعية في كيفية اكتشاف الناس لصحتهم، حركتهم، وإدارتهم لصحتهم. والمُحفَز: إعادة ضبطٍ عالمية لسلوكيات العافية.

ماثيو مانسيل المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة ATHLO
ماثيو مانسيل المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة ATHLO

حاورنا في هذه المقالة ماثيو مانسيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة ATHLO، والذي تمنحه خلفيته كلاعبٍ رياضي محترف ورائد أعمال ميزة فريدة في بناء أول "سوقٍ للياقة البدنية" في العالم، يربط بين العافية الرقمية والجسدية في عالمٍ يتزايد فيه الاعتماد على الاشتراكات. للوقوف أكثر على التغيَرات التي أحدثها مبدأ "اللياقة عند الطلب" والذي بات مطلبًا رئيسيًا للعديد من الناس اليوم، على رأسهم الأجيال الشابة مثل جيل زد وجيل ألفا.

اللياقة البدنية عند الطلب

تُظهر البيانات العالمية أن المستهلكين لم يعودوا متمسكين بمكان أو وسيلة واحدة أو عضوية ثابتة. وتشير شركة ماكينزي إلى أن الإنفاق على العافية يواصل ارتفاعه عالميًا، حيث يُعطي المستهلكون الأولوية للخيارات المتاحة وسهولة الوصول، على نماذج الالتزام التقليدية. فيما يُسلط المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على أن مرونة نمط الحياة أصبحت الآن دافعًا رئيسيًا لاتخاذ قرارات المستهلكين، وهو ما يُسرَعه العمل الهجين، التنقَل الحضري، وثقافة تُعامل الرفاهية، عن حق، كجزءٍ لا يتجزأ من الحياة اليومية.

بعد الجائحة، شهد العالم ارتفاعًا عالميًا بنسبة 60% في المشاركة بأنشطة اللياقة البدنية الواقعية؛ من نوادي الجري إلى مجموعات ركوب الدراجات، وصولًا إلى التدريب المجتمعي. ومع ذلك، وحتى مع تزايد المشاركة الشخصية، ازداد الطلب على التطبيقات الملائمة بالتوازي. إذ يريد المستخدمون مجتمعًا وتحكمًا في الوقت نفسه، وتواصلًا بشريًا تدعمه تقنيةٌ تتكيَف مع جدولهم الزمني، وليس العكس؛ ما يعكس علاقةً تكافلية بين الاثنين.

انتهى القديم، وحلّ الجديد

ينتمي الاشتراك التقليدي في النادي وعضويات الأماكن الفردية إلى عصرٍ كانت فيه الروتينات متوقعة، التنقلات ثابتة، والخيارات محدودة. اليوم، لم يعد ذلك العالم موجودًا.

إذ يتوقع المستهلكون الآن وصولاً عند الطلب إلى ما يريدونه بالضبط، في الوقت الذي يريدونه، ودون التزاماتٍ طويلة الأجل تُمكّنهم من تصميم روتيناتٍ شخصية متعددة الأماكن، مع الدفع فقط مقابل ما يستخدمونه، وليس نماذج الأسعار الثابتة الباهظة التي تُعاقب المستخدمين غير المنتظمين.

عندما ظهرت شركات مثل نتفليكس، سبوتيفاي، إير بي إن بي، وبوكينج.كوم، لم تُقدم الراحة فحسب؛ بل أزالت الاحتكاك. أتاحت حرية الاستكشاف، التبديل، التجربة، الترقية، والتخصيص. تشهد اللياقة البدنية والعافية نفس التحول الديمقراطي.

الشرق الأوسط: المنطقة التي تقود التحوَل

أصبحت الإمارات العربية المتحدة نموذجًا عالميًا لكيفية دمج العافية في الحياة الحضرية. ومع وجود أحد أكثر سكان العالم تنقلاً وتنوعاً وضيقاً بالوقت، تتطلب المنطقة خياراتٍ ومرونة وتجارب مستخدم سلسة.

تؤكد البيانات الإقليمية المبكرة من ATHLO ذلك: لا يبحث المستخدمون عن حلولٍ شاملة تُناسب الجميع، بل يسعون إلى تصميم برامج مُعدَة خصيصًا لكل منه، عبر تخصصاتٍ متعددة وفي أماكن مميزة. حصة يوغا في Rē One Central في يوم، وجلسة استشفاء في CONTRAST في اليوم التالي، وتمارين القوة في مكان آخر، والتنقل أو التجديف في عطلة نهاية الأسبوع.

هذا نمطٌ سلوكي ينعكس في الأسواق العالمية. وفقًا لتقرير اتجاهات ClassPass لعام 2024، يمزج 70% من المستخدمين بين ثلاث طرقٍ على الأقل شهرياً؛ وتتجاوز دولة الإمارات العربية المتحدة حتى هذا المعيار، مع إقبالٍ واضح من المستهلكين على "أفضل التجارب في فئتها" في جميع مجالات العافية.

تقع ATHLO في قلب هذا التحول السلوكي. وبحسب مانسيل: "تم وضع هذه المنصة كحلٍ أساسي يرسم خريطةً للنظام البيئي الصحي بأكمله، ويُوفر إمكانية الوصول عند الطلب إلى الصالات الرياضية والاستوديوهات والأماكن الرياضية وتجارب التعافي دون اشتراك، مع الدفع مقابل الاستخدام، كل ذلك في مكانٍ واحد."

ويضيف أن آراء مستخدمي المنصة تُعزَز هذا الأمر، إذ ساعدت ATHLO في:

تُعزَز اللياقة البدنية عند الطلب قدرة الأفراد على التحكم بالوقت والخيارات
تُعزَز اللياقة البدنية عند الطلب قدرة الأفراد على التحكم بالوقت والخيارات

1.     محاكاة الحياة الواقعية

تتغير جداول الناس يوميًا، وتتبدل احتياجاتهم أسبوعيًا. يعود الالتزام بمكانٍ واحد أو تخصصٍ واحد إلى حقبةٍ قديمة، فيما تمنح منصاتٌ مثل ATHLO، الناس القدرة على بناء روتينٍ مُخصص يدعم الأداء، التعافي، الحركة، والرفاهية، دون أي قيود أو التزامات.

2. تطبيقٌ واحد، بلا قيود

بدلًا من التنقل بين تطبيقاتٍ ومواقع إنترنت متعددة، أو أرقام واتساب، أو أنظمة استقبال الزوار، تُوفَر ATHLO كل شيء: الاكتشاف، الحجز، والوصول، كل ذلك في مكانٍ واحد دون اشتراكات، أو حدود حجز، أو نظام رصيدٍ مخفي.

3. تمكين المستخدمين من اختيار "الأفضل" في كل مرة

يحجز مستخدمو ATHLO الأوائل في دولة الإمارات، تجارب مميزة في مختلف التخصصات، بناءً على متطلبات يومهم. وهذا يُحاكي ثقافة قوائم التشغيل في Spotify ونموذج "الاختيار والتشغيل" المُخصص في Netflix؛ إنه أسلوبٌ جديد كل يوم، ولكنه متصل بسلاسة عبر منصةٍ عالمية واحدة.

الراحة لم تعد ميزة؛ بل هي المنتج. ومع ازدياد ساعات العمل العالمية وتزايد التنقل، يُقدّر المستهلكون الوقت أكثر من أي شيءٍ آخر. ووفقًا لمناسيل، يجب أن يتطور قطاع اللياقة البدنية والعافية لخدمة هذا الواقع: الحجز السريع، الوصول الفوري، شفافية الأسعار، التوصيات الشخصية، والتحرر من الالتزامات الصارمة. مضيفًا: "هذا هو جوهر اللياقة البدنية عند الطلب. الأمر لا يقتصر على المرونة فحسب، بل يتعلق بمواءمة العافية مع الحياة العصرية."

المستقبل: منظومة متكاملة للعافية

ستشهد السنوات الخمس القادمة قيام المستخدمين ببناء روتيناتٍ صحية بنفس السهولة التي يُنشئون بها قوائم التشغيل الرقمية. حيث سيمزجون بين الأداء، التعافي، اليقظة الذهنية، الرياضة، والنشاط الاجتماعي بسلاسةٍ وتلقائية. فيما ستُحدد المنصات التي تُتيح وصولاً سلسًا، دون قيودٍ أو التزامات، هذه الفئة.

"صُممت ATHLO لهذا العالم. ومن خلال ربط الأشخاص والأماكن والأهداف عبر جميع أبعاد الرفاهية، أصبحت الحل الأمثل للمستهلك العصري الذي يرفض التقيَد بالنماذج القديمة" يقول مانسيل؛ معتبرًا أن صعود اللياقة البدنية عند الطلب ليس مجرد اتجاه، بل هو تطورٌ طبيعي لقطاعٍ بأكمله. وكما أظهر التاريخ، من Spotify إلى Netflix إلى Airbnb، وبمجرد أن تعيد الراحة تشكيل سلوك المستهلك، فلن يكون هناك عودةٌ إلى الوراء.

في الخلاصة؛ يتطلب السعي للياقةٍ بدنية متخصصة لكل فرد وضع خطةٍ شخصية، تأخذ في الاعتبار أهداف الفرد، مستوى لياقته الحالي، وأي ظروفٍ صحية خاصة. هذا في العام، أما في الخاص؛ فهناك أيضًا معايير أخرى لا بدَ من أخذها في عين الاعتبار، مثل رفض التقيد بنماذج عامة، سهولة الوصول إلى الخدمة في ظل الحياة المليئة بالمسؤوليات، والتحكم بالوقت الذي يبدو أنه يسبق الجميع.

لذا بتنا نشهد اليوم، ظهور منصاتٍ متخصصة مثل ATHLO تُتيح مثل هذه الميزات لتضمن للمستهلكين وصولًا أسرع وأكثر سلاسة لبرامج التدريب واللياقة البدنية عند احتياجهم لها، في ظل أية ظروف أو أوقات تناسبهم، وتكون مُصممةً فرديًا لكلَ منهم بحيث تُحقق لهم المعادلة الذهبية: لياقة بدنية عالية، جودة حياة ورفاه على مدى السنين.