
ما هي أعراض وطرق الوقاية من مرض تمدد الأوعية الدموية؟
أصبح مرض "تمدد الأوعية الدموية" يتردد اسمه بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بعدما أعلن عدد من المشاهير عن إصابتهم به، ما لفت الأنظار إلى خطورة هذا المرض الصامت الذي قد يهدد الحياة إذا لم يُكتشف مبكرًا.
يحدث المرض عندما يضعف جدار أحد الأوعية الدموية، فينتفخ بشكل غير طبيعي وقد يظل لفترة طويلة دون أعراض واضحة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في احتمالية انفجاره والتسبب في نزيف داخلي شديد.
نجوم أعلنوا عن إصابتهم بمرض تمدد الأوعية الدموية

بدأ الحديث المكثف عن المرض بعد تجربة الفنان أمير صلاح الدين، الذي أعلن أن الطبيب اكتشف وجود شريان متسع في المخ وصل إلى 2.5 سنتيمتر، وهي حالة نادرة مقارنة بالحالات الشائعة التي لا تتجاوز بضعة ملليمترات.
وأوضح أنه خضع لعملية دقيقة لتركيب أجهزة في الشريان المتمدد لتحسين الدورة الدموية، مؤكدًا أنه تلقى دعمًا كبيرًا من أسرته وزوجته خلال فترة العلاج.
أما النجم الهندي سلمان خان فقد أعلن منذ فترة عن إصابته بتمدد في أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، وهو ما سبب له أزمات صحية متكررة، حيث جاء الانتفاخ في منطقة ضعيفة بالأوعية الدموية مما شكّل خطرًا على حالته الصحية.
الوصف الطبي لمرض تمدد الأوعية الدموية
ولأن هذا المرض له أعراض كثيرة قد يظن البعض أنها أعراض عادية، تواصلت "هي" مع دكتور أحمد لطفي، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، ليكشف لنا التفاصيل المتعلقة بهذا المرض من حيث الأعراض وطرق الوقاية والعلاج.
وفي بداية حديثه كشف طبيعة المرض ووصفه بأنه حالة مرضية يصاب بها الشخص الذي يعاني من ضعف في جدار أحد الأوعية الدموية، التي في الأغلب تكون شرايين في المخ أو القلب، وفي بعض الحالات النادرة تكون هذه الشرايين في الساقين أو الكلى، فينتفخ الشريان أو يتمدد بشكل غير طبيعي.
وتكمن الخطورة الأساسية لهذا التمدد أنه من الممكن أن يزداد مع الوقت دون أي أعراض واضحة، ووقتها قد يحدث انفجار في الشريان، ويعاني الشخص من نزيف داخلي شديد يؤثر على حياته.
أعراض صامتة وظهور تدريجي

في بداية المرض تكون الأعراض صامتة في أغلب الأحيان، لكن مع زيادة التمدد تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيًا، وتكون عبارة عن آلام حادة مفاجئة، بالإضافة إلى الشعور بعدم الاتزان، والتشوش، وازدواج الرؤية، وقد يرافقهم فقدان الوعي.
آلام فوق العين، ضعف أو تنميل في جانب من الوجه أو الجسم، ضيق التنفس وصعوبة البلع، وفي بعض الحالات المتأخرة قد يحدث تورم وألم في الأطراف القريبة من الشريان المتمدد، هذه الأعراض أيضًا من ضمن الأمور التي قد يمر بها مريض تمدد الأوعية الدموية.
ولأن لكل مرض أسباب تحفز ظهوره ونموه في الجسم، كشف استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية لمتابعات مجلة "هي" عن أبرز العوامل التي تؤدي لهذا المرض، وأكد أن ارتفاع ضغط الدم المزمن يزيد الضغط على جدار الشريان حتى يضعف، بالإضافة إلى أن تصلب الشرايين وتراكم الدهون والكوليسترول يسبب تآكل الجدار وفقدان مرونته.
تشخيص المرض وأهمية الاكتشاف المبكر
يُعدّ تشخيص تمدد الأوعية الدموية من أكثر المراحل حساسية في التعامل مع المرض، لأن الأعراض في أغلب الأحيان تكون خفية أو غير محددة، ما يجعل الطبيب يعتمد على الفحوصات الدقيقة لتأكيد الحالة.
وبحسب استشاري المخ والأعصاب محمود رأفت، فإن الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي هما الوسيلتان الأساسيتان لاكتشاف التمدد في مراحله المبكرة، حيث يمكن من خلالهما تحديد مكان الوعاء المتأثر وحجمه ومدى الخطورة المحتملة.
وفي بعض الحالات، تُستخدم القسطرة الدماغية لتصوير الأوعية بدقة عالية، خصوصًا إذا كان التمدد في منطقة حرجة أو بالقرب من مراكز حيوية في الدماغ.
وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ"هي" أن الاكتشاف المبكر يغير مسار المرض تمامًا، فكلما تم رصد التمدد في بدايته، أمكن السيطرة عليه بالعلاج الدوائي أو الجراحة البسيطة قبل أن يحدث الانفجار أو النزيف الداخلي.
أما في الحالات المتقدمة، فقد يتطلب الأمر تدخلاً جراحيًا معقدًا لإصلاح الشريان أو تركيب دعامات صغيرة تُقوّي جداره وتمنع حدوث المضاعفات.
ويشدد المختصون على ضرورة الانتباه لأي صداع غير معتاد أو ضعف مفاجئ في أحد الأطراف، لأنها قد تكون من العلامات الأولى التي تنذر بوجود تمدد في أحد الأوعية.
الوقاية خير من العلاج

يشدد الأطباء على أهمية المتابعة الدورية لمستوى ضغط الدم والكوليسترول، مع الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
كما أن التوقف عن التدخين وتجنّب الأطعمة الدسمة من أهم الخطوات الوقائية، إلى جانب الالتزام بالعلاج الطبي في حال وجود أي أمراض مزمنة كارتفاع الضغط أو السكر.
خلاصة القول
مرض تمدد الأوعية الدموية من الحالات الخطيرة التي تتطلب وعيًا صحيًا ومتابعة طبية مستمرة، لأنه في أغلب الأحيان لا يُظهر أعراضًا واضحة قبل أن تتفاقم المشكلة.
ولأن الوقاية تظل دائمًا الخيار الأفضل، يؤكد الأطباء أن الالتزام بنمط حياة صحي، ومراقبة ضغط الدم، وتقليل الدهون، والتوقف عن التدخين، كلها عوامل كفيلة بتقليل خطر الإصابة بهذا المرض الصامت الذي قد يهدد الحياة.