تزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بمخاطرها.. نصائح مهمة لاستخدام المضادات الحيوية بشكل صحيح

من منا لم يستخدم المضادات الحيوية يوماً ما في حياته، بل واضطر في العديد من الحالات الصحية لاستخدام هذه المضادات لفترة طويلة، للتخلص من العدوى البكتيرية المُسببة للأمراض؟

الحقيقة أن مسألة المضادات الحيوية مهمة للغاية والتوعية بمخاطرها يفوق بكثير الحديث عن منافعها، كون الإفراط في استخدام هذه المضادات خصوصاً بدون وصفة طبية، يمكن أن يؤدي لمخاطر صحية جمة.

وبناءً عليه، تم استحداث الأسبوع العالمي للتوعية من المضادات الحيوية والذي يقع بين 18-24 نوفمبر من كل عام، ويهدف لتوعية العالم أجمع سواء الأفراد أو العاملين في المجال الصحي، بخطورة مقاومة المضادات الحيوية والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات عند اللجوء لهذا النوع من العلاجات الذي أسسَ له عالم الأحياء الاسكتلندي "فليمينغ" عندما اكتشف المضاد الحيوي "البنسلين" في العام 1928.

لكن الإنسان لم يتوان عن الإسراف في تناول هذه المضادات التي تحمل بعض المضاعفات الصحية الخطيرة وأساء استخدامها بشكل كبير، ما شجع على ظهور مسألة "مقاومة المضادات الحيوية" وانتشارها كالنار في الهشيم.

ما هي مقاومة المضادات الحيوية

سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي لمقاومة البكتيريا لهذه المضادات
سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي لمقاومة البكتيريا لهذه المضادات

أشار موقع "منظمة الصحة العالمية" إلى أنه في حال عدم استخدام المضادات الحيوية بشكل صحيح وآمن فإن البكتيريا تصبح "مُقاومة" ولا تتأثر بالمضاد الحيوي. وعندها تصبح الأدوية غير فعالة في مواجهة البكتيريا، ما يعني استمرار الحالة المرضية وتزايد خطر انتقالها لأشخاص أصحاء.

وبتعبير أوضح، فإن مقاومة المضادات الحيوية تحدث عندما تصبح هذه الأدوية غير قادرة على وقف تكاثر البكتيريا أو القضاء عليها بسبب اكتساب البكتيريا المُسببة للمرض مناعة ضد المضادات الحيوية.

وقد يكون سوء استخدام المضادات الحيوية أثناء جائحة كورونا قد أدى بشكل أو بآخر، لتعجيل ظهور وتفشي مقاومة مضادات الميكروبات كون مرض كوفيد-19 يُسبَبه فيروس وليس بكتيريا.

استخدامات خاطئة للمضادات الحيوية

يتم اللجوء للمضادات الحيوية للوقاية من أو علاج أمراض بكتيرية - وليست فيروسية - وهي تعمل على قتل البكتيريا المُسببة للمرض أو تثبيطها، بحسب ما جاء على موقع "المؤسسة العامة للغذاء والدواء" الأردنية، والتي تهدف لضمان سلامة وجودة الغذاء ومأمونية فاعلية الدواء والمواد ذات العلاقة.

ويحذر الموقع ذاته من ضرورة عدم استخدام المضاد الحيوي بعد انتهاء مدة صلاحيته، علما بأن بعض المضادات الحيوية تختلف مدة صلاحيتها بعد فتحها، حيث أن تاريخ الصلاحية قد يتراوح بين (5 الى 14) يوم بعد حل الدواء، وقد يتطلب الأمر حفظ الدواء في الثلاجة.

ويمكن تلخيص سوء استخدام المضادات الحيوية بالممارسات الخاطئة التالية:

ضرورة استخدام المضادات الحيوية حسب وصفة الطبيب
ضرورة استخدام المضادات الحيوية حسب وصفة الطبيب
  • الإستهلاك المفرط.
  • استخدام المضادات الحيوية بجرعات غير مناسبة.
  • عدم إكمال مدة العلاج المقررة للإلتهاب.
  • استخدامها في حالات لا تحتاج لمضاد حيوي، كما هي الحال مع فيروس كورونا.

نصائح مهمة يجب اتباعها عند استخدام المضادات الحيوية

لا يهدف أسبوع التوعية من مخاطر المضادات الحيوية، من إلغائها نهائياً والتوصية بعدم استخدامها مطلقاً. بل الهدف منه التوعية حول استخدامها بشكل صحي وآمن، وضمن توصيات الأطباء وعاملي الصحة.

وعليه نقدم لك عزيزتي القارئة بعضاً من أهم النصائح التي أوردتها ""المؤسسة العامة للغذاء والدواء" الأردنية على موقعها كالآتي:

  • لا يجب استخدام المضادات الحيوية للإلتهابات الفيروسية مثل الرشح والإنفلونزا.
  • في حال الإصابة بأعراض الرشح أو الزكام أو الحرارة أو ألم الحلق، يمكنك اللجوء الى الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية وتُخفف من هذه الأعراض.
  • تجنب الضغط على الطبيب المعالج لإعطائك وصفة المضاد الحيوي، لأن المضادات لا تُستخدم إلا في حال الإلتهابات البكتيرية فقط.
  • التنبه جيداً للتوجيهات أو التنبيهات التي يقدمها الطبيب أو الصيدلي عند صرف المضاد الحيوي، والتأكد من كيفية أخذ الدواء وعدد المرات والمدة، وهل يؤخذ قبل الأكل أو بعده وغيرها من التعليمات المهمة.
  • إبلاغ الطبيب أو الصيدلي فوراً في حال عانيت من أية آثار جانبية بعد تناولك المضاد الحيوي.
  • استخدام المضاد الحيوي خلال المدة المقررة للعلاج فقط، وعدم مشاركته مع أشخاص آخرين، والأهم: لا تأخذي دور الطبيب ولا تصفي أي مضاد حيوي لغيرك!
  • عدم تبديل المضاد الحيوي بنفسك، واستشارة طبيبك في هذا الخصوص.
  • في حال وجود حساسية سابقة من أحد المضادات الحيوية، يجب عليك إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، ويجب عمل فحص للحساسية من هذا المضاد قبل تناوله.