من ريف باكليبيري إلى عرش وندسور.. حكايات جدران في حياة كيت ميدلتون

من ريف باكليبيري إلى عرش وندسور.. حكايات جدران في حياة كيت ميدلتون

عبد الرحمن الحاج
26 ديسمبر 2025

لا تعكس المنازل التي سكنتها كيت ميدلتون مجرد رفاهية ملكية، بل هي سجل تاريخي يوثق تطور شخصية أميرة القلوب القادمة، من البيوت الريفية التي نشأت فيها بروح الفتاة الريفية، إلى القصور التي شهدت أصعب لحظاتها وأجملها، نأخذكم في جولة تفصيلية ومعمقة في المنازل التي احتضنت أميرة ويلز حتى الآن، كاشفين الستار عن أسرار جدرانها وتاريخها المعماري.

أولاً: جذور باكليبيري.. أين تشكلت شخصية الأميرة؟

من ريف باكليبيري إلى عرش وندسور.. حكايات جدران في حياة كيت ميدلتون

قبل أن تلوح من شرفة قصر باكنغهام، عاشت كيت مراهقتها في "أوك إيكر" Oak Acre. هذا العقار الذي اشتراه مايكل وكارول ميدلتون في تسعينيات القرن الماضي مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني لم يكن مجرد بيت عائلي، بل كان تحفة معمارية تنتمي للطراز الجورجي المتأخر، يتميز المنزل بأسقف مدببة وتصميم خارجي من الطوب الأحمر يمنحه هيبة كلاسيكية تتناغم مع طبيعة قرية باكليبيري الهادئة.

من ريف باكليبيري إلى عرش وندسور.. حكايات جدران في حياة كيت ميدلتون

يمتد العقار على مساحة فدان ونصف، وهي مساحة سمحت لكيت في سنوات تكوينها بالاستمتاع بالخصوصية التامة بين الأشجار الوارفة، الحدائق التي صممتها والدتها كارول بعناية فائقة، كانت المختبر الأول الذي زرع في كيت حب البستنة وفن تنسيق الزهور، وهو الاهتمام الذي تجلى لاحقاً في تصميمها لحديقة "العودة إلى الطبيعة" في معرض تشيلسي للزهور.

ثانياً: سنوات "مارلبورو" و"سانت أندروز".. بين العلم واللقاء الأول

ثانياً سنوات مارلبورو وسانت أندروز بين العلم واللقاء الأول

انتقلت كيت وشقيقاها بيبا وجيمس إلى كلية مارلبورو في ويلتشير، وهي مدرسة داخلية مختلطة تُصنف ضمن الأغلى والأعرق في بريطانيا، حيث تتجاوز رسومها حالياً 61 ألف جنيه إسترليني سنوياً، الإقامة هناك لم تكن دراسة فحسب، بل كانت تدريباً على الحياة الاجتماعية الراقية، فالكلية توفر بيئة سكنية تشبه القصور الصغيرة، وتشمل الرسوم تكاليف الإقامة الكاملة والأنشطة اللامنهجية التي صقلت مهارات كيت الرياضية والاجتماعية.

أما التحول الأكبر فكان في جامعة سانت أندروز عام 2001، سكنت كيت في مبنى "سانت سالفاتور"، المعروف بين الطلاب باسم "ساليز"، هذا المبنى التاريخي يتمتع بخصوصية عالية وكان مقسماً بدقة لضمان راحة الطلاب، هناك، خلف تلك الجدران الحجرية السميكة، بدأت علاقتها بالأمير ويليام.

ثانياً سنوات مارلبورو وسانت أندروز بين العلم واللقاء الأول

ومن الحقائق المثيرة أن الزوجين، سعياً وراء حياة طبيعية بعيدة عن أعين الرقباء الملكيين، انتقلا لاحقاً للعيش في شقة خاصة خارج الحرم الجامعي في وسط المدينة، وهي الخطوة التي وطدت علاقتهما وجعلتهما يختبران الحياة المشتركة كأي ثنائي جامعي.

ثالثاً: شقة تشيلسي.. سنوات الحرية والاستقلال في لندن

شقة تشيلسي.. سنوات الحرية والاستقلال في لندن

قبل أن تصبح فرداً من العائلة المالكة، كانت كيت تمثل جيل فتيات تشيلسي العصريات، سكنت مع شقيقتها بيبا في شقة فاخرة تقع في شارع "أولد تشيرش" الراقي، المنزل المكون من ثلاثة طوابق يمثل قمة الأناقة اللندنية، ويضم جناحاً رئيسياً مع حمام داخلي وغرف استقبال واسعة، تُظهر السجلات العقارية أن هذا المنزل بيع في سبتمبر 2019 بمبلغ 1.88 مليون جنيه إسترليني، مما يؤكد النظرة الاستثمارية الثاقبة لعائلة ميدلتون.

شقة تشيلسي.. سنوات الحرية والاستقلال في لندن

كان توزيع الغرف يضع الخصوصية في المقام الأول، حيث تقع كافة غرف النوم في الطابق العلوي، بعيداً عن منطقة المعيشة والطعام التي شهدت لقاءات الصداقة والاجتماعات العائلية الحميمة.

رابعاً: قصر باكليبيري.. مملكة "النحل" وحصن الخصوصية العائلية

قصر باكليبيري.. مملكة النحل وحصن الخصوصية العائلية

في عام 2012، اتخذت عائلة ميدلتون خطوة عقارية كبرى بشراء "قصر باكليبيري" المذهل. يمتد هذا العقار على مساحة 18 فداناً، ويضم سبع غرف نوم ومرافق ترفيهية تشمل ملعب تنس ومسبحاً.

لكن القيمة الحقيقية لهذا المكان تكمن في كونه "الملاذ الآمن" للأميرة كيت؛ ففيه أقام الزوجان لعدة أشهر بعد ولادة الأمير جورج في 2013، ومن حديقته المترامية الأطراف، شاركا العالم أول صورة عائلية رسمية لهما، محطمين بذلك التقاليد الملكية التي تفرض التصوير داخل القصور.

قصر باكليبيري.. مملكة النحل وحصن الخصوصية العائلية

كما يحمل القصر جانباً بيئياً فريداً، فقد كشف جيمس ميدلتون عن وجود ثماني خلايا نحل تضم نحو نصف مليون نحلة، مما يعكس فلسفة العائلة في الارتباط بالأرض والاستدامة، وهو النهج الذي تتبعه كيت الآن في تربية أطفالها.

خامساً: من عزلة أنجلسي إلى سحر أنمر هول

من عزلة أنجلسي إلى سحر أنمر هولبدأت حياة

كيت وويليام الزوجية في "مزرعة بودورغان" بأنجلسي عام 2011، حيث استأجرا منزلاً ريفياً مقابل 750 جنيهاً إسترلينياً شهرياً، رغم الإطلالات الخلابة على غابة نيوبورو والوصول المباشر للشاطئ، إلا أن كيت تحدثت بشجاعة عن تجربة العزلة التي عاشتها هناك كأم جديدة بعيدة عن دعم عائلتها، وهي التجربة التي شكلت وعيها بأهمية مراكز دعم الطفولة المبكرة.

من عزلة أنجلسي إلى سحر أنمر هول

على النقيض تماماً، تمثل "قاعة أنمر" Anmer Hall في نورفولك، وهي هدية الملكة الراحلة إليزابيث، القلب النابض للعائلة منذ عام 2013، بعد تجديدات شاملة، أصبح القصر الملاذ الأثير الذي يقضون فيه عطلاتهم، هذا المكان شهد لحظات التعافي النفسي والجسدي للأميرة، وظهر مؤخراً كخلفية للفيديو المؤثر الذي أعلنت فيه كيت إنهاء علاجها الكيميائي من مرض السرطان، مما جعل جدران هذا القصر رمزاً للأمل والقوة الأسرية في وجه المرض.

سادساً: نوتنغهام وكينسينغتون.. الحياة داخل الأسوار الملكية

سادساً: نوتنغهام وكينسينغتون.. الحياة داخل الأسوار الملكية

في بداية زواجهما، سكن الزوجان في "نوتنغهام كوتيدج" داخل أراضي قصر كنسينغتون، وهو مسكن وصفه البعض بالمتواضع مقارنة بالمكانة الملكية، لاحقاً، انتقلا إلى "الشقة 1A". وهنا يجب التوضيح أن كلمة "شقة" هي تسمية رسمية مضللة، فهي في الواقع قصر داخلي يضم 20 غرفة فخمة، موزعة بين أجنحة للنوم ومكاتب إدارية وقاعات استقبال. تظل هذه الشقة هي المقر اللندني الرسمي لهما، حيث تُدار منها أعمالهما الرسمية، رغم ميلهما الواضح للحياة الريفية.

سابعاً: عصر وندسور الجديد.. كوخ أديلايد ونُزُل الغابة

سادساً: نوتنغهام وكينسينغتون.. الحياة داخل الأسوار الملكية

في عام 2022، انتقلت العائلة إلى "كوخ أديلايد" في وندسور، بحثاً عن بيئة هادئة لأطفالهم، يتميز هذا المنزل ذو الواجهة الوردية بتاريخه العريق وديكوراته التي تعود للقرن التاسع عشر، مثل الدلافين الذهبية والأسقف المستوحاة من اليخوت الملكية.

أما المحطة الأحدث والأكثر استقراراً فهي "نزل الغابة" Forest Lodge، الذي انتقلت إليه العائلة في نوفمبر 2025 بعقد إيجار طويل الأمد لمدة 20 عاماً، هذا المنزل، بغرفه الثماني وموقعه الاستراتيجي داخل منتزه وندسور العظيم، يمثل "منزل العمر".

اختيار هذا المسكن تحديداً، وتفضيل الأمير ويليام البقاء فيه مستقبلاً بدلاً من الانتقال لقصر باكنغهام الجاف، يعكس الرؤية الحديثة للزوجين في تقديم الاستقرار العائلي والحياة القريبة من الطبيعة على المظاهر الملكية التقليدية.