من دفء التسعينيات إلى روح التصميم الحديث.. تصاميم داخلية تروي قصة منزل Home Alone
منذ صدوره في دور السينما عام 1990، رسخ فيلم Home Alone أو وحدي في المنزل مكانته كأحد أهم أيقونات موسم الكريسماس حول العالم.
وبفضل الأجواء الاحتفالية من الثلوج وأشجار الكريسماس إلى شخصية الطفل"كيفين" ومغامراته الطريفة، تحول الفيلم إلى مصدر دائم لدفء الذكريات العائلية وروح أعياد الميلاد.
لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن المنزل نفسه كان النجم الحقيقي للفيلم، ذلك المبنى ذو الطراز الجورجي الذي بقي محفورًا في ذاكرة المشاهدين كرمز للمنزل المثالي في موسم الاحتفالات.

وبين دفء التسعينيات وحداثة اليوم، يظل منزل Home Alone شاهدًا بصريًا على تطور وتغير الذوق العام، وتجسيداً لكيفية تحول مفاهيم الراحة والجمال داخل المنازل عبر السنين.
وفي هذا التقرير، نكشف لكِ كيف تحولت التصاميم الداخلية لمنزل فيلم home alone من السحر الكلاسيكي إلى البساطة العصرية.
. المنزل الحقيقي لـ"Home Alone" وأسرار موقع التصوير

على الرغم من معرفة عشاق الفيلم أن المنزل حقيقي ويقع في وينيتكا بولاية إلينوي الأمريكية، فإن كثيرين لا يعرفون أن العقار الظاهر في اللقطات الخارجية يقع في 671 شارع لينكولن، وبُني عام 1921 ليصبح لاحقًا أحد أشهر المواقع السينمائية العالمية وأيقونة معمارية مرتبطة بأحد أشهر أفلام موسم الكريسماس.

وقد يُفاجَأ عشاق الفيلم من جيل الثلاثينيات والأربعينيات أنه على الرغم من ظهور الواجهة في معظم مشاهد الفيلم، فإن الديكورات الداخلية الأصلية لم تصور داخل المنزل نفسه، بلأنشأ فريق الإنتاج غرفًا كاملة داخل صالة رياضية قريبة، لمحاكاة تصميمات بيت عائلة مكاليستر، خاصةً توزيع الألوان الحمراء والخضراء التي أصبحت جزءًا من الهوية البصرية للفيلم والتي ميزت أجواء الكريسماس.
ورغم ذلك، تم تصوير العديد من المشاهد داخل هذا المنزل المكون من 3 طوابق، بما في ذلك المطبخ، السلم الرئيسي، القبو، ومعظم الطابق الأول، ما جعله حاضرًا فعليًا في الذاكرة السينمائية للمشاهدين.
. تجديدات شاملة وتحول جذري

في عام 2018، خضعالمنزل الحقيقي لفيلم Home Aloneلعملية تحديث شاملة، أدت إلى زيادة مساحة العقار إلى أكثر من 9 آلاف قدم مربع، وشمل التجديد إضافة سينما منزلية، ملعب رياضي، ومطبخ عصري، مع الحفاظ على السلم المركزي الأيقوني الذي نزل منه كيفن على الزلاجة في واحد من أشهر مشاهد الفيلم.

وفي عام 2024 طُرِح المنزل للبيع بسعر 5.25 مليون دولار، وبالفعل تم بيعه خلال أقل من أسبوع في أوائل 2025.
. من دفء التسعينيات إلى عصري التصميم الحديث
اتسمت الديكورات الداخلية الأصلية لـ"Home Alone"–التي صُممت على يد كلًا من إيف كولي ودانكلانسي - بالطابع الكلاسيكي الدافئ، بالأحمر والأخضر والنقوش الغنية، وهي عناصر أصبحت مرادفة لأجواء الكريسماس في التسعينيات.

ولكن المنزل بعد التجديد يبدو كأنه يروي قصة مختلفة تمامًا، حيث يمكن قراءة الفرق بين الماضي والحاضر بوضوح داخل المساحات نفسها، فالبيت الذي اشتهر بديكوراته الكلاسيكية، ألوانه الدافئة، ونقوشه الغنية التي عكست ذوق التسعينيات، يبدو اليوم نموذجًا مثاليًا لمقارنة كيف تغير مفهوم الجمال والراحة عبر الزمن.

شهد منزل Home Alone الشهيرتحولًا جذريًا منذ ظهوره في فيلم عام 1990، فبعد أن كان يعكس روح الضواحي الأمريكيةبلوحة ألوان أساسها الأحمر القاني والأخضر الداكن، الجدران بورق الحائطالمُزخرف ذي الألوان الدافئة، السجادالمتعدد النقوش، الأثاث الكلاسيكي الثقيل مثل الأرائك ذات الأقمشة المزهرة، المقاعد المخملية، والطاولات الخشبية العتيقة، التفاصيل الديكورية التي تحولت لتكون جزءًا لا يُنسى من هوية الفيلم وثقافة الكريسماس البصرية حول العالم.

أما اليوم، فأصبح البيت يحمل طابعًا معاصرًا بالكامل، حيث اختفت الزخارف الثقيلة وحل محلها جدران بيضاء، مساحات مفتوحة، واعتماد أسلوب المينيماليزمالمعاصر، عاكسة للتوجهات المعمارية المعاصرة التي تفضل البساطة والضوء الطبيعي على الزخارف الثقيلة.

ورغم بقاء الهيكل العاموالدرج الشهير على حالهما، فإن الهوية البصرية للمنزل تبدّلت إلى درجة كبيرة.
. أيقونة تتخطى الزمن

بعد أكثر من ثلاثة عقود من عرض Home Alone في دور السينما، يظل المنزل موقعًا للزيارة لمحبي الفيلم، وموضوع اهتمام مستمر بين طاقم العمل السابق، وسكانه السابقين.

وبين ماضيه الكلاسيكي وواقعه العصري، يبقى المنزل أحد أبرز رموز أفلام الكريسماس وأعياد الميلاد وأكثرها حضورًا في الثقافة السينمائية.