قصر نتفليكس "الملعون": لعنة هاري وميغان تطارد قصراً فخماً في مونتيسيتو

منذ إصداره قبل 3 أعوام، وتحديدًا في ديسمبر 2022، أثار مسلسل "هاري وميغان" الوثائقي على منصة نتفليكس عاصفة إعلامية لم تهدأ بعد، كاشفاً سلسلة من الأسرار الصادمة حول علاقة دوق ودوقة ساسكس المتوترة بالعائلة المالكة، منذ بداية علاقتهما الرومانسية في عام 2016 وحتى تنحيهما عن الواجبات الملكية العليا في عام 2020، إلا أن المفاجأة الأكبر، تكمن في أن التداعيات لم تقتصر على الانقسام الملكي، بل امتدت بشكل غير متوقع إلى سوق العقارات الفاخرة، حيث يواجه القصر الذي استضاف تصوير هذا العمل تحدياً مريراً في العثور على مشترٍ.

خلف الكواليس: أين صُوّر "هاري وميغان"؟

على الرغم من أن دوق ودوقة ساسكس يقيمان بشكل دائم في ضاحية مونتيسيتو بولاية كاليفورنيا منذ يوليو 2020، إلا أن المنزل الفعلي الذي ظهر كخلفية لمسلسلهما الوثائقي لم يكن مسكنهما الخاص الذي اشترياه، حيث أنهم ومن أجل الحفاظ على خصوصيتهما، اختار الزوجان استئجار عقار فاخر قريب لإجراء التصوير، هذا العقار، الذي تبلغ مساحته حوالي 13,000 قدم مربع ويقع على مساحة فدانين، يتميز بفخامة لا مثيل لها، تشمل مسبحاً ضخماً وتفاصيل معمارية أخاذة، ومع ذلك، وعلى الرغم من الشهرة العالمية التي حصدها بفضل المسلسل، ظل هذا القصر معروضاً للبيع في سوق العقارات بشكل متقطع لثلاث سنوات كاملة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل أصابت "لعنة نتفليكس" هذا المنزل؟.

قصر مونتيسيتو الذي لا يُباع

طرح القصر للبيع لأول مرةفي أغسطس 2021 مقابل سعر خيالي بلغ 33.5 مليون دولار أمريكي، لكنه أُزيل من السوق بعد شهر واحد فقط، وفي مارس 2022، عاد القصر إلى العرض بنفس السعر، واستمر كذلك طوال فترة استخدامه من قبل دوق ودوقة ساسكس لتصوير المسلسل، وبعد ستة أشهر من إطلاق المسلسل في ديسمبر 2022، تم سحبه مجدداً لعدم نجاح عملية البيع، قبل أن يعاد طرحه للمرة الأخيرة في أبريل 2024، لكن في هذه المرة، تم تخفيض السعر بمقدار 3.5 مليون دولار ليصبح السعر المطلوب حالياً 29,995,000 دولار، ومع ذلك، ما زالت عملية البيع تمثل تحدياً حقيقياً.

تحليل الخبراء: لماذا يصعب بيع القصر؟

نقلت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، عن وكيل العقارات ريان مالمستين قوله: لقد اقتربنا من إتمام البيع عدة مرات، ولكن لسبب أو لآخر، اختار المشتري خياراً آخر، وأشار إلى أن المشكلة قد تكون في حجم العقار نفسه، فالمشترون اليوم يميلون إلى الرغبة في مساحات أصغر بكثير، قد يدفعون نفس المبلغ، لكنهم يفضلون منزلاً أصغر، وهذا يمثل تحدياً كبيراً في منطقة مثل مونتيسيتو.

كما أوضح الخبراء أن المنازل في مونتيسيتو عادة ما تكون قصوراً ضخمة، وهذا بحد ذاته يضيّق شريحة المشترين المحتملين في المقام الأول، ورغم الدعاية الهائلة التي حظي بها المنزل بسبب مسلسل "هاري وميغان"، فإنها لم تنجح في تعزيز الاهتمام بالبيع، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الزوجين لم يوضحا أن العقار كان مجرد إيجار فاخر لأغراض التصوير، مما ربما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه منزلهما الفعلي، كما لا يمكن إغفال عوامل أخرى تخص المنطقة، حيث الأسعار باهظة أصلاً، والتضاريس غير المستقرة التي تجعلها عرضة للفيضانات والحرائق في بعض الأحيان، وهي عوامل تثني المشترين عن الالتزام بعقارات بملايين الدولارات.

ملاذ ساسكس الخاص: استثمار بملايين الدولارات

من الجدير بالذكر هنا، أن ميغان وهاري يعيشان في منزلهما العائلي الخاص الذي يمثل ملاذهما الآمن، والذي قاما بشرائه في عام 2020 بقرض عقاري ضخم بلغ 14.65 مليون دولار، ويعد هذا المنزل تحفة معمارية بحد ذاته، حيث يضم تسع غرف نوم وستة عشر حماماً، بالإضافة إلى وسائل ترفيهية فاخرة مثل مسبح خاص وملعب تنس وقبو وغرفة ألعاب، ومنذ شرائه، ارتفعت قيمة العقار بشكل ملحوظ، فوفقاً لتقديرات Zillow "منصة تقييم العقارات الأمريكية"، يعتقد أن قيمة المنزل تبلغ حالياً ما يقارب 29 مليون دولار، هذه القيمة المرتفعة تضع الزوجين في وضع مالي ممتاز، خاصة إذا قررا شراء منزل ثانٍ، كنوع من أنواع الاستثمار، خصوصًا مع تدفق الأموال لعائلة ساسكس من عدة أوجه، ومنها النجاح المبهر لعلامة ميغان ماركل التجارية.

يقول الخبراء إذا كان هناك شيء يتقنه المشاهير، فهو شراء وبيع العقارات،لأنه فرصة عمل جانبية مربحة للغاية، وهو ما يفسر استمرار نجوم كبار مثل إيلين دي جينيريس وجينيفر أنيستون في الشراء والبيع الناجح للعقارات في المنطقة.