نهير زين

خاص "هي": "نهير زين" من الهندسة المعمارية إلى ثورة الجلود النباتية.. "Leukeather" يضع المنطقة في صدارة الابتكار الأخلاقي

نادين منيّر
6 أكتوبر 2025

نشأت في كنف الثقافة الإماراتية، ومن خلفية معمارية وبحثية عميقة، برزت نهير زين كقوة دافعة للابتكار المستدام في المنطقة. هذه الشابة المصرية-الإماراتية لم تكتفِ بتصميم المباني، بل انتقلت لتصميم مستقبل أكثر وعيًا وأخلاقية للمواد الفاخرة.

مؤسِسة "Leukeather"، البديل النباتي الفاخر للجلود الغريبة، تخوض مسيرة ريادية تثبت فيها أن المنطقة يمكن أن تقود التغيير العالمي. في هذا اللقاء مع "هي"، نتعمق معها في الرحلة التي حوّلت أبحاثها عن الاستدامة إلى مشروع تجاري رائد، وكيف تتغلب كامرأة رائدة على تحديات التمويل، ودورها كصوت نسائي يشكل ملامح أجندة الاستدامة في الشرق الأوسط.

نهير زين مؤسِسة "Leukeather"
نهير زين مؤسِسة "Leukeather"

بدأت "Leukeather" بمهمة توفير بديل مستدام للجلود الغريبة، ولكن ما هي اللحظة تحديدًا في حياتك التي تبلورت فيها هذه الرؤية لتصبح شيئًا أيقنتِ أنه يجب السعي وراءه؟

أدركت أنه يجب عليّ السعي لتحقيق هذه الرؤية في عام 2019 عندما بدأت أقرأ بعمق عن التأثير البيئي للمواد واكتشفت الممارسات غير الأخلاقية التي يواجهها العمال في صناعات الجلود التقليدية والجلود الغريبة. بفضل خلفيتي في التصميم والاستدامة، أدركت أنه يمكنني أن أفعل أكثر من مجرد ابتكار منتجات جميلة. يمكنني توسيع الابتكار إلى عمل تجاري يوظف الناس بشكل أخلاقي، ويحسن سبل عيشهم، ويحقق تأثيرًا اجتماعيًا وبيئيًا. بالنسبة لي، لا يقتصر "Leukeather" على ابتكار مادة مستدامة فحسب، بل يتعلق أيضًا بإثبات أن منطقتنا يمكن أن تقود الابتكار الأخلاقي والدائري بينما تساهم في الاقتصاد بطرق هادفة.

بناء شركة ناشئة في مجال الاستدامة، يأتي مع عقبات فريدة. ما هي أصعب الحواجز التي واجهتها: سواء كانت ثقافية، مالية، أو نظامية، وكيف تغلبت عليها؟

توجد في دول الخليج العديد من الفرص للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة. حتى أن دبي أطلقت حملة وطنية بعنوان "الإمارات: عاصمة الشركات الناشئة في العالم"، مع خطط طموحة لدعم الشركات الناشئة بطرق مذهلة. وقد استفادت "Leukeather" كشركة ناشئة من هذا النظام البيئي من خلال المعارض، وعروض الشركات الناشئة، والمقالات في المجلات، ومنصات أخرى منحتنا الظهور. ومع ذلك، كان صعب حاجز واجهته كمؤسِسة أنثى منفردة هو الوصول إلى الاستثمار. لا يزال العثور على مستثمرين ورؤوس أموال جريئة في المنطقة يؤمنون حقًا برؤيتي يمثل تحديًا، وقد يكون هذا مرتبطًا بتحيز ثقافي حيث غالبًا ما تُفضَّل الفرق التي يقودها الذكور أو الشركات التي تعتمد على التكنولوجيا فقط. على الرغم من ذلك، واصلت بناء المصداقية من خلال الجوائز العالمية، والاختبارات الصارمة، والاعتراف الدولي، مما ساعد في ترسيخ مكانة "Leukeather"  كمشروع جاد يستحق الاستثمار.

Leukeather

الفوز بجائزة "Unlock Her Future Prize" يسلط الضوء على دورك كرائدة أعمال أنثى في مجال غالبًا ما تهيمن عليه الشركات الكبرى. كيف ترين دور النساء في تشكيل السرد المتعلق بالاستدامة في الشرق الأوسط؟

تتمتع النساء في الشرق الأوسط بموقع فريد لقيادة السرد المتعلق بالاستدامة لأننا غالبًا ما نرى الأنظمة بشكل شمولي ونربط بين البيئة والمجتمع والثقافة. الفوز بجائزة "Unlock Her Future Prize"  لم يكن عني أنا فقط، بل كان يهدف إلى إظهار أن رائدات الأعمال هنا يمكنهن أخذ الريادة في علوم المواد، والتكنولوجيا، وابتكار المنتجات الفاخرة. نحن نجلب حساسيات مختلفة للتصميم، والتعاطف مع القيادة، والمرونة لبناء الأعمال التجارية في بيئات مليئة بالتحديات. أعتقد أن النساء لا يشكلن أجندة الاستدامة فحسب، بل يعيدن تعريف شكل الابتكار في هذه المنطقة، مرتكزًا على الرعاية، والأصالة، والتأثير طويل الأمد.

كيف تساعدك التكنولوجيا في دفع التغيير البيئي، وكيف توازنين بين الابتكار والمبادئ الخالدة للاستدامة؟

التكنولوجيا هي محور كيفية تحويل الكبسولات المهملة إلى "Leukeather". من تجربة المعالجات إلى استكشاف الروبوتات من أجل قابلية التوسع، تسمح لنا التكنولوجيا بدمج العلم مع التصميم. ومع ذلك، بالنسبة لي، الابتكار ليس مجرد مسألة سرعة أو حجم. يجب أن يتماشى مع المبادئ الخالدة للاستدامة مثل احترام الطبيعة، والعمل مع الدورات الطبيعية، وإنشاء منتجات تدوم. أرى "Leukeather" كجسر بين علوم المواد المتطورة والعيش الواعي، حيث تُضخِّم التكنولوجيا ذكاء الطبيعة بدلاً من أن تحل محله. أعتقد أن الاستدامة والابتكار يسيران جنبًا إلى جنب، وأن أي شيء مستدام حقًا هو بالتعريف مبتكر، لأنه يتحدانا لإعادة التفكير في الأنظمة القائمة وابتكار حلول تخدم كلاً من الناس والكوكب.

Leukeather

كيف أثر الفوز بجائزة Unlock Her Future على مسيرتك، ليس فقط من حيث الظهور، ولكن أيضًا في الموارد، والإرشاد، والقدرة على توسيع نطاق تأثيرك عبر دول الخليج؟

لقد كانت جائزة "Unlock Her Future Prize" حقًا نقطة الانطلاق لـ "Leukeather". كنت قد طورت نموذجًا أوليًا قبل اختياري، لكن البرنامج ساعدني في تحويل هذه المادة المبتكرة إلى عمل تجاري حقيقي. من خلال دعمهم في الإعداد التجاري، والوصول إلى المحامين، والخبرة التسويقية، والتمويل، تمكنت من بناء أساس متين كان سيستغرق مني سنوات لتحقيقه بمفردي. علاوة على الموارد، فتحت الجائزة أيضًا الأبواب للإرشاد، والشبكات العالمية، والمصداقية في مجال يعد فيه التقدير أمرًا حيويًا. لقد سارعت مسيرة "Leukeather"، ونقلتنا من مجرد فكرة طموحة إلى عمل تجاري متنامٍ أصبح الآن جاهزًا للتوسع عبر دول مجلس التعاون الخليجي وما وراءها.

Leukeather