
بيركهول: ملاذ ملكي ساحر يداوي جراح الملك تشارلز الثالث
في خضم التحديات الصحية التي يواجهها، ومع تواصل التزاماته الملكية التي لا تتوقف، يجد الملك تشارلز الثالث "76 عامًا"، ملاذه الخاص في بيركهول (Birkhall)، المنزل الساحر، الكائن على أطراف قصر بالمورال الأسطوري في اسكتلندا، ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو واحة من الهدوء والجمال الطبيعي، تُعانقها التلال الاسكتلندية المتماوجة وتتزين في خلفيتها بقمة جبل لوشناغار الشاهقة.
بيركهول المكان الذي يختاره الملك للاستراحة واستعادة عافيته، بعيدًا عن صخب الحياة الملكية وضغوطها.
بيركهول: قصة عشق ملكية تمتد عبر الأجيال
يحمل بيركهول في طياته تاريخًا عائليًا عريقًا، فهو أحد العقارات الثمينة التي ورثها الملك تشارلز عن جدته الملكة الأم إليزابيث، هذا الارتباط العميق بالملكة الأم يضفي على المنزل أهمية خاصة في قلب العائلة المالكة، فهو ليس مجرد مبنى، بل هو جزء من إرث وتاريخ يتجسد في كل زاوية من زواياه.
لم يكن اختيار بيركهول مجرد صدفة، فقد اختاره الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا لقضاء شهر العسل بعد زواجهما عام 2005، في دلالة واضحة على حبهما العميق للطبيعة الخلابة التي تحيط به. وحتى يومنا هذا، لا يزال الزوجان الملكيان يعودان إلى هذا الملاذ الساحر كل عام، للاحتفال بذكرى زواجهما في أجواء من الخصوصية والجمال.
جولة ساحرة في أرجاء بيركهول
يُعدّ بيركهول تحفة معمارية ريفية بامتياز، بواجهته الأمامية التي تشبه البطاقات البريدية، وتصميمه التقليدي الذي يفوح سحرًا، وتبرز شرفته الزرقاء الفاتنة، التي تُكملها النوافذ المتطابقة والنباتات المتسلقة على الجدران، لتمنحه طابعًا ريفيًا أصيلاً يأسِر الألباب.
وكما أظهرت صورة نُشرت بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لزواج الملك والملكة، فإن الشرفة ليست مجرد تفصيل معماري، بل هي مساحة رحبة شهدت لحظات خاصة. تُظهر الصورة الزوجين وهما يجلسان على مقعد خشبي، يحتضنان كلبتيهما من فصيلة جاك راسل تيرير، بلو بيل وبيث، في لقطة تعكس مدى الارتباط العائلي والحميمية التي يتمتعان بها في هذا المكان.
حتى المدخل الرئيسي للمنزل، بابه الملون الجميل، هو لوحة فنية نادرة تُظهر فخامة فريدة. هذه اللقطة، التي نادرًا ما تُرى، التقطت خلال فعالية أسبوعية إبان جائحة فيروس كورونا، مما يبرز حرص العائلة المالكة على المشاركة في المبادرات المجتمعية حتى من قلب ملاذهم الخاص.
الملكة إليزابيث الثانية وحديقة بيركهول
تُظهر صور أخرى، الملك تشارلز وهو يقف إلى جانب والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية، على العشب المنحدر الشهير، مما يكشف عن اتساع العقار ونوافذه المتعددة التي تطل على مناظر طبيعية ساحرة.
ولعل أكثر ما يميز بيركهول، هو حديقته التي تُعد انعكاسًا لشغف الملك تشارلز العميق بالطبيعة وإرث جدته، هذه الحديقة، التي صممتها الملكة الأم بنفسها، تحمل قيمة شخصية ومعنوية كبيرة للملك، وكما قال هو بنفسه: "إنه مكان مميز للغاية، خاصةً لأنه من تصميم جدتي، إنها حديقة طفولتي، وكل ما فعلته، في الواقع، هو تحسينها قليلاً"، هذه الكلمات تُظهر مدى تقديره لجهود جدته ورغبته في الحفاظ على هذا الإرث الجميل وتطويره.
لمسات شخصية في قلب بيركهول
لا يقتصر سحر بيركهول على المبنى الرئيسي والحدائق، بل يمتد ليشمل تفاصيل أخرى تُضفي عليه طابعًا فريدًا، من بين هذه التفاصيل "منزل ويندي" المُغطى بالقش، وهو مبنى فريد من نوعه أُنشئ عام 1935 خصيصًا للأميرة إليزابيث حينها -الملكة إليزابيث الثانية لاحقًا- وشقيقتها الأميرة مارغريت، وقد استمتع بهذا المنزل العديد من أبناء العائلة المالكة على مر السنين، مما يجعله شاهدًا على أجيال من الذكريات الملكية.
كما كشفت العائلة المالكة في وقت سابق عن صورة لمكتب الملك تشارلز المؤقت، والذي يقع داخل إحدى غرف المعيشة في العقار، هذه الغرفة، على الرغم من مساحتها المتواضعة، تعج باللمسات المنزلية الدافئة، من المصابيح والزهور إلى الصور الفوتوغرافية التي تملأ المكان.
ومن بين الإطارات العديدة، تبرز صورة لتشارلز وزوجته كاميلا يوم زفافهما، في لفتة حميمية تؤكد على العلاقة الوثيقة التي تربطهما بهذا المكان الاستثنائي.