خطوات واستراتيجيات عملية تبني شخصيتكِ الرقمية المتطورة بنجاح.. اعتمديها

خطوات واستراتيجيات عملية تبني شخصيتكِ الرقمية المتطورة بنجاح.. اعتمديها

رحاب عباس المواردي

في زمن تحوّلت فيه الشاشات إلى نوافذ والبيانات إلى قصص، باتت شخصية المرأة الرقمية مرآة تعكس عمقها، قوتها، ورحلتها الفريدة. ولا شك أنها ليست مجرد صفحات على وسائل التواصل، بل امتداد لوعيّها، صوتها الذي يتردد عبر الأبعاد الافتراضية ليصل إلى حيث تريد.

ورغم أن المنصات الرقمية بمثابة سلاح ذو حدين، ولا ترحم أحيانًا؛ إلا أنها تحوي الإمكانيات التي يمكن استغلالها بجدارة للوصول إلى آفاق جديدة لا تنتهي "ليس لمواكبة العصر فحسب، بل لصنع تأثيرًا، بناء مجتمعًا يحمل معايير ويترك إرثًا رقميًا لكل امرأة على حدا.

لذا، اسألي نفسكِ: "أي بصمة رقمية تريدين تركها في هذا العالم اللامتناهي؟". وللإجابة على هذا السؤال، تابعي قراءة هذا المقال عبر موقع "هي" لمساعدتكِ على  بناء شخصيتكِ الرقمية المتطورة، حيث تكون التكنولوجيا فرشاتكِ، والإرادة إبداعكِ، والعالم كله معرضكِ؛ بناءً على توصيات خبيرة تطوير الذات لمى عزت من القاهرة.

بناء شخصيتكِ الرقمية تبدأ بهذه الخطوات

خطوات فعّالة لتعزيز شخصيتكِ الرقمية المتطورة بنجاح
خطوات فعّالة لتعزيز شخصيتكِ الرقمية المتطورة بنجاح

ووفقًا للأستاذة لمى، يتطلب خلق شخصية رقمية متطورة للمرأة مزيجًا من الاستراتيجية الواعية، التكنولوجيا المتطورة، والتعبير الأصلي عن الذات؛ من خلال الخطوات التالية:

الخطوة الأولى.. اكتشفي هويتكِ الرقمية

  • حدّدي أهدافكِ من الوجود الرقمي "مهني، إبداعي، تجاري، شخصي".
  • حدّدي نقاط قوتكِ، قيمكِ، رسالتكِ، وجمهوركِ المستهدف.
  • اكتشفي ما يجعلكِ فريدة بين الآخرين في مجالك.

الخطوة الثانية.. اختاري البناء التقني والمحتوى

  • خصّصي منصة أساسية احترافية "موقع شخصي/مدونة كمقر رقمي رئيسي".
  • تنوي في اختيار المنصات لتعزيز إبداعكِ المرئي.
  • أنشئي محتوى ذو قيمة يعكس خبرتكِ ويساعد الآخرين.
  • استفيدي من الجودة البصرية "صور احترافية، تصميم متسق، وهوية بصرية مميزة".

الخطوة الثالثة.. تدّرببي على التمكين الرقمي والمهارات

  • تعلمي المهارات الرقمية "التسويق الرقمي، تحليل البيانات، وإدارة المحتوى".
  • احرصي على الأمان الرقمي"حماية الخصوصية، إدارة السمعة الرقمية، وحدود المشاركة".
  • التزمي بالتواصل الفعال بتطوير أسلوب كتابتكِ، وحواركِ الرقمي الذي يعبر عنكِ بوضوح.

الخطوة الرابعة.. طوّري نفسكِ باستمرار

  • تابعّي تطورات التقنية والاتجاهات الرقمية.
  • تتبّعي أداء محتواكِ وتطويره بناء على التحليلات.
  • ابنّي شبكة علاقات رقمية قيمة مع متخصصين ومؤثرين.

الخطوة الخامسة.. وازّني  بين الأصالة والاحترافية

  • كوني نفسكِ بصدق مع الحفاظ على الاحترافية
  • وازّني بين المشاركة الشخصية والحفاظ على الخصوصية
  • حدّدي ما تشاركيه وما لا تشاركيه بوضوح.

الخطوة السادسة.. امتلكّي القيادة الرقمية والتأثير

  • لا تغفلي عن المشاركة في نقاشات هادفة، تقديم خبرتكِ..
  • ساعدّي أخريات على تطوير وجودهن الرقمي.
  • ابتكّري أساليب جديدة في عرض محتواكِ.

الخطوة السابعة.. واجهّي التحديات وضعّي الحلول المناسبة

  • واجهّي التنمر الرقمي وضعي سياسات واضحة للتعامل مع التعليقات السلبية.
  • خصّصي أوقات محددة للتفاعل الرقمي.
  • تكّيفي مع التغيرات السريعة في المنصات والاتجاهات.

وازّني بين العالم الرقمي والواقعي أثناء تطوير شخصيتكِ بهذه الاستراتيجيات

استراتيجيات عملية لامتلاكك شخصية رقمية متطورة
استراتيجيات عملية لامتلاكك شخصية رقمية متطورة

وتابعت الأستاذة لمى، بما أن الموازنة بين العالمين هو أساس صحة الشخصية الرقمية واستدامتها؛ لذا إتبعّي الاستراتيجيات العملية التالية:

  • ضعّي جدولة زمنية محددة "خصّصي أوقاتًا ثابتة للتفاعل الرقمي (مثلًاساعتين يوميًا)؛ كذلك حدّدي أوقاتًا خالية تمامًا من الشاشات ( مثلًا أثناء الوجبات، الساعة قبل النوم)"، وأيضًا اختاري يوم واحد أسبوعيًا أو بضعة أيام شهريًا للانفصال الكامل.
  • اعتمدي على التكامل الواعي بين العالمين باستخدام "العالم الرقمي لتعزيز  العالم الواقعي"، على سبيل المثال: ( تنظيم لقاءات واقعية عبر المجموعات الرقمية، تحويل الخبرات الواقعية لمحتوى رقمي من خلال مشاركة دروس من تجارب حقيقية من دون انتهاك خصوصية الآخرين، كذلك عندما تكونين في العالم الواقعي، كوني حاضرة بالكامل).
  • احّمي حدودكِ الصحية من خلال فصل الهويات (عدم استخدام حساب العمل في الوقت الشخصي والعكس)، الخصوصية المغلقة (تحديد ما يبقى خصوصيًا ولا يدخل العالم الرقمي)، ومقاومة الإلحاح الرقمي (عدم الاستجابة الفورية لكل إشعار، تدريب النفس على التأجيل).
  • تعرفي على المؤشرات الواقعية للنجاح من خلال قياس التأثير بالواقع ( ليس بعدد المتابعين، بل بجودة العلاقات الواقعية التي تبنيها)، النجاح المهني المتكامل ( أن يكون التطور الرقمي داعمًا للتطور الواقعي، لا منافسًا له)، والصحة النفسية ( مراقبة مشاعركِ؛ إذا زاد القلق أو المقارنة، فقد حان الوقت لإعادة التوازن).
  • لا تستغني عن الطقوس الانتقالية وهي طقوس بدء العمل الرقمي (كوب شاي، نفس عميق قبل الدخول للعالم الرقمي)، طقوس إنهاء العمل الرقمي (إغلاق التطبيقات، تدوين ما أنجزته، شاشة مغلقة)، وفاصل جسدي ( النهوض والمشي بعد كل جلسة رقمية طويلة).
  • اهتمي المرونة والتقييم الدوري من خلال مراجعة أسبوعية (هل الوقت الرقمي يعزز حياتكِ أم يستنزفها؟)، ضبط المعايير (تقبلي أن التوازن ليس ثابتًا، فهو يتغير مع ظروف حياتكِ)، والصدق مع الذات (الاعتراف عندما تختل الموازنة وأخذ خطوات تصحيحية).
  • اجعلّي الأولويات الواضحة من خلال وضع قائمة "لا تفعلي" رقمية (تحديد ما لن تشاركيه أبدًا)، العلاقات الواقعية أولًا (الاستثمار في العلاقات وجهًا لوجه)، والأنشطة الفعّالة (ممارسة أنشطة بعيدة عن الشاشات مثل ممارسة الرياضة، الطهي، التنزهة في طبيعة).

الجدير الذكر، أن التوازن الناجح يتحقق عندما "يصبح العالم الرقمي أداة لتحقيق أهداف واقعية، لا تشعرين بالحاجة إلى تقديم صورة مختلفة عن ذاتكِ الحقيقية، تستطيعين الانفصال الرقمي من دون قلق، وتحافظين على علاقات وثيقة مع أشخاص يعرفونكِ خارج الشاشات".

شخصيتكِ الرقمية المتطورة هي التي تخدم الحياة الواقعية لا التي تتنافس معها
شخصيتكِ الرقمية المتطورة هي التي تخدم الحياة الواقعية لا التي تتنافس معها

وأخيرًا، تذكّري دومًا، أن شخصيتكِ الرقمية الأكثر تطورًا هي التي تخدم الحياة الواقعية، لا التي تتنافس معها. فعندما يكون العالم الرقمي انعكاسًا متوازنًا لواقع غني ومتنوع، ستكونين قد حققتِ التوازن الحقيقي، وخصوصًا مع الاستمرار في التعلم والتكيف مع الحفاظ على جوهركِ وقيمكِ. لذا، ابدئي من الآن فصاعدًا بخطوات صغيرة، كوني متسقة، واسمحي لشخصيتكِ الرقمية بالتطور الطبيعي مع تطوركِ لنفسكِ.