فن الامتنان في العمل: كيف تشكرين زملاءك باحترافية تزيد من رصيدك المهني؟

في خضم مسؤولياتك اليومية الضاغطة، ومحاولتك المستمرة للموازنة بين الإنجاز السريع والدقة، قد تجدين نفسك طلبتِ مساعدة من زميلة أو زميل لتجاوز عقبة ما، لكن وبعد أن نجحتِ في المهمة وتلقيت المساعدة المطلوبة،هل توقفتِ لحظة للتفكير في "ما بعد المساعدة"؟

تميل النساء بطبعهن إلى اللطف والاهتمام بالتفاصيل الاجتماعية، ولكن في بيئة العمل، قد تقع المرأة في فخ المبالغة في الشكر حتى تبدو "لطيفة"، أو تتجاهله تماماً لتبدو "صارمة"، لكن السر يكمن في التوازن؛ فالشكر الذكي هو أداة دبلوماسية ناعمة تبني لكِ تحالفات قوية، وتجعل زملاءك مستعدين لدعمك دائماً.

كنا قد قدمنا لك هنا في موقع "هي" طريقة طلب المساعدة من زملاء العمل دون إحراج، واليوم نقدم لكِ عزيزتي، قواعد إتيكيت الشكر في المكتب، مع نماذج رسائل جاهزة تعكس رقيّك واحترافيتك في العمل.

متى وكيف تقدمين الشكر؟

ليست كل المواقف تستدعي نفس رد الفعل، لكي تحافظي على صورتك المهنية، يجب أن يوازي حجم الشكر حجم المساعدة المقدمة:

• للمساعدة السريعة: اكتفي ابتسامة صادقة، أو رسالة قصيرة عبر واتساب أو تطبيقات العمل الداخلية،ولا تبالغي في الاعتذار أو الشكر هنا حتى لا تظهري بمظهر قليل الحيلة.
• للمساعدة الملموسة: المساعدة الملموسة تستدعي إرسال بريد إلكترونيرسمياً لتوثيق تقديرك، ومن الأمثلة على هذه المساعدة قيام أحد الزملاء بأداء مهامك أثناء غيابك المرضي.
• للمواقف الاستثنائية: هل قدم لكِ شخص ما توجيهاً مهنياً ساعدك في الترقية، أو أنقذ مشروعك من الفشل؟ هنا اللمسة الشخصية ضرورية، يمكن أن تكون عبارة عن دعوة لتناول القهوة، أو هدية مكتبية رمزية وأنيقة، هذه ستكون لفتة لا تُنسى.

القواعد الذهبية لرسالة الشكر الأنيقة

الآن وحتى تكون رسالتك مؤثرة وتعكس ثقتك بنفسك، التزمي بهذه النقاط:

• كوني سريعة: الشكر المتأخر يفقد بريقه، حاولي إرسال رسالتك خلال 24 ساعة.
• كوني محددة: بدلاً من قول شكراً لك فقط، قولي: شكراً لأنك ساعدتني في كذا وكذا، لأن التحديد يظهر أنكِ منتبهة للتفاصيل ومقدرة للجهد.
• ركزي على الأثر: من الرائع أن توضحي كيف ساعدتك هذه اللفتة من الزميل، لأن هذ التوضيح يرفع من قيمة الشكر، ومن قيمة الفعل لدى الزميل نفسه.

نماذج رسائل جاهزة

إليكِ صيغاً مدروسة تجمع بين الدفء والمهنية، يمكنك استخدامها فوراً، أو إجراء تعديل عليها حسب ما ترينه مناسبًا، كأن تذكري اسم الزميل أو تحددي الموضوع:

النموذج الأول: شكر لزميلة ساعدتك في مهمة صعبة

"عزيزتي، ممتنة جداً لوقتك وجهدك معي اليوم، لمساتك وملاحظاتك أضافت قيمة كبيرة للعمل وجعلت الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة لي، شكراً لدعمك الدائم، وسعيدة جداً بالعمل معك."

النموذج الثاني: شكر لمن غطى مكانك أثناء إجازتك

"مرحباً، شكراً جزيلاً لاهتمامك بملفاتي ومتابعة العملاء أثناء غيابي، لقد ساعدني ذلك على الاستمتاع بإجازتي دون قلق، وجعل عودتي للمكتب أكثر سلاسة، أقدر لكِ هذا المجهود، وأنا موجودة دائماً لرد الجميل في أي وقت."

النموذج الثالث: رسالة امتنان لمديرة

"عزيزتي، أود أن أشكركِ من قلبي على النصائح التي شاركتِها معي بخصوص هذا الموضوع، توجيهاتك ساعدتني كثيراً على اتخاذ القرار الصحيح وزادت من ثقتي في خطواتي القادمة، أنا محظوظة لأنني أتعلم من خبرتك."

النموذج الرابع: شكر لزميل أنقذ موقفاً طارئاً

"عزيزي، لا تكفي الكلمات لشكرك على تدخلك السريع لحل المشكلة، هدوءك واحترافيتك في التعامل مع الموقف صنعا فارقاً كبيراً، شكراً جزيلاً لك على هذا الدعم."

أحد أسرار المرأة القيادية

هل تعلمين أن شكر الآخرين علناً يزيد من جاذبيتك القيادية؟ عندما يقوم أحد أعضاء فريقك أو زملائك بمجهود رائع، لا تترددي في وضع مديرك في نسخة (CC) من إيميل الشكر.

هذا

التصرف لا يجعلك تبدين ضعيفة، بل على العكس، يظهرك كشخصية واثقة، لا تخشى أن تضيء تاج غيرها، وتعرف كيف تنسب الفضل لأهله، وهي صفة أساسية مطلوبة في القيادات النسائية.

دائرة الدعم ورد الجميل

أخيراً، تذكري أن العلاقات في العمل هي أخذ وعطاء، عندما تشكرين زميلتك، ذيلي رسالتك بعبارة لطافة، وأكدي لها أنك على استعداد تام لمساعدتها ورد الجميل في أي وقت، إن أي عمل هو تركيبة تكامل يكمل بعضها البعض الآخر، لذلك فإن بناء شبكة دعم قويةوعلاقات وطيدة داخل العمل أمر مفيد للجميع وللعمل على حد سواء، وهذا يبدأ بكلمة طيبة، لينتهي ببيئة عمل صحية ومريحة لكِ وللجميع.

الآن، راجعي بريدك الإلكتروني أو ذاكرتكِ القريبة، وفتشي فيها هل هناك زميلة أو زميل قدم لكِ معروفاً ولم تشكريه بعد؟ اختاري أحد النماذج السابقة، وأضيفي لمستكِ الخاصة، وأرسليها الآن، وتأكدي أن هذه الرسالة الصغيرة قد تكون استثمارك الناجح.