حب الذات من وحي الملكات: دروس خالدة من كليوباترا إلى إليزابيث
كم مرة التفتِ حولكِ، تمنحين الحنان للآخرين، وأتقنتِ العطاء بلا حدود، وتفانيتِ في التضحية بلا حساب؟ كم مرة نسيتِ نفسكِ، التي تستحق حبك ورعايتك؟ أين حبك لذاتك؟ أين أنتِ من بين كل من حولك؟
غاليتي المعطاءة، اعلمي أن حب الذات ليس أنانية كما يروج البعض، بل هو فن الإصغاء إلى روحكِ، والاحتفاء بما أنتِ عليه دون شروط. حبك لذاتك حق مشروع؛ هو أن تدافعي عن هويتك، أن تنظري إلى نفسك بعين الرحمة والاحتواء، وأن تدركي أنكِ أنت أكثر من يحبك، وأنكِ وحدك من تقدّرين ذاتك.
اعلمي أنكِ حين تحبين ذاتك، لا تبحثين عن الكمال، بل تسكنين سلامك الداخلي، وتزدهرين بثقتك فيها، وتختارين حياتك بوعي. حب الذات ليس رفاهية، بل خطوة ضرورية نحو القوة والعزة والحرية، ومطلب أساسي لتحقيق رقيك وتقدمك.
تعلمي كيف تحبين ذاتك من وحي أجمل وأقوى الملكات اللاتي ذكرهن التاريخ، بدءًا من كليوباترا ونفرتيتي، وصولًا إلى إليزابيث الأولى وكاثرين العظمى. جميعهن جسّدن حب الذات كقوة أنثوية راقية؛ ليس أنانية، بل إيمان عميق بأن من تعرف قيمتها قادرة على أن تُحدث فرقًا.
غاليتي، احبي ذاتك، اخطي خطاهن، وتابعي معي بدقة كيف تكتشفين حب الذات من وحي الملكات، وكيف يمكن أن تكوني لنفسك السند والقيمة، وكل شيء في الحياة.
كيف أتقنت ملكات العالم على مر التاريخ حب الذات؟
سؤال يهمس في أذهان النساء حين ينظرن إلى تلك الشخصيات الأسطورية التي سطّرت أسماءها على صفحات التاريخ. لم يكن حب الذات نوعًا من أنواع الترف لملكات عاشن في القصور بل كان سر من أسرار قوة التأثير لديهن.
لقد فهمت كل ملكة أن حب الذات ليس أنانية، بل هو الوعي العميق بقيمة الذات، فكليوباترا أحبت ذاتها حين آمنت بذكائها قبل جمالها، ونفرتيتي حين رأت في نفسها انسجامًا بين الروح والجمال، وإليزابيث الأولى حين اختارت أن تكون حرة القرار لا ظلًّا لأحد.
حين نتأمل قصص الملكات اللواتي خطفن الأضواء عبر العصور، ندرك أن حب الذات لم يكن مجرد شعور داخلي، بل أداة قوة وإلهام.
كليوباترا لم تعش حياتها لتتلقى الإطراء، بل لأجل أن تقود مصر بحكمة وذكاء، ونفرتيتي لم تكن أيقونة جمال فحسب، بل رمزًا للسلطة والوعي الداخلي، وإليزابيث الأولى لم تسمح لأحد أن يعوقها أحد عن تحقيق استقلالها أو يضع شروطًا على اختيارها. كل ملكة من هؤلاء الملكات الفاتنات أثبتت أن حب الذات يعني، الاعتراف بقيمتكِ الخاصة قبل أن يقدركِ العالم.
تابعي معي كيف أتقن حب الذات، وتعلمي منهن كيف يمكنك امتلاك قوة التأثير بحبك لذاتك.
-
كليوباترا السابعة
حب الذات في الذكاء والقيادة، كانت آخر فراعنة مصر، لم يكن جمالها سرها، بل ذكاؤها وثقافتها ووعيها بذاتها.كانت تتحدث لغات متعددة، وتُجيد فن الخطابة، وتُدير السياسة بمهارة. كانت تؤمن أن قيمة المرأة لا تُقاس بجمالها، بل بقدرتها على التأثير والاختيار.

-
نفرتيتي
كانت رمز الجمال الأبدي، وسرها الحقيقي كان انسجامها الداخلي، وكانت تجمع بين الرقة والقوة، وتحب ذاتها بسلام واعتزاز.
-
حتشبسوت
حب الذات في كسر القيود. فقد أعلنت نفسها فرعونًا لمصر، وأثبتت أن القوة لا ترتبط بالجنس بل بالعزيمة. قادت مشروعات ضخمة وظل عهدها من أكثر الفترات ازدهارًا في التاريخ.
-
زنوبيا
حب الذات في الكبرياء والكرامة. فقد واجهت روما بثقافتها وذكائها. كانت ترى أن حب الذات هو الدفاع عن الكرامة والهوية.
-
إليزابيث الأولى
حب الذات في الاستقلال والاختيار كان ما تؤمن به، رفضت الزواج لأنها أرادت أن تكون سيدة قرارها. اختارت حبها لذاتها ومسؤوليتها على أن تتخلى عن رؤيتها.
-
كاثرين العظمى
ملكة روسيا التي غيّرت ملامح إمبراطورية بأكملها. فقد آمنت أن المعرفة ترفع الإنسان، وأن المرأة القوية تبدأ من عقلها الواعي.
-
الملكة فيكتوريا
استمرت في الحكم رغم الحزن، وأثبتت أن القوة تعني النهوض رغم الألم.
-
إيزابيلا الأولى
أتقنت حب الذات في الرؤية والشجاعة، ودعمت رحلة كولومبوس وآمنت بقدرتها على تحقيق المستحيل.
-
آن بولين
رفضت أن تكون مجرد تابع وسعت لتكون صوتًا مسموعًا رغم العواقب. تعلمي منها وكوني مثلها.
-
الملكة ماتيلدا
ملكة الإصرار، قادت الجيوش لتثبت جدارتها بالحكم، ولم تنتظر الإنصاف من أحد لأنها تدرك قيمة نفسها وتقدرها جيدًا.
ما الذي يجمع هؤلاء الملكات؟
حب الذات هو كلمة السر والاساس القوي الذي جمع بين هؤلاء الملكات الفاتنات القويات
- لم ينتظرن الاعتراف بهن، بل صنعن قيمتهن بأنفسهن.
- لم يكن حب الذات عندهن غرورًا، بل احترامًا للنفس وثقة بالقدرة.
- أحببن أنفسهن كوسيلة للعطاء لا للتفاخر.
- امتازن بالذكاء وتمتعن بروح قتالية من أجل تحقيق الذات.

كيف تطبقين حب الذات في حياتكِ اليوم من وحي ملكات التاريخ؟
من منظور نفسي وبحسب د. أميرة داوود اختصاصية علاج بالشعور، يمكنك غاليتي تطبيق حب الذات كما يلي:
- عاملي نفسك كما تعامل الملكات أنفسهن.
- احتفي بإنجازاتك الصغيرة.
- لا تخشي السير وحدكِ وثقي بخطواتك.
- اجعلي من حب الذات طاقة للعطاء.
- لا تنتظري أحدًا ليتوجك.
- عززي من ثقتك بنفسك.
- اهتمي بعمل طقوس يومية تحقق لك الاسترخاء والمزاج الجيد لتعزيز تفكيرك وقدرتك على الارتقاء بنفسك.
خلاصة القول:
غاليتي الملكة الجميلة، اعلمي أن تاجكِ وُلد معكِ منذ نعومة أظافرك! تاجك هو وعيكِ، كرامتكِ، وشجاعتكِ، هو حبك لذاتك. حاربي من أجلك أولًا، واحرصي أن تكوني نفسك وستأتيكِ البقية كما تأملين.
تذكري أن حب الذات ليس أنانية أو رفاهية، بل إرث نساءٍ خالدات حفرن أسمائهن بالذهب على صفحات التاريخ. ارفعي رأسكِ وضعي تاجكِ بثقة، لأنكِ ببساطة ملكة تستحق أن تُحب نفسها كما هي، ولأنك أنت الحياة وبدونك يا حواء لا توجد حياة.
