حلمكِ كصانعة محتوى هادف ومؤثرة رقمية يتحقق على أرض الواقع بهذه الخطوات
هل تحلّمين بأن تكوني صوتًا يُسمع في ضجيج العالم الرقمي؟، وهل شعرتِ بأن لديكِ رسالة تستحق الانتشار، وفكرة يمكّنها تغيير حياة؟. ربما حان الوقت لتكوني أحد المؤثرات العالميات وصانعة محتوى هادفة "ليس كأي صوت، بل كصدى يبقى؛ وليس كأي تأثير، بل كبصمة تُخلّد".
هذا ليس مجرد حلم أو خيال أُناشدكِ به، بل دعوّتي لكِ لنُبحر سويًا في أعماق العصر الرقمي؛ لتكوني المرأة التي تُضيء شمعة معرفة في عتمة الجهل، الصوت الذي يهمس بالحكمة حين يصبح الصخب طاغيًا، والقائدة التي تمسك بيد غيرها لترتقي معها.
لذا، دعينا ننطلق سويًا في رحلة عبر موقع"هي" لتتعلمي من خلالها كيف تصبحين صانعة محتوى هادفة ومؤثرة رقمية، حيث تتحول كلماتكِ إلى بصمة، وفكركِ إلى تأثير، ووجودكِ إلى إلهام؛ بناءً على توصيات استشارية التنمية البشرية الدكتورة ريماس عدلي من القاهرة.
المؤثرة الرقمية ليست مجرد المشهورة على السوشيال ميديا

ووفقًا للدكتورة ريماس، المؤثرة الرقمية (Digital Influencer) هي شخصية تمتلك حضورًا قويًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتستطيع التأثير في آراء وسلوكيات ومشتريات متابعيها من خلال المحتوى الذي تنتجه. ولا يكون وجودها عبر المنصات للشهرة فقط؛ لأن المشهورة " قد تكون معروفة لأي سبب فكاهة، غناء، الخ"، أما المؤثرة " فهي تقوم بالتأثير الفعلي في حياة متابعيها وتوجيههم لقرارات هادفة ومدروسة".
المؤثرة الرقمية مسؤولياتها هادفة
وتابعت دكتورة ريماس، المؤثرة الرقمية الحقيقية هي قائدة رأي وصانعة تغيير من خلال منصاتها الرقمية، وعلى حسب نوع التخصص الذي تستهدفه سواءً "تعليمي، توعوي، اجتماعي، جمالي، أو في الموضة"، وذلك بخلاف التأثير التطويري للذات من عدّة زوايا. فضلًا عن ذلك، يجب أن تمتلك معايير المؤثرة القائدة من حيث" المصداقية، الشفافية، تقديم قيمة حقيقية لمتابعيها، الالتزام الأخلاقي فيما تروج له، والتأثير الإيجابي في المجتمع بصفة عامة".
المؤثرة الرقمية تمتلكِ أسرارًا للتميُز
أكدت دكتورة ريماس، أن صناعة المحتوى الهادف تتطلب استراتيجية مدروسة ومزيجًا من المهارات والقيم. وبالتالي المؤثرة الرقمية هي من تمتلكِ الأسرار الرئيسية التالية:

- التميُّز بالتخصص الدقيق من خلال اختيار مجالًا محدًدا والتعمق فيه.
- امتلاك محتوى قائم على البحث من خلال معلومات موثوقة ومدعومة بمصادر.
- شرح المفاهيم المعقدة ببساطة من دون تبسيط مخل.
- التميز بالإنسانيات والقصص من خلال مشاركة المتابعين "تجاربكِ الحقيقية بتواضع وصدق"، كذلك تحويل التحديات إلى دروس مستفادة، والأهم استخدام القصص لتوضيح الأفكار المجردة.
- امتلاك أسلوب فريد في العرض والتقديم لجذب انتباه المتابعين والارتقاء بهم، لبناء مجتمع وليس متابعين.
- بناء المحتوى على قيم واضحة ومتوافقة مع القول والفعل "ما تقولينه وما تفعلينه"، لاكتساب ثقة المتابعين بالاستمرارية والموثوقية.
- التميز بالقيمة الملموسة من خلال محتوى "جاهز للتطبيق"، وأدوات مساعدة (قوائم، جداول، نماذج)، وأيضًا متابعة المتابعين لمعرفة نتائج التطبيق.
كوني صانعة محتوى هادف بهذه الخطوات
وتابعت دكتورة ريماس، لأي امرأة أوفتاة ترغب في أن تكون مؤثرة رقمية، وصانعة محتوى هادف؛ فعليها اتباع الخطوات التالية:

الخطوة الأولى.. ركّزي على الأساسيات والتخطيط لها
حدّدي هويتك الرقمية من خلال تخصصكِ وشغفكِ "ما المجال الذي تبدعين فيه؟"؛ كذلك رسالتك "ما التغيير الذي تريدين إحداثه في حياة متابعيك؟"، وأيضًا قيمك "المبادئ التي ستميزكِ (الصدق، البساطة، العمق)". علاوة على ذلك، ابحثي عن جمهورك، بتحديد الفئة المستهدفة (عمر، اهتمامات، تحديات)، ادرسي احتياجاتهم وأسئلتهم، واختاري المنصة المناسبة (تيك توك، إنستغرام، يوتيوب).
الخطوة الثانية.. طورّي مهاراتكِ من عدّة زوايا
استفيدي من مهارات التقنية "التصوير الأساسي والإنارة، المونتاج البسيط (تطبيقات مثلCapCut, InShot)، تصميم الجرافيك (Canva)". كذلك تعلمي مهارات المحتوى "فن الرواية القصصية، كتابة النصوص المؤثرة"، ولا تنسي تقديم المعلومات بشكل شيق من خلال لغة الجسد والتحدث أمام الكاميرا.
الخطوة الثالثة.. ركّزي الجودة وليس الكمية في إنتاج المحتوى
اتبعّي أنماط المحتوى الهادف "محتوى تعليمي وتثقيفي، قصص ملهمة وتجارب حية، نصائح عملية قابلة للتطبيق، حوارات ونقاشات هادفة، محتوى ترفيهي ذو قيمة"، باستخدام لغة بسيطة ومؤثرة.
الخطوة الرابعة.. التزمي بالصدق والتأثير الهادف
تأكدي أن تفاعلكِ صدق مع المتابعين هو سر امتلاككِ مجتمع هادف وليس عدد متابعين، وهنا أنشئي مساحات للحوار (مجموعات، بث مباشر)، شاركي تجاربكِ الشخصية بتواضع، ابحثي عن شراكات مع صانعي محتوى هادفين، شاركي في المبادرات التطوعية"، وحافظي على التوازن بين الحياة الشخصية والعمل" من أجل الاستمرارية الهادفة في عالم اللا حدود.
المؤثرة الرقمية وصانعة محتوى هادفة تمتلك هذه المهارات

من ناحية أخرى، أكدت دكتورة ريماس، أن التميز ليس في امتلاك كل المهارات التي سنستعرضها، بل في اختيار ما يناسب شخصية المرأة وتخصصها، وتطويره بطريقتها الفريدة. أما عن أبرز المهارات المبتكرة التي تميز المرأة في صناعة المحتوى والتأثير الرقمي، فهي كالتالي:
مهارات إبداعية متقدمة
- تميزّي في سرد القصص التفاعلي، من خلال "تحويل المحتوى إلى "رحلة" يختبرها المتلقي، استخدام تقنيات الواقع المعزز في القصص، ودمج العناصر التفاعلية في المحتوى (اختيارات، نهايات متعددة)".
- استخدمي البيئة البصرية المميزة، من خلال تطوير "عالم بصري خاص بكِ (ألوان، خطوط، رموز)، استخدام تقنيات الرسم الرقمي والرسوم المتحركة البسيطة، وإنشاء شعارات بصرية ترمز لأفكاركِ الرئيسية".
مهارات استراتيجية مبتكرة
- حوّلي البيانات إلى رؤى من خلال "تحليل تعليقات المتابعين لاكتشاف احتياجات خفية، استخدام أدوات التحليل لفهم سلوك الجمهور، وتطوير محتوى استباقي يتوقع احتياجات المستقبل".
- أعيدّي تقديم المحتوى بطرق مبتكرة عبر المنصات.
مهارات القيادة المجتمعية الرقمية
طورّي طقوس رقمية للمتابعين (لقاءات أسبوعية، فعاليات، إنشاء مسابقات ذات قيمة تعليمية، تصميم برامج تدريب مصغرة داخل المنصة). كذلك ركّزي على "تقديم إجابات سريعة ومختصرة للاستفسارات، تنظيم جلسات أسئلة مباشرة مخصصة، وإنشاء مكتبة أسئلة متكررة تفاعلية".
مهارات تقنية متقدمة
إنتجي محتوى ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الجودة، وتطوير قوالب محتوى قابلة لإعادة الاستخدام، كذلك احرصي على استخدام التحليلات المتقدمة "تتبع تأثير المحتوى على سلوك المتابعين، قياس العائد المعنوي والعلاقاتي، وتطوير مؤشرات أداء نوعية خاصة بكِ".
مهارات التميز الشخصي
لا تستغني عن مهارة الذكاء العاطفي الرقمي من خلال "فهم المشاعر خلف التعليقات والتفاعلات، الرد بذكاء عاطفي على الانتقادات، بناء علاقات عميقة عبر الشاشة". كذلك تطوير نفسكِ من خلال "نظام تعلم شخصي لمواكبة الاتجاهات، مشاركة رحلة التعلم مع المتابعين، وتحويل كل تجربة جديدة إلى محتوى".
مهارات إدارة المشروع الشخصي
احرصي دومًا على إدارة المحتوى كمنتج من خلال (تطوير "باقة محتوى" متنوعة، إنشاء نظام تسعير ذكي للشراكات، تصميم عروض قيمة فريدة للعلامات التجارية، ولا تنسي هنا تسويق ذاتكِ من خلال "ستخدام أساليب عرض مبتكرة، وبناء شبكة علاقات استراتيجية".
مهارات المرونة الإبداعية والابتكار المستمر
اعتمدي على التجريب المدروس من خلال "تخصيص 20 % من المحتوى للتجارب الجديدة، تحليل نتائج التجارب بموضوعية"، كذلك تعزيز المرونة الإبداعية لديكِ من خلال "التكيف السريع مع المتغيرات، تحويل التحديات إلى فرص إبداعية لديكِ".
مهارات التميز والقيادة المحنكة
تأكدي أن التوازن بين القوة واللين سر تميزكِ، باستخدام " الحس الإبداعي في اختيار المواضيع، وبناء شبكات دعم وتعاون نسائية"، مع ربط المواضيع ببعضها بطرق غير تقليدية، وتصميم حلول عملية للحياة اليومية".
على الهامش.. نصائح تُعزز نجاحكِ كموثرة رقمية

- كّوني صادقة لأنالناس تنجذب للصدق.
- صمّمي هوية بصرية تعبر عن شخصيتكِ
- تحلّي بالصبر لأنالنتائج تحتاج وقتًا.
- تعلّمي من النقد البناء، واحتفلي بإنجازاتكِ الصغيرة.
- اهتّمي بالجوانب الأخلاقية في كل ما تقدمينه
- اعتمّدي على التدرج في المحتوى، واصنعي سلاسل محتوى مترابط.
- طوّري أسلوبكِ في التقديم باستمرار (اللغة، الإيقاع، التصميم).
- تعّرفي على متابعيكِ بأسمائهم واهتماماتهم، واجعلي المتابعين شركاء في تطوير المحتوى.
- اطلّبي تغذية راجعة منتظمة، وطوري استراتيجيتكِ بناء على النتائج.
وأخيرًا، تذكّري دومًا أن النجاح الحقيقي للمؤثرة الرقمية الهادفةليس في عدد المتابعين، بل في "عدد الأشخاص الذين استفادوا فعليًا من محتواكِ، التغييرات الإيجابية التي ساعدتِ في تحقيقها، والمجتمع الإيجابي الذي بنيتيه حول قيمكِ". ولا تنسي نهائيًا أن التميز ليس أن تكوني الأكثر شهرة، بل الأكثر تأثيرًا وفائدة في أي مجال تهتمين بالتميز فيه بشكل خاص.