تخلصي من شريط الذكريات السلبية! هكذا تستبدلين الندم بالسلام الداخلي!
تسيطر الأفكار السلبية على تفكيرنا طوال الوقت، وإذا كنتِ تتذكرين تلك اللحظة التي فعلتي فيها شيئًا محرجًا أو أحرجك أحدهم أمام الآخرين، أو إذا كنتِ تجدي نفسك تفكري في تلك اللحظة مرارًا وتكرارًا وتتساءلي لماذا حدث لك ذلك، وتشعري أحيانًا أن تلك اللحظة حدّدت شخصيتك وستطاردك لبقية حياتك، فبالتأكيد أنتِ بحاجة إلى التخلص من سيطرة الأفكار السلبية على حياتك.
كيفية التخلص من الأفكار السلبية
وبسبب الأفكار السلبية، يُمكن بسهولة إفساد يوم جيد، والتفكير السلبي عبءٌ يُسيطر علينا ويمنعنا من تحقيق أقصى إمكاناتنا، كما أنه يمنعنا من الاستمتاع بالحياة، بل ويُلحق الضرر بصحتنا النفسية، ولكن لحسن الحظ، يُمكن التعامل مع هذه الأفكار السلبية، وفيما يلي إليكِ كيفية إيقاف الأفكار السلبية خطوة بخطوة.
لاحظي أفكارك السلبية
الخطوة الأولى في التعامل مع الأفكار السلبية هي ملاحظتها وتحديدها، ويجب أن تكوني قادرة على التمييز بين الأفكار الواقعية والأفكار غير المفيدة، فقد يختلط الأمر بينهما، وقد تبدأي في الاعتقاد بأن أفكارك السلبية واقعية، وهي ليست كذلك.
حيث إن الأفكار السلبية هي تحريفات غير منطقية للواقع، وقد تؤدي هذه الأفكار إلى استنتاجات خاطئة حول التفاعلات الاجتماعية والحياة اليومية. من المهم فهم الأفكار وتصنيفها كما هي.
وتتجلى الأفكار السلبية بهذه الطرق وغيرها من الطرق:
التعميم المفرط
يحدث هذا عندما يُدمج الناس ما حدث في لقاء واحد في جميع اللقاءات المستقبلية، فهم لا يُخصصون وقتًا لفهم كل سيناريو ومعالجته على حدة.
على سبيل المثال: يفترض أحدهم أنه عندما يقول أحدهم إن ملابسه تبدو جيدة، فإنه يسخر، ويقصد عكس ذلك، وقد تكون هذه الأفكار ناتجة عن قول طالب لئيم له ذلك في المدرسة الإعدادية، ثم ضحك فور مغادرته.
طريقة تفكير "الكل أو لا شيء"
تشير هذه الطريقة إلى رؤية الأشياء إما خطأ أو صواب، أسود أو أبيض، وعدم ترك مجال للمناطق الرمادية، ويعتقد أصحاب هذه الطريقة أن ما ليس صحيحًا هو خطأ.
على سبيل المثال: أنت تُجري امتحانًا عبر الإنترنت، ويبدو أنك لا تستطيع تذكر إجابة سؤال واحد، بدلًا من تقبّل أن فرصك في الحصول على 100% في الاختبار قد انخفضت، وأن أفضل ما يمكنك الحصول عليه الآن هو 95%، تبدأ بالتفكير في أنك ستفشل لأنك لم تعرف جميع الإجابات.
الاستنتاجات السريعة
يشمل هذا افتراض ما يفكر فيه الآخرون أو كيف ستسير الأمور دون أي دليل يدعم هذه الافتراضات.
التفكير العاطفي
يشير هذا إلى افتراضات وأحكام مبنية على ردود فعل عاطفية بدلًا من اعتبارات واقعية.
وفيما يلي إليكِ، كيفية التخلص من الأفكار السلبية في حياتك:
-
مارسي اليقظة الذهنية
عندما تصبح هذه الأفكار السلبية عادة في تفكيرنا، يصعب تمييزها يصبح من الصعب فصل الأفكار البناءة والواقعية عن الأفكار السلبية، وبفضل اليقظة الذهنية، يمكنك تحسين قدرتك على تحديد هذه الأفكار السلبية وإيقافها.
واليقظة الذهنية بأنها الوعي الذي ينشأ عندما ننتبه، عن قصد، في اللحظة الحالية، وبطريقة غير مُصدرة للأحكام، والسمات الرئيسية الثلاث لليقظة الذهنية هي النية، والانتباه، والموقف.
-
استبدلي أفكارك السلبية
بمجرد أن تلاحظي أفكارك السلبية وتمارسي اليقظة الذهنية، فإن الخطوة التالية هي استبدال تلك الأفكار التي حددتيها، ويمكن تصنيف جميع الأفكار غير البنّاءة والتي لا تساعدك على تحقيق أهدافك على أنها أفكار سلبية، ولاستبدال هذه الأفكار، يمكنك:
• اسألي نفسك: هل هذه الفكرة واقعية أم أنها من نسج خيالك؟
• ابحث عن تفسيرات بديلة للأفكار التي قد تراودك.
• فكّري فيما ستقوليه لصديقك لو راودته أفكار مماثلة.
-
ابدئي بكتابة يوميات أفكارك
تتدفق علينا آلاف الأفكار يوميًا، يمتلك الإنسان العادي ما بين 17,000 و50,000 فكرة يوميًا، وبعض هذه الأفكار مُلهم ومُشجع، وبعضها مُحبط، وبعضها دقيق، وبعضها غير صحيح، وقد يتطلب تسجيل كل هذه الأفكار جهدًا كبيرًا ويكاد يكون مستحيلًا، وتُعد مذكرات الأفكار وسيلة رائعة للتأمل فيها عند استخدامها بشكل صحيح.
ومذكرات الأفكار أو سجلات الأفكار هي سجلات مكتوبة لأفكارك ومشاعرك، حيث إنها مثالية لتدوين أفكارك يوميًا، ويفضل أن يكون ذلك في نهاية اليوم أو حتى طوال اليوم عند ظهورها، فقط دوّني أفكارك الحقيقية، أي أفكارك الطبيعية التي لم تكن لتتلاعبي بها.
-
لا تُوقفي أفكارك السلبية
كثيرًا ما نحاول تفنيد جميع الأفكار السلبية التي قد تراودنا والتخلص منها، وللأسف، كلما حاولنا التخلص منها، كلما طفت على السطح، ويُشار إلى هذا باسم ارتداد الأفكار، وهو أكثر ضررًا مما نتصور.
ومن المهم أن تشعري بهذه الأفكار السلبية ثم تجدين طريقة للتعامل معها بدلًا من التخلص منها تمامًا، وتذكري، وجود هذه الأفكار لا يجعلك شخصًا سيئًا على الإطلاق.
-
استعيني بالمساعدة
جميع الإجراءات المذكورة أعلاه للتخلص من الأفكار السلبية هي أمور يمكنك القيام بها بمفردك، ومع أنكِ المسؤولة الرئيسية عن هذا الجزء من رحلتك، فإن طلب المساعدة من الآخرين ليس فكرة سيئة أبدًا، لأن تغيير تفكيرك قد يكون صعبًا للغاية.
