المشي في الطبيعة أكثر أساليب الاسترخاء فعالية

أفضل أساليب الاسترخاء للتخلص من التوتر والقلق: دليلك هنا!

ريهام كامل

صباحي اليوم يحتاج إلى لحظة هدوء، وكأن قلبي يطلب هدنة من صراعات الحياة، وعقلي يحلم باستراحة قصيرة من الضغوط اليومية، كلنا نمر بأيام مشحونة بالتوتر والقلق، أحيانًا نشعر أننا نكاد نغرق في دوامة من الأفكار والمهام المتراكمة. هنا تأتي أهمية أساليب الاسترخاء لتمنحنا فرصة للتوقف، نتنفس الهواء بعمق، وإستعادة توازنا الداخلي وسلامنا النفسي. فبمجرد تخصيص بضع دقائق لأنفسنا، يمكننا استعادة طاقتنا وصفاء ذهننا لنواجه يومنا بهدوء وثقة.

اليوم الفرصة متاحة لكِ لتحقيق الاسترخاء، وخاصة إذا كنتِ أم حيث العودة للمدارس وتوافر بعض الوقت لكِ. انتهزي الفرصة غاليتي وتغلبي على التوتر والقلق لتستعيدي توازنك الداخلي وراحة بالك.

تابعي معي بدقة فأنا بحاجة مثلك إلى اتباع أساليب تحقق الاسترخاء وتزيل عنا الآثار السلبية التي خلفها التوتر.

أساليب الاسترخاء تخفف من التوتر والقلق مارسيها بانتظام
أساليب الاسترخاء تخفف من التوتر والقلق مارسيها بانتظام

ما هي أهمية الاسترخاء لصحتنا النفسية والجسدية؟

بحسب أميرة داوود دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، الاسترخاء ليس رفاهية كما يعتقد البعض، بل هو ضرورة للحفاظ على صحة متكاملة. عندما يسيطر التوتر على الإنسان، ترتفع معدلات هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى الإرهاق، ضعف المناعة، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والصداع واضطرابات النوم.

الاسترخاء يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، تعزيز جودة النوم، تحسين التركيز والذاكرة، وتخفيف الآلام المزمنة الناتجة عن التوتر العضلي، تقوية جهاز المناعة.

إن إدخال أساليب الاسترخاء غاليتي ضمن روتين الحياة اليومية يحميكِ من الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر والقلق، ويمنحكِ طاقة إيجابية لمواجهة التحديات.

ما هي أفضل أساليب الاسترخاء؟

من أفضل أساليب الاسترخاء التي تزيل عنكِ التوتر والقلق ما يلي:

  • أسلوب التنفس العميق

هذه التقنية فعالة جدًا في تخفيف القلق الفوري وإعادة التوازن للجسم، وهو من أبسط وأسرع أساليب الاسترخاء التي يمكن ممارستها في أي وقت وأي مكان. يساعد التنفس العميق على تهدئة العقل وتخفيف حدة التوتر. طبقي ما يلي:

  1. اجلسي في مكان هادئ وأغلق عينيك.
  2. خذي شهيقًا عميقًا عبر الأنف حتى يمتلئ صدرك وبطنك.
  3. احبسي النفس لبضع ثوانٍ.
  4. أخرجي الزفير ببطء عبر الفم.
  5. كرري هذه العملية من 5 إلى 10 دقائق.
  • التأمل وتمارين اليقظة الذهنية

التأمل من أشهر أساليب الاسترخاء التي تمارس منذ آلاف السنين، وهو يعتمد على التركيز في اللحظة الحالية، بعيدًا عن التفكير في الماضي أو القلق من المستقبل.

يحقق التأمل فوائد جمة مثل، تقليل مستويات القلق، تعزيز الوعي الذاتي، تحسين النوم، وزيادة القدرة على التحكم بالمشاعر.

يمكنك ممارسة التأمل عزيزتي عبر الجلوس بهدوء، التركيز على التنفس، أو الاستماع إلى مقاطع موجهة للتأمل.

  • الاستماع إلى الموسيقى الهادئة

الموسيقى لغة الروح، ولها تأثير مباشر على الجهاز العصبي. لذا بادري بالاستماع إلى موسيقى هادئة أو أصوات الطبيعة مثل صوت المطر أو البحر يساعد على تهدئة الأفكار وتخفيف القلق ومحاربة التوتر.

المشي في الهواء الطلق وعلى الشاطئ يحقق الاسترخاء
المشي في الهواء الطلق وعلى الشاطئ يحقق الاسترخاء
  • قضاء وقت في الطبيعة

عن تجربة شخصية أؤكد لكِ أن قضاء وقت في الطبيعة من أكثر أساليب الاسترخاء الفعالة في التغلب على التوتر والقلق، لأن الخروج إلى المساحات الخضراء أو المشي على الشاطئ من أكثر الطرق التي تساعد على تصفية الذهن. فما أجمل الطبيعة! يكفي أنها قادرة على تحقيق العودة إلى الفطرة البسيطة، التي خُلقنا عليها، وتمنحنا الشعور بالسلام النفسي الداخلي وسط كل ما نواجهه من ضغوط وتوترات.

هل تعلمين أن هناك دراسات عديدة أثبتت دور الطبيعة في التغلب على التوتر وتحقيق الاسترخاء؟ مفاد هذه الدراسات أن قضاء 20 دقيقة يوميًا في الطبيعة يقلل من هرمونات التوتر بشكل ملحوظ.

  • التدليك

التدليك أو المساج ليس رفاهية، بل طريقة علاجية فعالة لتخفيف التوتر العضلي وتحفيز الدورة الدموية. يمكن الاعتماد على جلسات مساج احترافية أو حتى تدليك بسيط للكتفين والرقبة في المنزل.

للتدليك فوائد عدة أبرزها كأسلوب فعال من أساليب الاسترخاء، تقليل التوتر، تحسين جودة النوم.

  • الكتابة للتفريغ العاطفي

من الطرق النفسية الفعالة لمواجهة التوتر، وكأحد أقوى أساليب الاسترخاء أيضًا، الكتابة كتخصيص دفتر لتدوين المشاعر والأفكار اليومية يساعد على تفريغ الضغوط الداخلية.هذه الطريقة تمنح وضوحًا أكبر وتخفف من التفكير المفرط الذي يسبب القلق.

  • ممارسة الرياضة

في ممارسة نشاط بدني مثل المشي السريع، الركض أو حتى الرقص، فوائد جمة لأنه يطلق هرمونات السعادة (الإندورفين) التي تحارب القلق وتحسن المزاج، ولذلك تعد الرياضة أحد أهم أساليب الاسترخاء الفعالة التي تُحدث فارقًا كبيرًا.

هل تعلمين أن ممارسة 30 دقيقة من الرياضة 3 مرات أسبوعيًا كافية لتشعر بتغيير ملحوظ في حالتك النفسية؟

اليوغا أحد أهم أساليب الاسترخاء الفعالة

  • تمارين اليوغا

اليوغا تجمع بين الحركات الجسدية، التحكم في التنفس، والتركيز الذهني. وهي من أكثر الطرق فعالية لتحقيق التوازن بين الجسد والعقل.

تساهم اليوغا كأحد أساليب الاسترخاء في تقليل التوتر والقلق، وزيادة المرونة الجسدية، تقوية العضلات وتحسين وضعية الجسم، تعزيز الطاقة الداخلية والراحة النفسية. كما أن ممارستها لعدة دقائق يوميًا قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياتك.

  • النوم الجيد

قلة النوم تزيد من مستويات التوتر وتجعل العقل يفشل في التعامل مع الضغوط. النوم الجيد من أهم أساليب الاسترخاء لأنه يعيد شحن طاقة الجسم ويحافظ على توازنك الداخلي.

لتنامي بعمق، ولتحصلين على الاسترخاء بسهولة، طبقي النصائح التالية:

  1. اذهبي إلى السرير في نفس التوقيت يوميًا.
  2. ابتعدي عن الشاشات قبل النوم بساعة.
  3. هيئي غرفة نومك واجعليها هادئة ومظلمة.

خلاصة القول:

القلق والتوتر جزء طبيعي من الحياة، لكن الاستسلام لهما يضعف من قدرتنا على الاستمتاع بالحاضر. عليكِ بإدخال أساليب الاسترخاء إلى روتينك اليومي لمواجهة ضغوط وصراعات الحياة بشجاعة، وحققي توازنك وسلامك النفسي الداخلي، سواء اخترتِ التأمل، أو التنفس العميق، أو قضاء وقت في الطبيعة، فإن ما يهمك أن يكون روتينك مع هذه الأساليب منتظم ومستمر.

تذكري: الاسترخاء ليس فقط لحظات هدوء عابرة، بل هو أسلوب حياة يساعدك على استعادة طاقتك ومواصلة رحلتك بأمان وطمأنينة.