
قوة الرعاية الذاتية تحقق سلامك النفسي الداخلي .. كيف تجعلينها عادة راسخة
لا شك أن ممارسة العطاء مع الآخرين أمر نبيل وجميل وله تأثيرات إيجابية جدًا على نفسك حيث شعورك بالسعادة الناتج عن نجاحك في تحقيق سعادة غيرك، وكونك أنثى فالعطاء هو جوهر الأنوثة، وثمرة النبل التي تنمو في قلب كل امرأة تعطي بلا حساب، ولا تدخر وقتًا أو جهدًا في سبيل تحقيق سعادة من تحبهم، ولكن لا يعني ذلك أن يكون العطاء على حسابك أنتِ. تأكدي غاليتي أنه لا قيمة لأي عطاء تمنحينه للآخرين وأنت تظلمين نفسك، لذلك عليك أن تتقني الرعاية الذاتية، وأن تجتهدي في عنايتك بنفسك.
واعلمي أنك في كل مرة تضعين فيها احتياجات الآخرين فوق احتياجاتك، وتؤجلين راحتك، تصابين بالهشاشة والضعف بمرور الوقت. قد تعتقدين أن الرعاية الذاتية رفاهية لا وقت لها، لكنها ليست كذلك، لأن عنايتك لذاتك يجب أن تكون أولوية.
تابعي معي غاليتي ولأجلك أنت كيف يمكنك اتقان عنايتك لذاتك، وكيف يمكن جعلها عادة وليست مجرد رفاهية مع "أميرة داوود"، دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا
ماذا يقصد بالرعاية الذاتية؟
الرعاية الذاتية هي كل ما تقومين به من أجلك أنت، وكل ما تعبرين فيه عن احترامكِ لنفسكِ من خلال تلبية احتياجاتكِ الجسدية، النفسية، العاطفية، والاجتماعية، ومن خلال عدم إهمالك لها بأي شكل من الأشكال، وهي قطعًا لا تعني الاهتمام بالمظهر أو الخروج في عطلة بل تكمن في ممارسة أشياء معينة تعود بالخير الكثير عليك، مثل:
- الحصول على قسط وفير من النوم.
- الاسترخاء والحفاظ على هدوئك.
- الحفاظ على راحتك النفسية.
- تجنب تأنيب أو جلد الذات لأي سبب.
- العناية بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالتخطيط لحياتك والتنظيم لها.

لماذا تُعد قوة الرعاية الذاتية جوهرية في حياة المرأة؟
لرعايتك لذاتك قوة جبارة لها أن تحميك من العديد من السلبيات التي من الممكن أن تتربص بكِ عند اهمالك لها، مثل
-
تحميكِ من الاحتراق النفسي
إن اهتمامك بالرعاية الذاتية يحميك من الاحتراق النفسي الذي من الممكن أن يصيبك سواء في ما يتعلق بضغوط العمل، والأسرة، لأنها ستحقق التوازن الذي تحلمين بها. رعايتك لذاتك درع أمان.
-
تعزز ثقتك بنفسك
حين تخصصين وقتًا لنفسك، فأنت تعلمين جيدًا قدر نفسك، وهذا يعزز من تقتك بها و وتزيدين من شعورك بالاستحقاق، والنتيجة تقدير مستمر لنفسك.
-
تمنحكِ الطاقة للنجاح والعطاء
عندما تشحنين طاقتكِ باهتمامك بنفسك ورعايتك الات، تكونين أكثر قدرة على العطاء الإيجابي بمفهومه الصحيح ودون ظلم لنفسك
-
تحسن من صحتكِ العامة
الاهتمام بالرعاية الذاتية المتكاملة يقلل من معدلات التوتر، وتحسن المناعة، وتقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، وتنحميك من التوتر والقلق، والكآبة النفسية.
-
تبني التوازن بداخلك
العناية الذاتية تدربكِ على الانصات لنفسك، والإصغاء لمشاعر، وتحقق احتوائك لها بدلًأ من كبتها، والتعرض لنوبات نفسية مؤذية.
كيف تجعلين الرعاية الذاتية عادة يومية راسخة؟
- اسألي نفسك، لماذا أحتاج للعناية بنفسي؟ هل لأكون أكثر هدوءًا؟ أو لأقلل من الإرهاق؟ اجعلي هذا "الدافع" دليلكِ اليومي.
- ابدئي بخطوات صغيرة وثابتة وداومي عليها، مثلًا خصصي وقت للتأمل، وآخر للقراءة، وهكذا بالنسبة لباقي الأنشطة.
- اصنعي روتينًا لنفسك، مثلا في الصباح، تنفسي بعمق، تناولي كوب ماء دافئ ليخلصك من السموم، كرري عبارات إيجابية تمنحك الهدوء والراحة النفسية، وتجلب لكِ الطاقات الجيدة.
- قبل النوم بساعتين تقريبًا، اعزلي نفسك عن التكنولوجيا، لا هاتف، لا أيباد، لا تلفزيون، واصنعي لنفسك روتينًا ثابتًا للنوم، وداومي عليه.
- تخلصي من الشعور بالذنب واعتني بنفسك أولًا حينئذ ستستطعين القيام بكل ما عليك من واجباتك.
- لا تقارني نفسكِ بالآخرين.
- لا تنتظري انهياركِ لتبدئي الرعاية الذاتية، احمي نفسك بسرعة خلق روتين ذاتي لها.
- تجنبي كل ما ما يستنزف طاقتكِ، وابتعدي عن (لأشخاص السلبيين، لا تسمعي الأخبار المزعجة).
- احرصي على التحدث مع نفسك برفق دون لوم أو عتاب.

مفاهيم خاطئة عن الرعاية الذاتية
- الرعاية الذاتية تعني الأنانية، خطا، لأنها هي ضرورة صحية ونفسية
- لا وقت للرعاية الذاتية، خطأ، امنحي نفسك الوقت الكافي
- تتطلب مالًا وفيرًا، هذا خطأ لأن خلق عادات صحية لترسيخ الرعاية الذاتية لا يكلف الكثير من المال كثير من أنشطتها مجانية
- مؤجلة لما بعد المهام، خطأ، لأن الأولوية يجب أن تكون لنفسك.
خلاصة القول:
إن قوة الرعاية الذاتية لا تكمن في الكمال، بل في الاستمرارية في القيام بها. لا تهم الكمية، تذكري جيدًا، أنت تستحقين حياة مليئة بالراحة، الحب، والاهتمام… كرري ذلك كثيرًا، ولا تتنازي عن ما تستحقينه.