طرق التخلص من العقلية السلبية وفتح أبواب التفكير الإيجابي

لحظة من الإدراك.. فقد أيقنت أخيرًا، أن العقلية السلبية ليست قدرًا مُحتّمًا، بل عادةً تَعلَّمتُها، وكأي عادةٍ، يمكناستبدالها بقصيدةٍ من الأفكار الإيجابية لأكتبها بأناملي كل يوم. عمومًا، الأمر ليس عن إنكار التحديات، بل عن رؤيتها كجسورٍ يمكن أن أعبُر من خلالها إلى نموٍ لم أتخيله.

ما رأيكِ أن تتخيلي معي أن عقلكَ حديقة؟ كل فكرة سلبية كَنبتة شوكٍ تستهلك طاقتكَ وتخنق أزهارَ إبداعك. ولكن ماذا لو امتلكتِ مفتاحًا سحريًا لاقتلاع هذه الأشواك وغرس بذورٍ من الأمل والتمكين؟

من هذا المنطلق، سأطلعكِ اليوم عبر موقع "هي" على مفاتيح سحرية للخروج من سجن الأفكار السلبية إلى فضاء التفكير الإيجابي الواسع؛ بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا

العقلية السلبية مرتبطة بهذه الخصائص

أكد دكتور مصطفى، أن العقلية السلبية هي نمط تفكير يُركّز على الجوانب السلبية في المواقف، ويتوقع الأسوأ، ويُعزِّز الشكوك حول الذات أو الآخرين. أما عن أبرز خصائصها، فهي:

• التشاؤم الدائم:رؤية النصف الفارغ من الكأس مثل "هذا الأمر لن ينجح أبدًا".
• الخوف من الفشل:تجنُّب التحديات خوفًا من النتائج السلبية؛ مثل"لن أتقدم للوظيفة لأنني لست جيدًا بما يكفي".
• النقد الذاتي القاسي:لوم النفس باستمرار؛ مثل"أنا فاشل في كل شيء".
• تعميم السلبيات:تحويل حدث سلبي واحد إلى قاعدة عامة؛مثل "رسبت في الامتحان، إذن مستقبلي كله سيكون فاشلًا".
• رفض التغيير:الاعتقاد بأن التحسن مستحيل؛ مثل"لا فائدة من المحاولة، لن يتغير شيء".
• لوم الآخرين أو الظروف:اختزال المشكلات في عوامل خارجية؛ مثل"النجاح يحتاج إلى حظ، وأنا لا أملكه".

تأثير العقلية السلبية على حياتكِ

وتابع دكتور مصطفى، أن العقلية السلبية ليست حكمًا نهائيًا، بل عادة يمكن تغييرها بالوعي والممارسة، فالتغيير يبدأ بلحظة قرار؛ لكن البقاء عليها سيؤثر سلبًا على حياتكِ:

• على الصعيد الشخصي:تراجع الثقة بالنفس، وزيادة التوتر والقلق.
• على الصعيد العملي:تفويت الفرص بسبب الخوف أو التشاؤم.
• على العلاقات:صعوبة في بناء تواصل إيجابي مع الآخرين.

الفرق بين العقلية السلبية والتفكير الواقعي

وأضاف دكتور مصطفى، من ناحية أخرى عليكِ الأخذ بعين الاعتبار التالي:

• التفكير الواقعي:يعترف بالصعوبات لكنه يبحث عن حلول؛ مثل"هذا التحدي صعب، لكنني سأبذل جهدي".
• العقلية السلبية:تُضخِّم السلبيات وتتجاهل الإمكانيات؛ مثل"هذا التحدي مستحيل".

الأبوابُ الذهبية للتفكير الإيجابي في انتظارِ مَن يجرؤ على طرقِها

أشار دكتور مصطفى، إلى طرق عملية وفعّالة للتخلص من العقلية السلبية وزرع التفكير الإيجابي في حياتكِ، مع أمثلة وتطبيقات ملموسة؛ وذلك على النحو التالي:

اعترفي بالأفكار السلبية من دون حُكم

• خطوة أولى: لاحظي عندما تظهر فكرة سلبية، مثل"أنا فاشلة"، وكأنكِ تشاهدينها على شاشة خارج عقلك.
• حوّليها إلى سؤال:"هل هذه الفكرة واقعية؟"، "ما الدليل المؤيد أو المعارض لها؟"
• مثال:بدلًا من "لن أنجح في هذا المشروع"، اسألي"ما الخطوات الصغيرة التي يمكنني اتخاذها لزيادة فرص النجاح؟".

اكتبي "قائمة الامتنان" اليومية

• كيف؟: خصصي 5 دقائق قبل النوم لكتابة 3 أشياء تشعرين بالامتنان لها، حتى لو بسيطة مثل "وجبة لذيذة، محادثة مع صديقة".
• التأثير:يُعيد هذا التمرين برمجة العقل لملاحظة الإيجابيات بدلًا من التركيز على السلبيات.

غيّري لغة الحديث الداخلي

• استبدلي: "لا أستطيع" بـ "سأحاول".،"هذا مستحيل" بـ"هذا تحدي، وأنا قادرة على التعلم منه".
• أضيفي كلمة "بعد": "أنا لا أفهم الرياضيات" بـ"أنا لا أفهم الرياضيات بعد".

ابحثي عن "الفرص المخفية" في المشكلات

• تمرين:عندما تواجهين مشكلة، اكتبي إجابات عن:" ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا الموقف؟، كيف يمكن أن يجعلني هذا أقوى؟".
• مثال:الفشل في مقابلة عمل، فرصة لتحسين مهاراتي ومعرفة نقاط ضعفي.

أحيطّي نفسكِ بتأثيرات إيجابية

• الأشخاص:قللي الوقت مع من يشتكي دائمًا، واقتربي من الأشخاص المتفائلين والملهمين.
• المحتوى:اتبعي صفحات أو تقرأي كتبًا تُعزز التفاؤل، مثل "كتاب القوة الآن لإيكهارت تول".

مارسّي التأمل أو التنفس الواعي

• تمرين سريع:اجلسي بشكل مريح، خذي شهيقًا عميقًا (4 ثوانٍ)، احبسي النفس (4 ثوانٍ)، ثم زفيرًا بطيئًا (6 ثوانٍ). كرري هذا لمدة 3 دقائق.
• التأثير:يُهدئ الجهاز العصبي ويُقلل من هجوم الأفكار السلبية.

تحرّكي جسديًا

• الرياضة:حتى المشي لمدة 20 دقيقة يوميًا يُطلق الإندورفين (هرمون السعادة) ويُقلل التوتر.
• لغة الجسد:اجعلي وضعية جسمك مستقيمة وابتسمي (حتى إن كنتِ لا تشعرين بالرغبة في ذلك)، فهذا يُرسل إشارات إيجابية للدماغ.

ابدئي صباحك بإيجابية

• روتين الصباح:تجنبي تصفح الأخبار أو وسائل التواصل فور الاستيقاظ.
• استمعي إلى بودكاست ملهم أو اقرأي جملة تحفيزية.
• مثال:"اليوم فرصة جديدة لصنع شيء رائع".

احتفلي بالإنجازات الصغيرة

• كيف؟: اكتبي إنجازاتك اليومية مثل "إنهاء مهمة، مساعدة أحد، أو حتى الحفاظ على هدوئك في موقف صعب".
• التأثير:يُعزز الثقة بالنفس ويُذكركِ بقدراتك.

اقطعي سلسلة التفكير الزائد  (Overthinking)

• اسألي نفسكِ:"هل هذا الأمر سيُهم بعد 5 سنوات؟"؛ "ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ وهل يمكنني التعامل معه؟"
• حوّلي الطاقة إلى فعل:بدلًا من التفكير في المشكلة، اكتبي خطة عمل مكونة من خطوتين.

استخدمي تقنية "إعادة الصياغة"

حوّلي السلبيات إلى تحديات:"لدي الكثير من العمل" بـ "لدي فرصة لإثبات كفاءتي"؛  "أنا خائفة من التغيير" بـ"أنا أتعلم الخروج من منطقة الراحة".

تذكري أن الأفكار ليست حقائق!

ينتج العقل آلاف الأفكار يوميًا، لكنكِ لستِ ملزمةً بتصديقها كلها، لذا اختاري التي تخدمكِ.

وأخيرًا، العقلية الإيجابية ليست موهبة خارقة، بل مهارة تُكتسب بالممارسة اليومية. كل خطوة صغيرة تُقرّبكِ من حياةٍ مليئة بالسلام الداخلي والإنجاز. لذا، ابدئي الآن… فالتغيير يبدأ بفكرة واحدة إيجابية. على سبيل المثال: "غيّري السؤال من "ماذا لو فشلت؟" إلى "ماذا لو نجحت؟"؛ مارسّي الامتنان "ركّزي على ما تملكيه بدلًا مما ينقصكِ"؛ استبدل العقلية السلبية بأخرى إيجابية واقعية " بدلًا من "أنا ضعيفة"، قولي"أتعلم وأتحسن يوميًا". وكما قال جون كابات زين "لا يمكنكِ إيقاف الأمواج، لكنكِ تستطيعي تعلُّم ركوبها".