البكاء البنفسجي عند المولود..اعرفي أسباب بكاء مولودك لوقت طويل!
البكاء البنفسجي عند المولود؛ ربما لم يخبرك أحد بعد عن هذا النوع من البكاء. يمر المولود في أسابيعه الأولى بفترة بكاء مرهقة ومزعجة، وهي من أكثر المراحل التي تثير قلق الأمهات والآباء، إلا أنها تعد جزءًا طبيعيًا من نمو الجهاز العصبي للرضيع. وقد تستمر نوبات البكاء لساعات يوميًا، مما يجعل الوالدين يتساءلان إن كان طفلهما يعاني من مشكلة صحية.
ولفهم هذه المرحلة بصورة أوضح، أقدم لكِ عزيزتي الأم في هذا المقال ما أوضحته الدكتورة فاطمة الزهراء إبراهيم، اختصاصية طب الأطفال، حول البكاء البنفسجي أو ما يُعرف بالبكاء الأرجواني، مع شرح مفصل لكيفية التعامل معه وتجاوز هذه الفترة بأمان دون إرهاق للطفل أو للوالدين.

ما هو البكاء البنفسجي عند المولود؟
البكاء البنفسجي أو الأرجواني "PURPLE Crying " هو فترة يبدأ فيها بعض الأطفال بالبكاء بشكل متزايد ومزعج، ومرهق للآباء والأمهات الذين يواجهون مهمة صعبة لتهدئة المولود لأنه في أغلب الحالات يكون من الصعب جدًا تحقيق ذلك.
في أي عمر يبدأ البكاء البنفسجي للمولود ومتى ينتهي؟
يبدأ عادة في عمر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. يبلغ ذروته في عمر ستة إلى ثمانية أسابيع. الخبر السار لكل أم حديثة العهد بالأمومة، هو أن هذه الفترة لا تستمر لفترة طويلة، ففي بعض الحالات ينتهي البكاء الأرجواني للمولود عند بلوغه الشهر الثالث، وفي حالات أخرى قد يستمر حتى الشهر الرابع.
لماذا سمي بالبكاء البنفسجي أو الأرجواني؟
بحسب موقع " kidshealth" تعود التسمية إلى كلمة Purple التي تعني البنفسجي أو الأرجواني، بحيث يشير كل حرف فيها إلى صفات هذا النوع من البكاء كما يلي:
P: Peak of crying
يعني الذروة: يبلغ البكاء ذروته بين الأسبوع السادس والثامن، ثم يبدأ في التناقص.
U: Unexpected
يعني أنه غير متوقع: إذ يحدث فجأة وينتهي فجأة.
R: Resists soothing
يعني أنه غير قابل للتهدئة: لا يستجيب فيه المولود لمحاولات التهدئة التي يبلغ فيها الوالدين قصارى جهدهما.
P: Pain
يشير إلى الألم: بكاء الطفل يدل كأنه يتألم من أمر ما.
L: Long lasting
يعكس طول مدته: يستمر البكاء البنفسجي عند المولود لفترة طويلة.
E: Evening
يعني أنه أكثر حدوثًا في المساء: تحدث نوبات البكاء الأرجواني في المساء، ولكنها قد تحدث في أي وقت آخر من اليوم
ما هي أسباب يحدث البكاء البنفسجي عند المولود؟
توجد عدة تفسيرات علمية لسبب حدوث البكاء البنفسجي أبرزها ما يلي:
-
نمو الجهاز العصبي لا يزال في طور النمو
يتعرض المولود للبكاء البنفسجي، لأن نمو الجهاز العصبي لديه لم يكتمل بعد، فهو لا يزال في طور النمو، وهذا التطور قد يسبب له استجابات قوية للمحفزات التي يتعرض له في عالمه الجديد بعد الولادة مثل الضوء، الصوت، اللمس، أو حتى الجوع الخفيف. فيحدث البكاء كطريقة للتعبير عن ما يشعر به بسبب تغيير البيئة التي اعتاد عليها.
-
عدم انتظام الساعة البيولوجية
الطفل حديث الولادة لا يملك نظامًا ثابتًا للنوم أو اليقظة، ما يؤدي إلى فترات طويلة من التوتر والبكاء خاصة في المساء عندما يشعر بالإرهاق.
-
الغازات وعدم نضج الجهاز الهضمي
رغم أن الغازات ليست السبب الرئيسي لبكاء المولود بقوة في بعض الأوقات، إلا أنها قد تزيد من حدة البكاء. غالبًا ما يربط الأهالي بين الغازات والبكاء، لكن الصحيح أن الجهاز الهضمي نفسه لا يزال في مرحلة النمو.
-
حاجة الطفل للتهدئة الحسية
بعد الولادة، يجد الطفل نفسه في عالم مليء بالمحفزات، بعد أن ظل تسعة أشهر في رحم أمه حيث البيئة الدافئة والمغلقة. هنا يبكي الطفل حتى تمام التأقلم مع عالمه الجديد.
-
اختلاف حساسية الأطفال للمثيرات
بعض الأطفال أكثر حساسية من غيرهم، وهذا طبيعي تمامًا.
هل البكاء البنفسجي عند المولود أمر طبيعي؟
يعد البكاء البنفسجي عند المولود من المراحل الطبيعية التي يمر بها الطفل خلال فترة نموه بعد الولادة ، ولا علاقة له بخبرة الأم أو التغذية أو الرضاعة. ولا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني من مغص أو حساسية أو مرض ما. ومع ذلك، وبحسب توصيات د. فاطمة، يجب على كل أم، الانتباه لأي علامات غير طبيعية حتى لا يتم الخلط بين البكاء البنفسجي وبين مشاكل صحية أخرى تستدعي الانتباه.
كيف يتم التعامل مع البكاء البنفسجي عند المولود؟
هناك عدة طرق فعالة تساعد على تهدئة الطفل، منها:
- اللف أو التقميط بلطف، لأنه يجعل المولود يشعر بالأمان كما لو كان داخل الرحم.
- تغيير وضعية الحمل، مثل حمل المولود على الكتف ووضع اليد على ظهره وتحريكها برفق أو وضعه على البطن لفترة قصيرة بحذر، ومع مراقبته لمنع تعرضه للاختناق.
- الهز الخفيف الآمن، والمشي به في الغرفة. حتى يهدأ.
- الغناء له بصوت هادئ وناعم قد يكون مفيدًا.
- عمل ضوضاء غير مزعجة له، بعض الأصوات الخفيفة تهدأ من بكاء المولود مثل صوت المروحة مثلًا.
هل كل طفل يعاني من البكاء الأرجواني؟
ليس كل طفل يعاني من البكاء الأرجواني أو البكاء البنفسجي، لكن معظم المواليد يمرون بدرجات متفاوتة من هذه المرحلة الطبيعية خلال الأشهر الأولى من حياتهم. فالبكاء الأرجواني ليس مرضًا ولا مؤشرًا على وجود مشكلة صحية، بل هو جزء من تطور الجهاز العصبي للرضيع واستجابته للمحفزات من حوله. تختلف شدته ومدته من طفل لآخر.
لذلك، وبحسب دكتورة فاطمة، قد لا يمر به كل طفل حديث الولادة، فبعض الأطفال يبكون لساعات يوميًا، بينما يمر غيرهم من الأطفال بنفس المرحلة لكن ببكاء أقل وفترات ليست طويلة. ومع ذلك، يُعد هذا النوع من البكاء شائعًا جدًا بين حديثي الولادة، ويختفي تدريجيًا مع تقدم الطفل في العمر حتى يصبح جهازه العصبي أكثر نضجًا وقدرة على التأقلم.
اعرفي الفرق بين البكاء البنفسجي عند المولود وبكاء المغص

والآن عزيزتي الأم:
كيف تكتشفين أن مولودك يبكي بكاء المغص وليس البكاء البنفسجي ؟
يمكنك اكتشاف أن مولودك يبكي لأسباب أخرى مثل المغص من خلال مراقبة طريقة البكاء والأعراض المصاحبة له، إذ يختلف البكاء البنفسجي الطبيعي عن البكاء الناتج عن شعور المولود بالألم أو معانته من أي مشكلة صحية.
هذه العلامات تخبرك بالفرق بين البكاء البنفسجي أو البكاء بسبب أي سبب أخر غير طبيعي مثل المغص أو المرض:
طبيعة البكاء
المغص أو الألم يكون البكاء حادًا، متقطعًا أو صراخًا مفاجئًا، وقد يصاحبه شد الأرجل أو شد البطن.
أما البكاء البنفسجي، عادة ما يستمر تقريبًا لساعات، يبدو كصرخة مزعجة متكررة، ولا يهدأ بسهولة لكنه ليس صراخ ألم حاد.
الأعراض المصاحبة
بكاء المولود في حالة المغص يكون مصحوبًا بأعراض واضحة مثل انتفاخ البطن، غازات، شد الرجلين على البطن، خروج براز غريب أو متكرر.
قد يكون بكاء الطفل لأسباب أخرى مصحوبة بأعراض مثل ارتفاع الحرارة، القيء متكرر، الطفح جلدي، التعب والخمول، أو قلة رضاعة.
التوقيت
البكاء الناتج عن المغص غالبًا يحدث بعد الرضاعة مباشرة أو في أوقات محددة خلال اليوم. أما البكاء البنفسجي يزداد عادة في المساء ويحدث بشكل غير متوقع.
استجابة الطفل للتهدئة
المغص قد يهدأ الطفل جزئيًا عند تدليك البطن أو تمرير ساقيه في حركة الدراجات. في حالة البكاء البنفسجي لا يهدأ المولود رغم التدليك أو تغيير الوضعية.
متى يجب طلب الدعم من المختصين؟
إذا توافرت صفات البكاء البنفسجي عند المولود، وتم التأكد منها، وإذا فشلت كل المحاولات يجب طلب الدعم من المختصين، لأنهم من ناحية سيقومون بعمل الفحوصات الطبية للمولود من باب الاطمئنان عليه. ومن ناحية أخرى سيقدمون بعض النصائح المهمة والفعالة التي يمكن تجربتها مع المولود لتهدئته.
ولمساعدة المختصين على تقديم نصائح جديدة ومجدية في نفس الوقت، يجب على الوالدين ذكر الخطوات التي اتخذاها ولم تجدي نفعًا في محاولات تهدئة المولود.

خلاصة القول:
البكاء البنفسجي عند المولود والذي يُعرف بالبكاء الأرجواني أيضًا تجربة يمر بها معظم الأطفال حديثي الولادة، ولكن بدرجات متفاوتة. لا داعي للقلق ولكن يجب استشارة الأطباء، وطلب الدعم من المختصين حال فشل كل المحاولات في تهدئة المولود، للاطمئنان عليه واتخاذ اللازم بسرعة إذا تبين لهم وجود مشكلة صحية يعاني منها.
مع تمنياتي لكل مولود جديد بتجربة حياتية سعيدة وجميلة ،،،